'عمان' : في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية وترسيخًا لمكانة لغة الضاد بوصفها ركيزةً أساسية للهوية الثقافية والحضارية، نظم مجلس صحار الثقافي أمسية ثقافية مميزة حملت عنوان 'ملتقى حكاية الضاد'، بجامعة صحار، تحت رعاية الدكتور حمدان بن سليمان الفزاري، رئيس جامعة صحار، وبحضور نخبة من المشايخ والأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي والعربي، جاءت هذه الأمسية ضمن جهود المجلس الرامية إلى تعزيز الوعي بأهمية اللغة العربية، وإبراز دورها في بناء الوعي المعرفي وترسيخ القيم الإنسانية، إضافة إلى تسليط الضوء على إسهاماتها التاريخية والأدبية في الحضارة الإنسانية، وقد استهلت فقرات الأمسية بالسلام السلطاني، أعقبه تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم، أضفت على المناسبة أجواءً روحانية تعبّر عن عمق الارتباط بين اللغة العربية والقرآن الكريم.
وتواصلت الفقرات بتقديم قصيدة شعرية متميزة عن اللغة العربية، ألقاها الشاعر الدكتور طلال بن أحمد الزعابي، عبّر من خلالها عن جماليات لغة الضاد، وقدرتها على مواكبة العصر، واحتضان الفكر والإبداع عبر العصور، كما شاركت مدرسة بهجة صحار الخاصة بفقرة ترحيبية بالحضور، أعقبها عرض توعوي حول اللغة العربية، أبرز أهمية غرس حب اللغة في نفوس النشء، ودور المؤسسات التعليمية في صونها والارتقاء بها، وشهدت الأمسية تقديم ورقة عمل علمية قيّمة للدكتورة هدى الزدجالية، الباحثة في التاريخ العُماني، تناولت فيها سيرة الشاعر الكبير أبي مسلم البهلاني، من حيث ولادته ونشأته ومسيرته الأدبية والشعرية، مختتمة ورقتها بالحديث عن وفاته، والإشارة إلى إدراج اسمه ضمن منظمة اليونسكو، ليكون ثاني شخصية عُمانية تُدرج بعد الخليل بن أحمد الفراهيدي، في إنجاز يعكس الحضور العُماني المشرق في سجل الرموز الثقافية العالمية.
كما اشتملت فقرات الأمسية على حوار شيق بين اللغة العربية واللهجات العامية، قدمته فاطمة البادية وفاطمة العجمية، بأسلوب جذاب عكس التوازن بين الأصالة والتجديد، وقدمت زهراء العجمية حوارًا تعريفيًا حول اللغة العربية، ومدى انسجامها مع متطلبات الجيل الحالي، مؤكدة أهمية توظيف الوسائل الحديثة في خدمتها، بدوره ألقى علي المطروشي كلمة تناول فيها مبادرته الهادفة إلى خدمة اللغة العربية وتعزيز حضورها في الفضاء الثقافي والمجتمعي، وأضفت الفنانة التشكيلية مهدية العجمية بعدًا فنيًا على الأمسية من خلال لوحة تشكيلية معبّرة جسدت فيها جمال لغة الضاد ورمزيتها، واختُتمت الأمسية بتكريم المشاركين والمنظمين من إدارة المجلس تقديرًا لجهودهم، إضافة إلى تقديم هدية تذكارية لراعي المناسبة، في أجواء احتفالية عكست نجاح الملتقى وأثره الثقافي المتميز.