الرباط «د.ب.أ»: فرض أربعة حراس مرمى أسماءهم بقوة على المشهد، خلال الأيام الثلاثة الأولى من منافسات دور المجموعات في كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم المقامة بالمغرب، مؤكدين أن البطولة لا تحسم فقط بالأهداف بل أيضا بقدرة الحارس على الصمود تحت الضغط في لحظات حاسمة.
في المباراة الافتتاحية التي جمعت المغرب بجزر القمر وانتهت بفوز أصحاب الأرض بهدفين دون رد، خطف يانيك باندور الأضواء منذ الدقائق الأولى بعدما تصدى لركلة جزاء نفذها سفيان رحيمي، ليصبح أول حارس يتصدى لركلة جزاء في هذه النسخة من البطولة.
وأنهى باندور المباراة بخمس تصديات ناجحة من بينها إنقاذ مرماه من فرصتين محققتين للتسجيل داخل منطقة الجزاء، وبرغم تلقيه هدفين في الشوط الثاني فإن تدخله المبكر أبقى منتخب بلاده في أجواء المباراة لأطول وقت ممكن وأجل حسم النتيجة. بعده بساعات، كرر ويلارد موانزا السيناريو نفسه عندما واجه منتخب زامبيا نظيره المالي في مباراة انتهت بالتعادل بهدف لمثله.
الحارس الزامبي موانزا وقف في وجه المهاجم البلال توري وتصدى لركلة جزاء حاسمة في الشوط الأول، ثم واصل حضوره بثبات أمام خمس تسديدات، نجح في التصدي لأربع منها بنسبة نجاح بلغت نحو 80%، مساهما بشكل مباشر في عودة زامبيا بنقطة ثمينة من لقاء صعب.
أما أكثر الحراس نشاطا وحيوية في الجولة الأولى فكان دون منازع، جويتسيوني بوكو، حارس مرمى بوتسوانا، الذي وجد نفسه تحت وابل هجومي أمام السنغال في مباراة انتهت بخسارة فريقه بثلاثة أهداف نظيفة.
ورغم الخسارة الثقيلة، سجل بوكو واحدا من أعلى الأرقام في البطولة حتى الآن بعدما أنقذ مرماه في 14 محاولة من أصل 17 فرصة، متصديا لانفرادات مباشرة أمام ساديو ماني ونيكولاس جاكسون، ومؤجلا انهيار فريقه إلى حدود الدقائق الأخيرة.
وفي لقاء نيجيريا وتنزانيا الذي انتهى بفوز النسور الخضر بهدفين لهدف واحد، كان الحارس التنزاني فوبا زوبيري رجل المباراة بامتياز، بعدما واجه ضغطا متواصلا من هجوم يقوده نجوم الدوري الإنجليزي، لكنه نجح في القيام بثماني تصديات حاسمة، من بينها ثلاثة تدخلات من مسافة قريبة، ليحافظ على حظوظ منتخب بلاده قائمة حتى اللحظات الأخيرة رغم الخسارة. وأعادت هذه العروض مجتمعة الاعتبار لدور حراس المرمى في بطولة غالبا ما تسلط الأضواء فيها على المهاجمين وصناع اللعب.
ففي الجولة الأولى من أمم أفريقيا 2025، شهدت المباريات أربع ركلات جزاء أهدر نصفها بفضل تألق باندور وموانزا، إلى جانب عشرات التصديات التي منعت تضخم النتائج وأبقت الإثارة قائمة حتى الدقائق الأخيرة، في مؤشر واضح على أن سباق القفازات الذهبية قد يكون أحد أبرز عناوين هذه النسخة.