الرياضية

الملاعب المغربية تشهد نهاية أطول صيام قاري

 

الرباط «د.ب.أ»: شهدت النسخة الحالية من كأس أمم أفريقيا 2025 المقامة في المغرب لحظة تاريخية فارقة، إذ نجح منتخبا موزمبيق وبنين في كسر العقدة التاريخية التي لازمتهما لعقود، محققين أول انتصاراتهما على الإطلاق في النهائيات القارية، ليغادرا قائمة المنتخبات التي تكتفي بمجرد المشاركة دون تذوق طعم الفوز.
لقد كانت الملاعب المغربية شاهدة على تحول جذري في مسيرة موزمبيق وبنين، فبعد سنوات طويلة من الصيام عن الانتصارات، استطاع المنتخبان تحويل خيبات الماضي إلى إنجازات واقعية ملموسة.
دخل منتخب موزمبيق هذه النسخة وهو يحمل إرثا ثقيلا تمثل في 15 مباراة سابقة عبر خمس مشاركات خلت من أي فوز، لكنه نجح أخيرا في قلب الطاولة، ورغم وقوعه في المجموعة السادسة 'الحديدية' التي ضمت العملاقين كوت ديفوار والكاميرون، إلا أن الإصرار الموزمبيقي كان أقوى من الحسابات الورقية.
وجاء الانتصار التاريخي لموزمبيق على منتخب الجابون بنتيجة 3 - 2 ليمحو ذكريات 11 هزيمة وأربعة تعادلات سكنت سجلاتهم منذ أول ظهور لهم، مؤكدين أن العمل الدؤوب يمكن أن يثمر عن نتائج استثنائية، وهو ما جعل من فوزهم نقطة تحول كبرى في مسار الكرة الموزمبيقية.
وبدأت ملامح هذا الإنجاز حين بادر فيصل بنجال بالتسجيل لمنتخب موزمبيق في الدقيقة 37، قبل أن يضيف زميله جيني كاتامو الهدف الثاني في الدقيقة 42 من ركلة جزاء، ورغم أن النجم المخضرم بيير إيميريك أوباميانج قلص الفارق بتسجيله الهدف الأول للجابون في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول، إلا أن ديوجو كاليلا عزز تقدم موزمبيق بالهدف الثالث في الدقيقة الثانية والخمسين.
ورغم اشتعال اللقاء من جديد بهدف أليكس موكيتو موسوندا الثاني للجابون في الدقيقة 76، صمد منتخب موزمبيق أمام محاولات 'الفهود' لإدراك التعادل، ليحصدوا أول ثلاث نقاط في مسيرتهم بالمجموعة وينعشوا آمالهم في الصعود للأدوار الإقصائية، بعد خسارتهم في المباراة الافتتاحية أمام كوت ديفوار بهدف نظيف.
وعلى الجانب الآخر، لم يكن إنجاز منتخب بنين أقل إثارة، حيث استطاع 'الفهود' فك شفرة الفوز التي استعصت عليهم في أربع مشاركات سابقة تضمنت 14 مباراة. وقد استغلت بنين، التي كانت توصف دائما بمنتخب 'الهوامش الضيقة' نظرا لخساراتها المتكررة بفارق ضئيل، وجودها في المجموعة الرابعة المتوازنة لتثبت أقدامها وتحقق فوزا تاريخيا على بوتسوانا بهدف سجله يوهان روش، ليحصد الفريق بذلك أول ثلاث نقاط له في النسخة الحالية، معوضا خسارته في الجولة الأولى أمام الكونغو الديمقراطية.
وجاء هذا الفوز ليضع حدا لسلسلة من الإحباطات التي طاردت الفريق لسنوات، ويمنح الجماهير البنينية لحظة الفخر التي انتظرتها طويلا منذ أول ظهور قاري لها.
وبينما احتفلت موزمبيق وبنين بكسر 'النحس' القاري، ظل الصراع مستمرا لمنتخبي تنزانيا وبوتسوانا، فرغم المحاولات المستميتة لمنتخب تنزانيا في المجموعة الثالثة، والروح القتالية التي أظهرتها بوتسوانا في ظهورها الثاني تاريخيا، إلا أن الحظ لم يحالفهما بعد في اللحاق بركب المتوجين بالنقاط الثلاث، ليبقى حلمهما مؤجلا حتى الجولة الثالثة من دور المجموعات، حيث تلتقي تنزانيا مع تونس، وتواجه بوتسوانا منتخب الكونغو الديمقراطية غدًا الثلاثاء.
إن ما حققته موزمبيق وبنين في المغرب يتجاوز مجرد تأمين ثلاث نقاط؛ إنه إعلان عن ولادة جديدة لمنتخبات كانت تصنف ضمن 'الكومبارس' في المحفل الأفريقي، لتثبت نسخة المغرب 2025 أنها بطولة البدايات الجديدة التي لا تعترف بالسجلات السلبية القديمة.