الرياضية

«بطولة سلطان عُمان الدولية المفتوحة للرماية» محطة عالمية جديدة

 


حاوره - فهد الزهيمي
'تصوير: عبدالواحد الحمداني'
البطولة العربية للرماية بأسلحة الرصاص وضغط الهواء والتي استضافتها سلطنة عُمان بالمجمع الوطني الأولمبي للرماية بمسقط، أصبحت واحدة من أهم البطولات القارية، ليس فقط على مستوى عدد المشاركين، وإنما من حيث التنظيم الفني، والالتزام بالمعايير الدولية، وقوة المنافسة، والاتحاد الدولي ينظر إليها كمنصة حقيقية لتطوير اللعبة في المنطقة العربية، ورافد مهم للحراك العالمي لرياضة الرماية .. بهذه الكلمات بدأ معالي لوتشيانو روسي رئيس الاتحاد الدولي لرياضة الرماية، حديثه في حوار خاص لـ«عُمان»، وأضاف: البطولة العربية شكلت محطة قارية مهمة لصقل المواهب ورفع المستوى الفني، مشيدًا بالبنية الأساسية المتطورة والزخم التنافسي اللافت، ومؤكدًا أن ما شهدته مسقط في هذه البطولة تجاوز حدود المنافسة ليؤسس لشراكات دولية مستدامة.
تخطيط استراتيجي
وقال معاليه: تتويج سلطنة عُمان بالمركز الأول في الترتيب العام برصيد 25 ميدالية منوعة (10 ذهبيات و8 فضيات و7 برونزيات)، يؤكد ترسيخ سلطنة عُمان حضورها المتقدم على خريطة الرياضة الإقليمية والدولية، بعدما تحوّلت استضافة البطولات الكبرى من مجرد استحقاق رياضي إلى مسار تنموي متكامل يستند إلى التخطيط الاستراتيجي، والاستثمار في البنية الأساسية، وبناء الكفاءات البشرية، ورؤية تجعل من الرياضة أداة للتنمية والتقارب وبناء المستقبل، كما يؤكد أن الرامي العُماني من الجنسين أثبت جدارته سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وهذا يعكس أن الرماية العُمانية تسير في المسار الصحيح نحو دورة الألعاب الأولمبية «لوس أنجلوس 2028»، كما مثلت استضافة البطولة العربية لرماية أسلحة الرصاص وضغط الهواء نموذجًا متقدمًا للنجاح التنظيمي والفني، وسط مشاركة عربية واسعة ومستويات تنافسية عالية، عكست الثقة المتزايدة التي تحظى بها سلطنة عُمان على الصعيدين القاري والدولي، كما أن البطولة مثلت فرصة كبيرة ليس فقط لرماة سلطنة عُمان، بل لكافة الدول العربية، مؤكدًا أنه التقى خلال هذه البطولة بعدد كبير من الرياضيين على أعلى المستويات، الذين تنافسوا وفق لوائح الاتحاد الدولي للرماية وبأداء فني عالٍ للغاية.
وتابع حديثه بالقول: تابعت جميع نهائيات البطولة العربية عن قرب، ولمست تطورا كبيرا في مستويات اللاعبين من مختلف الدول، وهو ما عكس أن العمل المشترك يسير في الطريق الصحيح. وأوضح معالي لوتشيانو روسي رئيس الاتحاد الدولي للرماية، أن البطولة أُقيمت تحت إشراف الاتحاد العربي للرماية، الذي يقوم بدور محوري في نشر اللعبة وتطويرها، ورفع مستوى الاتحادات الوطنية، ولدينا تكامل بين الاتحادين العربي والدولي، وذلك من خلال التنسيق الفني، وتوحيد البرامج، ودعم البطولات والكوادر.
وقال لوتشيانو روسي: حققت البطولة العربية نجاحًا كبيرًا يُقدّره الاتحاد الدولي عاليًا، مشيرًا إلى أن هذا التقدير لا يأتي منه فقط، بل من مجتمع الاتحاد الدولي للرماية حول العالم، حيث بات الجميع اليوم يدرك أن سلطنة عُمان استضافت ليس بطولة عربية فقط بل بطولة دولية مهمة وذات ثقل فني وتنظيمي.
وأضاف أن هذا النجاح يعني أن الطريق بات ممهّدًا نحو البطولات المقبلة وصولًا إلى أولمبياد لوس أنجلوس 2028، مشيدًا بالعمل الجاد الذي تقوم به سلطنة عُمان، إلى جانب الجهود الكبيرة التي تبذلها دول آسيا والعالم العربي، مؤكدًا أن هذا كله يمثل الاتجاه الصحيح لتطوير رياضة الرماية في المنطقة.
وأعرب روسي عن سعادته الكبيرة بإقامة 17 مسابقة ومشاركة 344 رامياً من الجنسين في هذه البطولة العربية، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ مثل هذه البطولات، موضحًا أن الأعداد في السابق كانت أقل بكثير، أما اليوم فالوضع مختلف تمامًا، ما يعكس حجم التطور والاهتمام، كما أكد أن العلاقة بين الاتحاد الدولي للرماية واللجنة الأولمبية الدولية قوية جدًا، وتقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق، موجّهًا شكره لسلطنة عُمان على منحها بطولة قوية بهذا المستوى الرفيع.
وتابع: هذه البطولة مثلت محطة إعداد أساسية للرماة العرب، إذ منحتهم فرصة الاحتكاك القوي، واكتساب الخبرات، وتطبيق الأنظمة الدولية المعتمدة، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على جاهزيتهم للمشاركات العالمية والأولمبية المقبلة، ولا يخفى على الجميع أن هذه البطولة محطة استراتيجية ضمن روزنامة الاتحاد الدولي، وذلك عبر توسيع قاعدة اللعبة، وتعزيز حضور الرماية في المنطقة العربية، وربطها بشكل أوثق بالمسار الدولي للبطولات المعتمدة.
بطولة سلطان عُمان الدولية المفتوحة
وأوضح رئيس الاتحاد الدولي للرماية، أن اعتماد «بطولة سلطان عُمان الدولية المفتوحة للرماية 2026» رسميا كحدث دولي جديد يجسّد هذه الشراكة، ويعكس حجم الثقة الدولية في قدرة سلطنة عُمان على تنظيم بطولات عالمية، ويعكس تقدير الاتحاد الدولي للكفاءة التنظيمية، والالتزام الصارم بالمعايير، والقدرة على إدارة بطولات بمستوى عالمي، ويعزز مكانتها كوجهة رياضية موثوقة ومنصة جاذبة للاستثمار الرياضي، وقاعدة انطلاق نحو مستقبل أكثر حضورًا واستدامة لرياضة الرماية في المنطقة، كما ستوفر البطولة منصة تنافسية قوية تجمع رماة من مختلف الدول، وتسهم في رفع المستوى الفني، وتبادل الخبرات، وتعزيز التصنيف الدولي للمشاركين، والدافع الرئيسي لاعتماد «بطولة سلطان عُمان الدولية المفتوحة للرماية» هو الثقة الكبيرة التي يحظى بها الاتحاد العُماني للرماية، والبنية الأساسية المتقدمة التي تمتلكها سلطنة عُمان، إلى جانب الرؤية الواضحة لتطوير اللعبة واستدامتها على المستويين الإقليمي والدولي، وطموحنا أن تكون هذه البطولة الدولية المفتوحة محطة سنوية ثابتة ضمن أجندة الاتحاد الدولي، وأن تصبح منصة عالمية مرموقة، تسهم في تطوير الرماية وتعزيز حضور سلطنة عُمان دوليًا.
وأعرب عن ثقته في قدرة سلطنة عُمان على تنظيم بطولات دولية كبرى في المستقبل، مؤكدًا أن استضافة مثل هذه البطولات تُعد أفضل وسيلة لإبراز حجم العمل الذي يُنجز على أرض الواقع، خصوصًا في ظل امتلاك سلطنة عُمان اليوم واحدًا من أحدث مجمعات الرماية في العالم، حيث إن المجمع الوطني الأولمبي للرماية يتمتع ببنية أساسية متطورة وتجهيزات حديثة تواكب أعلى المعايير، وهذا المجمع يواكب المعايير العالمية ومعتمد رسميا وقادر على استضافة بطولات كبرى، وأهمية وجود المنشآت المتخصصة بهذا المستوى عنصر أساسي في تطوير الأداء وتحقيق الاستدامة، وسلطنة عُمان حاليا تمثل نموذجًا ناجحًا وموثوقًا في استضافة البطولات الكبرى في خريطة الاستضافة الدولية، كما أن المستقبل واعد في رياضة الرماية في سلطنة عُمان، مع تزايد الاهتمام والاستثمار في هذه الرياضة، كذلك النجاح التنظيمي الاحترافي وتطبيق لوائح الاتحاد الدولي بدقة، واستخدام أنظمة تحكيم وتجهيزات معتمدة عالميًا من الاتحاد العُماني للرماية.
شراكة عُمانية دولية
وختم معالي لوتشيانو روسي رئيس الاتحاد الدولي لرياضة الرماية، حديثه لـ«عُمان»، بالقول: نشيد بالشراكة النموذجية بين الاتحاد الدولي للرماية وسلطنة عُمان، وأكد أنها تمثل أهمية كبيرة على المستوى الرياضي، موضحًا أن الهدف المشترك هو أن يُظهر الطرفان لبعضهما البعض وللعالم أجمع أن حركة الرماية العالمية تقوم على علاقات قوية وتنظيم احترافي، وأن الصداقة والتعاون القائمين بين الاتحاد الدولي وسلطنة عُمان يمثلان أفضل نموذج للعمل المشترك على أرض الواقع، ونرى هذه الشراكة نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي، حيث تقوم على الثقة، والتخطيط الاستراتيجي، والعمل المشترك لتطوير اللعبة، وذلك من خلال التعاون الفني، وتبادل الخبرات، والإشراف المباشر على تطبيق اللوائح الدولية، إلى جانب الدعم التنظيمي والتقني، وبلا شك ستُسهم هذه الشراكة في الاستدامة الرياضية، من خلال بناء القدرات المحلية، وتأهيل الكوادر، وضمان نقل المعرفة، بما يحقق استدامة حقيقية للعبة، وخلال المرحلة المقبلة ستكون هناك خطط مستقبلية للتوسع في التعاون وذلك عبر برامج لتدريب الحكام والمدربين، ورفع كفاءة الكوادر الإدارية، ضمن خطة طويلة المدى، كذلك يمكن لهذه البرامج المساهمة في اكتشاف المواهب المجيدة في الرماية وذلك عبر الاستثمار في الفئات العمرية، وتكثيف البطولات، وربط المواهب بالبرامج الدولية، ولدينا كذلك مبادرات مستقبلية للناشئين وذلك من خلال إطلاق برامج مشتركة تستهدف الناشئين وصغار
السن.