الرياضية

سلطنة عُمان ترسّخ حضورها في خارطة الرماية العربية والعالمية

«بطولة سلطان عُمان الدولية المفتوحة» خطوة استراتيجية تعكس ثقة دولية راسخة

 


كتب - فهد الزهيمي
تصوير: عبدالواحد الحمداني
تتواصل لليوم الثالث على التوالي منافسات البطولة العربية لرماية أسلحة الرصاص وضغط الهواء، والتي تستضيفها سلطنة عُمان ممثلا بالاتحاد العُماني للرماية بمشاركة واسعة من منتخبات الدول العربية، لفئات الناشئين والناشئات والعموم (للذكور والإناث) بالمجمع الوطني الأولمبي للرماية، وأكد العميد الركن بحري خالد بن علي المقبالي أمين عام الاتحاد العُماني للرماية، أن استضافة هذه البطولة تمثل محطة مهمة في مسيرة الرياضة العُمانية، وتعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها سلطنة عُمان على المستويين العربي والدولي، ليس فقط من حيث البُنى الأساسية، وإنما أيضًا في الكفاءة التنظيمية والالتزام بالمعايير الفنية المعتمدة، وهذه البطولة تؤكد مكانة سلطنة عُمان كوجهة رياضية قادرة على احتضان كبرى الأحداث، وتجسد رؤية وطنية ترى في الرياضة وسيلة لتعزيز التقارب والتفاهم بين الشعوب.
وأضاف المقبالي في حديثه لـ «عُمان»: الرياضة بطبيعتها لغة عالمية، وهذه البطولة تمثل منصة حقيقية لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين الأشقاء العرب؛ حيث تجمع الرماة في أجواء تنافسية شريفة قائمة على الاحترام والقيم الرياضية، ومثل هذه التجمعات لا تقتصر على المنافسة فقط، بل تسهم في توحيد الرؤى، وتبادل الخبرات، وترسيخ العلاقات التي تعد ركيزة أساسية للعمل الرياضي العربي المشترك.
معايير دولية معتمدة
وأضاف أمين عام الاتحاد العُماني للرماية: نثمّن عاليًا الدور المحوري الذي يقوم به الاتحاد العربي للرماية في دعم وتطوير هذه الرياضة على مستوى الوطن العربي، وهناك تعاون وثيق وتكامل واضح في الجوانب الفنية والتنظيمية، وقد لمسنا حرص الاتحاد العربي على توفير كل ما من شأنه إنجاح البطولة، سواء من خلال الإشراف الفني أو نقل الخبرات أو دعم برامج التطوير، وهو ما يعزز استدامة هذه الرياضة عربيًا.
وحول أهمية هذه البطولة على الصعيد الدولي، قال: النسخة الحالية من البطولة تحظى بأهمية خاصة، كونها تُقام وفق المعايير الدولية المعتمدة، وبإسناد فني من الاتحادين العربي والدولي، وهو ما يمنحها ثقلًا فنيًا وتنظيميًا كبيرًا، كما أنها تعد فرصة لإبراز المستوى المتقدم الذي بلغته رياضة الرماية في المنطقة العربية، وتعكس جاهزية الدول العربية للاندماج بقوة في المنظومة الرياضية العالمية.
بطولة سلطان عُمان الدولية
أكد المقبالي أن الإعلان عن تنظيم «بطولة سلطان عُمان الدولية المفتوحة للرماية» يعد خطوة استراتيجية ومفصلية في مسيرة رياضة الرماية العُمانية، كما أن اعتماد ودعم الاتحاد الدولي لرياضة الرماية لهذا الحدث يعكس ثقة دولية راسخة في سلطنة عُمان، ويؤكد قدرتها على استضافة بطولات عالمية رفيعة المستوى، وهذا الحدث سيكون منصة بارزة لتعزيز التميز الرياضي، وترسيخ التعاون الدولي، وتجسيد الشراكة المستدامة بين الاتحاد الدولي وسلطنة عُمان.
مشاركة واسعة
وتشهد البطولة مشاركة 141 راميًا ورامية من 14 دولة عربية، وفي هذا الجانب قال خالد المقبالي: هذا العدد الكبير من المشاركين يعكس حجم الاهتمام المتزايد برياضة الرماية عربيًا، ويؤكد مكانة البطولة كحدث تنافسي مهم، والمشاركة في 17 مسابقة مختلفة تمنح البطولة زخمًا فنيًا كبيرًا، وتوفر فرصة حقيقية للرماة لقياس مستوياتهم، وتبادل الخبرات، ورفع جاهزيتهم للمشاركات الإقليمية والدولية المقبلة.
وحول دور الاتحاد العُماني للرماية في تنظيم هذا الحدث العربي المهم، قال: عمل الاتحاد العُماني للرماية وفق خطة متكاملة شملت جميع الجوانب التنظيمية والفنية والإدارية، وبالتعاون المباشر مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبدعم فني من الاتحادين العربي والدولي، وحرصنا على توفير بيئة تنافسية مثالية للرماة، وفق أعلى معايير الأمن والسلامة، بما يضمن نجاح البطولة وخروجها بصورة مشرفة.
إرث رياضي وتنظيمي
وختم العميد الركن بحري خالد بن علي المقبالي أمين عام الاتحاد العُماني للرماية، حديثه الخاص لـ «عُمان» بالقول: بلا شك أن البطولة ستترك إرثًا رياضيًا وتنظيميًا مستدامًا، يُسهم في تطوير برامج المنتخبات الوطنية، ورفع كفاءة الكوادر الفنية والإدارية، وتعزيز ثقافة الاستضافة الاحترافية، كما نسعى إلى استثمار هذا الحدث في توسيع الشراكات الدولية، وترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي لرياضة الرماية، وندعو الجميع إلى دعم رياضة الرماية لما تمثله من قيم الانضباط والدقة والتميز، ونؤكد التزام الاتحاد العُماني للرماية بمواصلة العمل لتطوير هذه الرياضة بما يواكب تطلعات المرحلة المقبلة ويعكس طموحات سلطنة عُمان.
المجمع الوطني الأولمبي
من جانبه قال المقدم مسلم بن عبدالله الصبحي قائد وحدة الرماية الدولية، مدير بطولة العربية لرماية أسلحة الرصاص وضغط الهواء: نشارك في هذه البطولة بـ 40 راميا ورامية، في مختلف مسابقات البطولة، وهؤلاء الرماة استعدوا جيدا لهذه البطولة من خلال العديد من التدريبات والمعسكرات المحلية وكذلك المشاركة في البطولات الخارجية، والحمد لله في اليوم الأول من البطولة استطعنا من الحصول على ذهبية وفضية وبرونزية، ففي فئة الناشئين حقق الرامي العُماني خالد الكلباني على المركز الأول، كذلك حصلنا على المركز الثاني في مسابقة فردي الرجال وذلك عبر الرامي العُماني حمد الخاطري، بينما حصل منتخبنا على المركز الثالث في منافسات الفرق للرجال.
وأضاف: هذه البطولة مهمة لرماة منتخبنا الوطني وذلك من خلال الاحتكاك مع الرماة من الدول الأخرى، كما أنه من مكاسب هذه البطولة هو أن إدارة البطولة أغلبها من الحكام والمنظمين العمانيين، وهذا مهم في كسب الخبرة في الجانب التنظيمي والإداري وغيره.
وتحدث الصبحي حول المجمع الوطني الأولمبي للرماية بمسقط، الذي افتُتح في شهر مايو الماضي؛ حيث قال: يعد المجمع الوطني الأولمبي للرماية بمسقط صرحًا وطنيًا متكاملًا شُيّد وفق أعلى المواصفات والمعايير الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي لرياضة الرماية، ليُلبّي المتطلبات الفنية والتنظيمية التي تقتضيها رياضة الرماية الأولمبية، وليكون صرحًا جامعًا لكل الرماة في سلطنة عُمان من مختلف الأعمار والفئات، وحاضنًا لطموحاتهم، ومُهيئًا لهم أفضل بيئة للتدريب والتنافس والتألق، وليكون علامة فارقة في مسيرة النهضة العُمانية الحديثة، وصورة ناطقة بما بلغته سلطنة عُمان من تقدم في ميدان البُنى الأساسية الرياضية، وتجسيدًا لرؤية القيادة الحكيمة في بناء الإنسان وتمكينه، وترسيخًا لمكانة الرياضة العُمانية على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، وهو صرح وطني يجسد التطلعات نحو الريادة، ويعزز قدرة سلطنة عُمان على استضافة البطولات الرسمية وعلى مختلف الأصعدة.
ويتكون المجمع من عدد من المباني والمرافق النوعية، من بينها: المبنى الرئيسي الذي يمتد على مساحة (2400) متر مربع، ويضم قاعة مفتوحة رحبة، ومكاتب إدارية، ومستودعًا للأسلحة، وآخر للذخائر، إضافة إلى مطعم مجهز، وغرفة للبث الإعلامي تُواكب تطلعات التغطية الرقمية والمرئية للبطولات والفعاليات، وميدان الرماية لمسافة (10) أمتار بمساحة (2700) متر مربع، يتضمن (80) هدفًا وراميًا في ذات اللحظة، وميدان الرماية لمسافة (50) مترًا بمساحة (2600) متر مربع، يحتوي على (80) هدفًا، ويستوعب (80) راميًا في آنٍ واحد، مما يجعله واحدًا من أبرز ميادين الرماية في المنطقة، والقاعة الختامية وهي قاعة مخصصة للمنافسات النهائية، وتبلغ مساحتها (1600) متر مربع، وتتسع لعشرة رماة في أجواء مغلقة مصممة بعناية فائقة لضمان أعلى مستويات التركيز والدقة، وقد زُوّدت جميع مباني الميادين بمدرجات مريحة ومجهزة لاستقبال الجماهير، مما يعكس رؤية متكاملة تجمع بين الأداء الرياضي الراقي والحضور المجتمعي الفاعل.
وتابع حديثه بالقول: المجمع الوطني الأولمبي للرماية بمسقط يمثل حاضنة وطنية لطموحات الرماة العُمانيين من مختلف الأعمار والفئات، ويوفر بيئة مثالية للتدريب والتنافس وصناعة الأبطال، كما أنه يعزز قدرة سلطنة عُمان على استضافة البطولات الرسمية، ويُسهم في توسيع قاعدة الممارسة، واكتشاف المواهب، وبناء أجيال قادرة على تمثيل سلطنة عُمان في المحافل الدولية.
نتائج اليوم الأول
وكانت منافسات اليوم الأول من البطولة قد خلصت في مسابقة مسافة (10) أمتار (بندقية ومسدس)، إلى فوز الرامية فاطمة السويدي من الإمارات المركز الأول، في مسابقة الناشئات، تلتها الرامية رتاج اليافعي من قطر في المركز الثاني، فيما حلت الرامية يسر بن عمار من تونس في المركز الثالث.
أما في فئة الناشئين فقد حقق الرامي العُماني خالد الكلباني المركز الأول، وجاء الرامي عبدالرحمن السليطي من قطر ثانيا، فيما حل الرامي سلطان صالح محمد من الإمارات ثالثا.
وفي مسابقة فردي نساء توجت الرامية نوف الدوسري من البحرين بالمركز الأول، تلتها الرامية ياسمين تهلك من الإمارات في المركز الثاني، وجاءت الرامية البحرينية مروى العميري في المركز الثالث.
أما في مسابقة فردي الرجال فقد أحرز الرامي إبراهيم آل علي من الإمارات المركز الأول، وجاء الرامي العُماني حمد الخاطري في المركز الثاني، فيما حقق الرامي القطري خالد الشرشني المركز الثالث.
وعلى صعيد منافسات الفرق للنساء حققت البحرين المركز الأول، وجاءت الكويت في المركز الثاني، وحلت قطر ثالثة.
أما في منافسات فرق الرجال فقد نالت الإمارات الميدالية الذهبية، وجاءت البحرين في المركز الثاني، فيما حلت سلطنة عُمان ثالثة.