بريد القراء

المخادع يعلمك دروسا قاسية!

 

دائما وأبدا، الاختيار الخاطئ سواء في اتخاذ القرارات المتأخرة أو الطرقات العسيرة قد يكلفك البشر الكثير من الخسائر، وربما عدم انتقاء أو اختيار مصاحبة الأشخاص المناسبين لك يمكن أن يؤثر سلبيا على مجريات حياتك، فالبعض لا يرى منك إلا جانب المصلحة وغير ذلك لا شيء.
من الظروف تكتشف بأن الناس ليسوا كما يظهرون في المرآة، وإنما هناك جوانب خفية لا نكتشفها إلا بعد مرور الوقت أو عندما نحتاجهم للعبور من المواقف والمحن.


وإذا كنا سنذهب في الحديث عن الأشخاص الذين نعرفهم من قريب أو من بعيد، يتراءى لنا بأنهم الأصحاب والخلان وقت المحن، لكن تأخذنا الصدمة بتجاهلهم وتهربهم نحو البعيد، الصدمات المتتالية من الآخرين قد تجعلنا أكثر تريثا من الاندفاع نحوهم طلبا للعون والمساعدة.
وبعد برهة من الوقت نبدأ في مرحلة استيعاب المشهد كاملا رغم ازدحام الأسئلة وضيق النفس، خيبة الأمل والرجاء من خذلان الأصحاب أو أقرب الناس إلينا يمثل كارثة بالنسبة لنا، فلماذا يتحول بعض الناس إلى شخصيات أخرى غير التي نعرفها؟


ولماذا الصور البشرية من قريب تبدو أكثر وضوحا في مرآة 'الخداع' بعكس ما كنا نراه من بعيد؟
المواقف هي من تعرفنا بالحقائق الغامضة، وتكشف لنا المستور، من المؤسف جدا أن نقول: بأن 'أغلب العلاقات الإنسانية أصبحت محددة بمدة صلاحية' المصلحة 'ثم تنتهي!'، والدليل على ذلك، كم من شخص عزيز علينا، رافقنا سنوات ثم سرعان ما تغير علينا وأصبح مثالا نضربه لكل من آلمه خذلان الأصحاب.


من الأشياء المحسوم أمرها عند العقلاء من الناس، أن الشخص الخطأ هو ذلك الشخص الذي يظهر في حياتك ليختبرك ويعلمك دروسا قاسية، ثم يترك في قلبك ندوبا عميقة لا تستطيع التعافي من أوجاعها بسهولة، وهو أيضا ذلك الشخص الذي يجعلك تشك في نفسك وفي قدراتك وفي قيمتك، هو الذي يجعلك تتساءل عن كل شيء من حولك، وتفقد الثقة في الآخرين، ومن المفارقات العجيبة بأن هذا الشخص هو ذاته الذي يجعلك أقوى وأكثر حكمة وأكثر قدرة على تقدير الأشخاص الحقيقيين في حياتك بعد أن نستوعب الدروس.


أصبحنا أكثر وعيا بأن الحقائق هي من تجعلنا نستفيق من أحلامنا الوردية، فعند لحظات الغضب وخيبات الرجاء والأمل، لا مكان لمن يدعي قولا 'ازرع جميلا ولو في غير موضعه..‏فلا يضيع جميل أينما زرعا'، فنكران الجميل أصبح شيئا سهلا واردا في أي لحظة وتحت أي الظروف خاصة من الأشخاص الذين يتلونون كـ'الحرباء'، الناس تبيع بعضها البعض بشكل غريب، البشر يتغيرون سريعا وفق مصالحهم الشخصية، وليست السماء هي من تسبقهم في تغيرات مناخها.


البشر ليسوا بتلك السذاجة التي نقنع أنفسنا بها بأنهم لا يخطئون أو يتحولون، ولذا فالشخص السيء مهما ساعدته، سوف يؤذيك. يقول د. أحمد خالد معارضا لما يروجه الناس: ' ليس دائما الطيور على أشكالها تقع، فالحياة أوقعتنا على غير أشكالنا وأجبرتنا على الكثير من الوجوه التي لا تشبهنا أبدا'. ونحن نؤيد هذا القول عندما نستجمع بعضا من الحقائق والمواقف التي وقعنا فيها بسبب أننا أخطأنا في اختيار من نصاحب في حياتنا.