ملتقى سفراء المحافظات الثاني يستعرض تطوير إدارة المشاريع والمناقصات والعقود ودعم المحتوى المحلي
تسعى لتخفيض الأوامر التغييرية وتحسين الإجراءات والمعايير الفنية
الثلاثاء / 2 / رجب / 1447 هـ - 17:09 - الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 17:09
انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثانية من برنامج 'ملتقى سفراء المحافظات' الذي تنظّمه هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي بالتعاون مع محافظة الداخلية، جاءت فعاليات الملتقى في قاعة الشهباء بولاية نزوى، تحت رعاية سعادة المهندس بدر بن سالم المعمري رئيس هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي بحضور سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية، وعدد من المهندسين والمختصين؛ ويهدف إلى بناء قنوات تواصل فاعلة بين الجهات الحكومية والخاصة، مع تبادل الخبرات وتقديم أفضل الممارسات في مجالات العقود والمناقصات وإدارة المشاريع، إلى جانب دعم المحتوى المحلي، بما يسهم في تعزيز مسارات التنمية المتوازنة، وتحقيق التكامل في العمل الحكومي على مستوى المحافظات، مع الاطلاع على أبرز المشاريع التنموية المنفذة بمحافظة الداخلية.
وفي افتتاحية الجلسة الأولى ألقى المهندس سعيد بن حمد العامري مدير عام المناقصات بهيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي كلمة أوضح فيها أن الملتقى يهدف إلى تمكين المحافظات وتعزيز اللامركزية الإدارية والتركيز على رفع كفاءة الكوادر الوطنية، وممارستها لصلاحياتها وتنمية المشاريع المشتركة لتحقيق تنمية متوازنة، مشيراً إلى أن المرحلة السابقة شهدت تحديات كبيرة في منظومة المشاريع والمناقصات، ولكن التعاون المشترك أدى إلى تخفيض الأوامر التغييرية وتحسين وتطوير الأداء الحكومي من خلال الالتزام بالإجراءات والمعايير الفنية.
تعزيز التكامل المؤسسي
وأضاف أن الملتقى يُعد منصة وطنية مهمة لتطوير أدوات العمل وتعزيز التكامل المؤسسي بين المحافظات، بما يسهم في بناء منظومة عمل متكاملة تدعم الأداء الحكومي على المستوى المحلي؛ إلى جانب ترسيخ ثقافة المبادرة والابتكار في إيجاد حلول تنموية مستدامة.
وأوضح أن الملتقى يركز على وضع آليات فعّالة ومستدامة لتبادل المعرفة والخبرات، ومعالجة التحديات المرتبطة بإدارة المشاريع والعقود الحكومية، بما يحقق الأهداف التنموية المنشودة، ويعزز كفاءة التنفيذ وجودة المخرجات، ويسهم في الحد من الهدر المالي؛ وأضاف العامري أن الملتقى يوفر فرصة نوعية لتبادل الخبرات بين المختصين، والاطلاع على التجارب الناجحة في تنفيذ المشاريع بالمحافظات، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتحقيق التكامل في تنفيذ السياسات والمبادرات التنموية.
من جانبه قال المهندس سليمان بن حمد السنيدي مدير عام بلدية الداخلية إن استضافة المحافظة للمحطة الثانية من 'ملتقى سفراء المحافظات' تأتي تأكيدًا لنهج التكامل المؤسسي بين المحافظات، وحرصها على تبادل الخبرات وتوحيد الجهود في إدارة المشاريع التنموية، بما يعزز كفاءة الأداء الحكومي ويحقق التنمية المتوازنة.
وأشار إلى أن محافظة الداخلية تمضي في تنفيذ عدد من المشاريع النوعية في مختلف القطاعات، مستندة إلى رؤية تنموية واضحة توازن بين الحفاظ على الهُوية العُمانية، وتبني أساليب التخطيط والبناء الحديثة، وتعزز المحتوى المحلي وتمكن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بما ينسجم مع مستهدفات 'رؤية عُمان 2040'.
دعم مسار التنمية المستدامة
وأشار السنيدي إلى أن مخرجات الملتقى من شأنها إحداث أثر إيجابي ملموس في دعم مسار التنمية المستدامة في سلطنة عُمان، من خلال تسليط الضوء على الفروق التنموية والفرص الاقتصادية بين المحافظات، بما يعزز جهود تحقيق تنمية متوازنة تستجيب لاحتياجات المجتمعات المحلية، وتسهم في دعم رؤية عُمان المستقبلية.
ويشتمل الملتقى على مجموعة من أوراق العمل المتخصصة، والجلسات النقاشية، إلى جانب الزيارات الميدانية للمشاريع الكبرى في المحافظة، بما يسهم في تطوير آليات العمل في مجالات المناقصات والمشاريع، وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي.
وقد شكّلت هذه الأنشطة منصة فاعلة لترسيخ الممارسات الإدارية والفنية الداعمة لأهداف التنمية المستدامة.
يتضمن برنامج الملتقى عدداً من الجلسات التخصصية وحلقات العمل، منها حلقة تقييم العروض التي تتناول الدليل الاسترشادي للتحليل الفني والمالي، وشرح مبسط لمقترح التحليل التلقائي في منصة «إسناد»، إلى جانب مناقشة مؤشرات الأسعار؛ وشمل اليوم الأول كذلك حلقة حول المشتريات الحكومية، تلتها جلسة نقاشية مفتوحة تستعرض أبرز التحديات المرتبطة بإدارة المشاريع الحكومية.
زيارات المشاريع
تتواصل الفعاليات اليوم من خلال تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المشاريع التنموية الكبرى في المحافظة، بهدف الوقوف على المشاريع المنفذة وتلك التي لا تزال قيد الإنشاء، بما يسهم في تعزيز الخبرات الفنية والمعرفية للمهندسين والمختصين المشاركين في أعمال الملتقى، إذ تشمل هذه الزيارات مشروع ميدان الداخلية (بوليفارد الداخلية) وحديقة نزوى، للاطلاع على مراحل التنفيذ والعناصر التطويرية للمشروعين، إلى جانب زيارة متحف عُمان عبر الزمان بولاية منح، والتعرّف على مكوناته المعمارية والثقافية؛ فيما تتواصل الجلسات بعقد حلقة حول التطوير الحضري للحارات في حارة العقر، التي تركز على مفاهيم إعادة التأهيل الحضري وتعزيز الهُوية العمرانية، مع تنظيم جولة ميدانية في الحارة بولاية نزوى.
وتُختتم فعاليات 'ملتقى سفراء المحافظات الثاني' في يومه الثالث بعدد من الورش التخصصية التي تركز على الجوانب الفنية والتنظيمية في إدارة المشاريع الحكومية، حيث يبدأ البرنامج بورشة حول صمود البنية الأساسية باستخدام تكنولوجيا تصريف مياه الأمطار؛ ويلي ذلك تنظيم ورشة الأوامر التغييرية، ثم ورشة الخرائط الإنشائية والتطبيقات العملية في التسليح والخرسانة وطرق التعامل في بناء المنحدرات، التي تستعرض الجوانب الفنية المرتبطة بأعمال البناء والبنية الأساسية؛ فيما تتناول ورشة المحتوى المحلي، أهمية تحفيز الاقتصاد الوطني ورفع كفاءة المشاريع، وتطوير الموردين المحليين وتوظيف التقنيات الجديدة لتحقيق الاستدامة، مع فتح الفرص الاستثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ تعقبها ورشة حول الدورة المستندية وبوابات الضمان ومنصة أداء، بما يسهم في تعزيز كفاءة الإجراءات وتحسين مستوى الحوكمة في إدارة المشاريع وصولًا إلى حفل الختام وتوزيع الشهادات على المشاركين، في إطار دعم الكفاءات الوطنية ورفع مستوى الأداء في إدارة المشاريع الحكومية بالمحافظات.
ويُعد الملتقى فرصة لتعزيز قدرات الكوادر المحلية، وتطوير أدوات العمل لدى مكاتب المحافظين، بما يتماشى مع التوجه نحو تمكين المحافظات من ممارسة صلاحياتها بشكل أوسع في إطار اللامركزية، وبما يسهم في تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في محافظات سلطنة عُمان.
ويُذكر أن 'ملتقى سفراء المحافظات' انطلق في أولى محطاته بمحافظة مسقط، على أن يُعقد بشكل دوري بالتناوب بين مختلف المحافظات، في خطوة تهدف إلى توحيد الممارسات، وتطوير أدوات العمل المؤسسي في مجالات العقود والمناقصات، ودعم المحتوى المحلي.