الرياضية

الحمراء يتوّج بطلا بدوري الدرجة الثانية للكرة الطائرة

 

كتب - وليد أمبوسعيدي
'تصوير: أحمد المعمري'
توج نادي الحمراء بلقب دوري الدرجة الثانية للكرة الطائرة للموسم الرياضي 2025 /2026 بعد فوزه المستحق على نادي ضنك بنتيجة ثلاثة أشواط مقابل شوط واحد في المباراة النهائية التي أقيمت برعاية خالد بن سالم المديلوي رئيس مجلس إدارة نادي صور والتي احتضنتها الصالة الرئيسية لمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، في مواجهة قوية ومثيرة، حيث تبادل الفريقان الأفضلية على مدار الأشواط، قبل أن يفرض الحمراء أفضليته في الشوط الحاسم، مستفيدا من انضباطه الدفاعي واستثماره لأخطاء المنافس في لحظات مفصلية، ليحسم المواجهة ويعتلي منصة التتويج بالذهب.
وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، نجح نادي الاتحاد في حسم الميدالية البرونزية بعد تفوقه على نادي مرباط، في لقاء اتسم بالندية والرغبة الواضحة من الطرفين في إنهاء الموسم بمركز متقدم، قبل أن ينجح الاتحاد في ترجمة أفضليته إلى فوز مستحق بنتيجة ثلاثة أشواط دون مقابل بواقع: 25 - 13 و25 - 22 و26 - 24.
وجاء تأهل ناديي الحمراء وضنك إلى المباراة النهائية بعد تفوق الحمراء على مرباط، وفوز ضنك على الاتحاد في مواجهتي الدور نصف النهائي، ليضمن الفريقان بذلك الصعود رسميا إلى دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة للموسم الرياضي 2026 /2027.
اللقاء النهائي
وجاءت المباراة النهائية قوية ومتكافئة، إذ تبادل الفريقان السيطرة على مجريات الأشواط الأولى، قبل أن يحسم الحمراء المواجهة بفضل خبرته وانضباطه الفني في اللحظات الحاسمة. ونجح الحمراء في كسب الشوط الأول بنتيجة 25–19، قبل أن يعزز تقدمه بالفوز في الشوط الثاني 28–26 ، بعد منافسة محتدمة امتدت حتى النقاط الإضافية.
وفي الشوط الثالث عاد ضنك بقوة ونجح في تقليص الفارق بعد فوزه 25–22، ليؤجل الحسم إلى الشوط الرابع
وشهد الشوط الأخير من مواجهة الحمراء وضنك إثارة كبيرة منذ بدايته، حيث استغل الحمراء أخطاء الإرسال والتصديات ليحصل على أفضلية مبكرة بثلاث نقاط، قبل أن يعود ضنك لتقليص الفارق، ومع استمرار الضغط، عزز الحمراء تقدمه ليصل إلى 5–2 سجلها المحترفان ماكسيم كوسا والروسي ميجل رافل، ثم 7–4 بعد تبادل النقاط بين الفريقين. حيث سجل نقاط ضنك كل من أحمد اليحيائي ونصر السعدي. وواصل الحمراء فرض إيقاعه مستفيدا من أخطاء الإرسال من جانب ضنك، لترتفع النتيجة إلى 11–5، ثم 15–6 مع توسع الفارق بفضل التركيز العالي والنجاعة في إنهاء الكرات، ورغم محاولات ضنك للعودة، ظل الحمراء متماسكا حتى وصلت النتيجة إلى 21–13، قبل أن يحسم الشوط والمباراة عند 25–15، معلنا تتويجه باللقب عن جدارة.
التتويج
وعقب صافرة النهاية، قام راعي الحفل خالد بن سالم المديلوي بتتويج أصحاب المراكز الأولى، حيث تُوج نادي الحمراء بالمركز الأول والميدالية الذهبية، فيما حل نادي ضنك في المركز الثاني ونال الميدالية الفضية، بينما جاء نادي الاتحاد ثالثا ليحصد الميدالية البرونزية، في ختام مميز لمنافسات دوري الدرجة الثانية للكرة الطائرة. بعد التتويج أعرب محمد القمشوعي، مدرب نادي الحمراء، عن سعادته الكبيرة بتتويج فريقه بلقب دوري الدرجة الثانية، مؤكدا أن هذا الإنجاز يعد محطة تاريخية للنادي في أول مشاركة له منذ تأسيسه، وقال: إن ما تحقق لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة استعداد قوي وعمل متواصل من الجهازين الفني والإداري، إلى جانب الدعم الكبير الذي قدمته إدارة النادي والجهود الكبيرة التي بذلها اللاعبون طوال الموسم.
وأوضح القمشوعي أن دوري الدرجة الثانية هذا الموسم شهد مستوى تنافسيا عاليا، حيث تقاربت مستويات الفرق بشكل ملحوظ، ما جعل كل مباراة تحمل طابعا صعبا وحاسما، مشيرا إلى أن مواجهة ضنك في النهائي لم تكن سهلة، خاصة في ظل امتلاك الفريق المنافس عناصر مميزة وقدرة واضحة على المنافسة. وأضاف أن فريقه اعتمد في الأساس على لاعبين محليين، قبل الاستعانة بعدد من المحترفين في المراحل الأخيرة، وهو ما تطلب وقتًا للتجانس، لكن الفريق نجح في تجاوز ذلك وتحقيق الهدف.
وعن المرحلة المقبلة، أكد القمشوعي أن التحول إلى دوري الدرجة الأولى يمثل تحديا جديدا، إلا أن طموح نادي الحمراء أكبر من مجرد المشاركة، إذ تسعى الإدارة، بدعم من الولاية، إلى بناء فريق قادر على المنافسة بقوة في دوري الدرجة الأولى، وتابع القمشوعي: العمل سيتواصل خلال الفترة المقبلة من أجل تدعيم الصفوف وتعزيز الجاهزية الفنية، بما يضمن استمرار الحمراء في طريقه التصاعدي وتحقيق حضور مشرّف في الاستحقاقات القادمة.
محطات صعبة
من جانبه، أعرب سلطان الزيدي، مدرب نادي ضنك، عن شكره لاتحاد الكرة الطائرة على التنظيم المميز للبطولة، مؤكدا أن مشوار فريقه في دوري الدرجة الثانية لم يكن سهلا، إذ مر بمحطات صعبة وأخرى أقل تعقيدا، قبل أن ينجح في الوصول إلى المباراة النهائية وتحقيق هدفه الأهم بالصعود إلى دوري الدرجة الأولى، وقال الزيدي: إن مواجهة الحمراء في النهائي جاءت قوية ومتكافئة في مجملها، موضحا أن نتيجة 3–1 تعكس تقارب المستوى بين الفريقين، مع وجود فارق صنعه اللاعبون المحترفون في صفوف الحمراء في بعض اللحظات الحاسمة، وأضاف أن لاعبي ضنك قدموا جهدا كبيرا داخل الملعب، مؤكدا فخره بما أظهروه من التزام وروح قتالية، كما وجه الشكر لإدارة النادي على الدعم المتواصل طوال فترة البطولة. وحول أسباب التفوق في صفوف الحمراء، أوضح الزيدي أن حوائط الصد كانت العامل الأبرز، خاصة في مركز الأربعة، إلى جانب المستوى العالي في الجانب الدفاعي، وهو ما حدّ من فاعلية هجوم ضنك، وأشار إلى أن فريقه لم يكن في أفضل حالاته خلال اللقاء، حيث أضاع بعض الفرص وارتكب أخطاء في الإرسال، ما أسهم في ترجيح كفة المنافس وحسم النتيجة لصالحه في نهاية المطاف.
خطوة مهمة
بدوره، قال قيس التوبي، مساعد مدرب نادي ضنك: إن فريقه يعتز كثيرا بالوصول إلى المباراة النهائية في أول مشاركة له بدوري الدرجة الثانية، معتبرا ذلك خطوة مهمة في مسار النادي نحو الصعود والتطور، ومباركا في الوقت نفسه لنادي الحمراء تتويجه المستحق باللقب بعد موسم حافل بالمنافسة، وأضاف أن التجربة منحت لاعبي ضنك خبرة كبيرة ووضعتهم أمام احتكاك حقيقي مع فرق قوية، وهو ما سيساعد الفريق في المرحلة المقبلة داخل دوري الدرجة الأولى.
وتطرق التوبي إلى أن من أبرز الملاحظات التي خرج بها خلال البطولة هي قِصر مدة الدوري، مشيرا إلى أن إقامة المسابقة في فترة لا تتجاوز شهرين يجعل التحضير محدودا ولا يمنح الفرق الوقت الكافي لبناء جاهزيتها البدنية والفنية، مقارنة بدوريات الخليج التي تمتد لفترات أطول وتوفر فرصًا لتعويض الخسائر وتحسين الأداء من جولة لأخرى. كما أشار إلى أن نظام المجموعات والتنقل المستمر بين المحافظات مثل الباطنة ومسقط والداخلية شكل عبئا إضافيا على الفرق، سواء من ناحية الجهد أو الاستقرار الفني.
وفي جانب آخر، تحدث التوبي عن تأثير كثرة اللاعبين المحترفين في بعض الفرق، موضحا أن ذلك يقلل من فرص مشاركة اللاعبين المحليين ويحد من تطورهم، وهو ما ينعكس في النهاية على مستوى المنتخبات الوطنية، مبينا أن وجود محترف واحد في السابق كان يمنح توازنا أفضل ويتيح المجال لبروز المواهب المحلية. ورغم ذلك، أكد التوبي أن البطولة كانت ممتعة ومليئة بالمنافسة، وأن الحمراء استفاد بوضوح من محترفيه الذين صنعوا الفارق في اللحظات الحاسمة، مشددا في ختام حديثه على أن الخسارة أمام الحمراء في الدور الأول ثم في النهائي تعكس قوة المنافس وتقارب المستويات، متمنيا استمرار تطوير نظام المسابقة بما يخدم مستقبل الكرة الطائرة العُمانية.
بينما أكد محمد بن سالم الجابري، لاعب نادي ضنك، أن فريقه خرج من النهائي برأس مرفوع بعد أداء قوي ومشرف، مشيرا إلى أن المباراة كانت جيدة من الناحية الفنية وشهدت تنافسا عاليا بين الطرفين، وقال: إن الجهاز الفني واللاعبين عملوا وفق خطة واضحة وبرنامج إعداد محدد، وتم تقديم كل ما في الإمكان داخل الملعب، إلا أن الحسم في مثل هذه المباريات يبقى مرتبطا بالتفاصيل الصغيرة.
وأوضح الجابري أن ضنك يضم مجموعة مميزة من اللاعبين، بينهم عناصر سبق لهم تمثيل المنتخبات الوطنية أو اللعب في أندية مختلفة داخل سلطنة عُمان وخارجها في الخليج، وهو ما منح الفريق خبرة وقدرة على المنافسة حتى اللحظات الأخيرة، وأضاف أن المستوى العام للاعبين كان جيدا، لكن وجود محترفين بمستوى عال في صفوف بعض الفرق أحدث الفارق في مواقف حاسمة، وأكد على رضاه عما قدمه فريقه خلال البطولة، مشيرا إلى أن كرة الطائرة لا تُحسم فقط بالأسماء، بل بالعطاء داخل الملعب، والالتزام، والروح القتالية، موجّهًا الشكر للجميع على الجهود التي بذلوها طوال الموسم.