حلقة نقاشية تستعرض الحياد الصفري ودور الابتكار في مستقبل الطاقة
الخميس / 4 / رجب / 1447 هـ - 16:51 - الخميس 25 ديسمبر 2025 16:51
استعرضت الحلقة الثانية من برنامج 'الدائرة المستديرة' بعنوان 'من القبة الفلكية إلى طاقة الغد' مسارات التحول الطاقي والحياد الصفري، ودور الابتكار العلمي والتقني في بناء مستقبل أكثر استدامة، وذلك بمركز 'عالم المعرفة' بشركة تنمية نفط عُمان.
رعى الفعالية سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل الطاقة والمعادن، بحضور مدراء عموم من الجهات الحكوميه ورؤساء تنفيذيين وخريجي الجامعات والكليات.
وألقت المهندسة وداد بنت أحمد المعمرية، رئيسة لجنة المرأة بالشركة العمانية للاتصالات كلمة قالت فيها: إن الحلقة الثانية من برنامج 'الدائرة المستديرة' تأتي ثمرةً للتعاون المشترك بين لجنة صاحبات الأعمال بغرفة تجارة وصناعة عُمان ولجنة المرأة بالشركة العُمانية للاتصالات (عُمانتل)، تأكيدًا على أهمية الشراكة والتكامل في دعم وتطوير القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاع الطاقة. وأوضحت أن اختيار عنوان 'من القبة الفلكية إلى طاقة الغد' يعكس سعي البرنامج إلى توسيع آفاق الحوار المعرفي، وبناء جسور تواصل فاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص، بما يسهم في ابتكار حلول عملية ومستدامة، وتمكين الجيل القادم من الإسهام في مسارات التحول الطاقي والاستدامة.
وشهدت الحلقة جلسة حوارية بمشاركة الدكتور مهند بن سليمان الكلباني نائب المدير العام لمركز عُمان للحياد الصفري، والمهندس حمود بن سالم الصوافي مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن، حيث ناقش البرنامج دور الابتكار العلمي والتقني في الانتقال من المعرفة والبحث إلى تطبيقات عملية تسهم في بناء اقتصاد مستدام، وتمكين الشباب من تحويل الأفكار إلى مشاريع ريادية قابلة للتنفيذ.
واستعرض المهندس حمود الصوافي دور الطاقة بوصفها محركًا أساسيًا لتنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة المالية والبيئية، موضحًا أن سلطنة عُمان تمتلك ممكنات تنافسية تشمل وفرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والموقع الجغرافي القريب من الأسواق، والبنية الأساسية في الموانئ، إضافة إلى الجهود الحكومية في تطوير الأطر التشريعية والتنظيمية، وتبسيط إجراءات التراخيص، وتشجيع الاستثمار، وتوطين سلاسل القيمة المرتبطة بالطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بما يفتح آفاقًا جديدة للتصنيع والتشغيل والصيانة ويوفر فرصًا متنوعة للشباب ورواد الأعمال.
من جانبه، تناول الدكتور مهند بن سليمان الكلباني دور مركز عُمان للحياد الصفري في توحيد الجهود الوطنية المرتبطة بخفض الانبعاثات، موضحًا أن المركز يعمل على إعداد خارطة طريق للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، ورفع كفاءة استخدام الطاقة، وتطوير أسواق الكربون، إلى جانب دعم صُنّاع القرار بالمعلومات والبيانات التي تمكّنهم من اتخاذ القرارات المناسبة، مؤكدًا أهمية التعامل المتوازن مع قطاع النفط والغاز خلال المرحلة الانتقالية.
وعقب الجلسة الحوارية، قدّم سعادة وكيل وزارة الطاقة والمعادن، وقفة موسّعة تناول فيها التحولات المتسارعة في قطاع الطاقة على المستويين الإقليمي والعالمي، موضحًا أن قضايا الاستدامة وخفض الانبعاثات لا يمكن النظر إليها كملفات منفصلة، بل ضمن منظومة متكاملة تقوم على أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية مترابطة. وأشار إلى أن هذه الأبعاد تتأثر بعوامل زمنية وجغرافية، وأن ما يبدو مستقرًا اليوم قد يتغير غدًا بفعل تحولات الأسواق والسياسات الدولية.
وبيّن سعادته أن العالم يتجه بصورة متسارعة نحو اقتصاد منخفض الكربون، وأن الكربون لم يعد قضية بيئية نظرية، بل أصبح عنصرًا اقتصاديًا مؤثرًا في تنافسية المنتجات وقدرتها على دخول الأسواق العالمية، حيث باتت تكلفة الانبعاثات جزءًا من معادلة الإنتاج والتسعير. وأكد أن الدول التي تستعد مبكرًا لاقتصاد الكربون، عبر تطوير السياسات وبناء القدرات وامتلاك التقنيات المناسبة، ستكون الأقدر على تعظيم المكاسب الاقتصادية وتقليل المخاطر المستقبلية.
وتطرق سعادته إلى الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستعزز دور الغاز بوصفه وقودًا انتقاليًا في ظل السعي لإحلاله محل الفحم، مع استمرار التوجه نحو الطاقة المتجددة، مؤكدًا على أهمية التخطيط المتدرج والمتوازن الذي يراعي أمن الإمدادات واستقرار الشبكات. كما أكد أن تحقيق مستهدفات الطاقة المتجددة يتطلب جاهزية فنية شاملة تشمل تقوية الشبكات الكهربائية، وتوسيع قدرات التخزين، وتعزيز الربط الإقليمي.
كما لفت سعادته إلى أن نجاح التحول يرتكز على الكادر البشري وبناء المهارات المرتبطة باقتصاد الكربون وتجارة الكربون وتقنيات الطاقة المتجددة والهيدروجين، داعيًا الشباب إلى تبني عقلية التعلم المستمر والبحث عن الفرص الجديدة التي تتيحها الصناعات المرتبطة بالطاقة النظيفة، بما في ذلك التصنيع والخدمات المساندة.
وفي تفاعله مع أسئلة الحضور، أشار سعادته وكيل الطاقة والمعادن إلى التنسيق مع الجهات التعليمية لإعداد التخصصات والبرامج التي تلبي احتياجات المشاريع القادمة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن بناء طلب محلي للهيدروجين عبر سياسات تحفز استخدامه في بعض القطاعات سيسهم في تعزيز جدوى المشاريع واستدامتها.
الجدير بالذكر أن الحلقة جاءت بالتعاون بين لجنة المرأة بالشركة العُمانية للاتصالات (عُمانتل) ولجنة صاحبات الأعمال بغرفة تجارة وصناعة عُمان.