الاقتصادية

ملتقى التعليم المهني يرسم ملامح سياحة المستقبل في محافظة الداخلية

 

نظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية ملتقى تعليم مهني متجدد وسياحة المستقبل واعد وذلك بقاعة الشهباء بفندق إنترسيتي في ولاية نزوى تحت رعاية سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة بمشاركة مختصين من القطاعين التعليمي والسياحي. وجاء الملتقى في إطار الاهتمام بتعزيز التكامل بين التعليم المهني والتقني والقطاع السياحي ومواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل بما يسهم في إعداد كوادر وطنية تمتلك الوعي المهني والمهارات العملية وقادرة على الإسهام في تطوير القطاع السياحي بوصفه أحد القطاعات الداعمة للتنويع الاقتصادي، وتضمن برنامج الملتقى عرضا مرئيا استعرض توجهات التعليم المهني والتقني وأبرز ملامح الشراكة مع القطاع السياحي ودور البرامج التعليمية في إعداد الطلبة وتأهيلهم للمسارات المهنية المستقبلية.
استهل الحفل بكلمة ألقاها علي بن عبدالله الحارثي المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية جاء فيها: يعد التعليم المهني والتقني إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدول الساعية إلى تحقيق التقدم والازدهار، إذ لا يقتصر دوره على تزويد المتعلمين بالمهارات العملية التي تواكب احتياجات سوق العمل فحسب، بل يمتد ليشمل تنمية الإبداع والابتكار، وتعزيز قدرة الشباب على التكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة؛ ورافدا مهما لتمكين الطلبة من اكتساب مهارات نوعية تفتح آفاق العمل، وتسهم في إعدادهم للمشاركة الإيجابية في بناء المجتمع والاقتصاد الوطني.
وانطلاقا من ذلك، ومواكبة لرؤية عمان 2040، فقد شرعت وزارة التربية والتعليم في تطبيق التعليم المهني والتقني ضمن المنظومة التعليمية في العام الدراسي 2023/ 2024م في أربع مدارس بمحافظتي مسقط وشمال الباطنة، في تخصصي تقنية المعلومات وإدارة الأعمال، قبل أن تشهد توسعًا نوعيًّا شمل تخصصات هندسية وصناعية متعددة، وقد أثمر هذا التوجه تخريج الدفعة الأولى من طلبة التعليم المهني والتقني بـ(138) طالبًا وطالبة في تخصصي تقنية المعلومات وإدارة الأعمال، حاصلين على الشهادة الدولية (BETK).
واستمرارًا لمسيرة التطوير، تم في العام الدراسي 2024/ 2025م التوسع في البرامج وعدد المدارس المطبقة له؛ ليبلغ عدد الطلبة في هذا المسار نحو (800) طالب وطالبة في مختلف التخصصات الهندسية والصناعية وإدارة الأعمال.
وفي العام الدراسي الحالي 2025/ 2026م، أُضيف تخصص (السفر والسياحة) ضمن منظومة التعليم المهني والتقني ليتم تطبيقه لأول مرة في محافظتي الداخلية وظفار، حيث بلغ عدد الطلبة في هذا التخصص بمحافظة الداخلية (103) طلاب وطالبات موزعين على مدرستين للذكور والإناث وهما: مدرسة أبو عبيدة للتعليم الأساسي، ومدرسة أم الفضل للتعليم الأساسي، في خطوة تعكس تكامل التعليم مع الفرص التنموية الوطنية.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى ليسلط الضوء على الفرص المرتبطة بالتعليم المهني والتقني وتحديدا في تخصص السفر والسياحة، وتعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية والقطاعين العام والخاص في هذا المجال، بما يسهم في تطوير البرامج المهنية والتقنية، ورفع جودة مخرجاتها، وربط مخرجات التعليم باحتياجات القطاعات الاقتصادية الواعدة، وفي مقدمتها قطاع السياحة، بوصفه أحد محركات التنويع الاقتصادي ومجالات التوظيف المستدامة للشباب العماني، بما يعزز إعداد كوادر وطنية قادرة على تلبية متطلبات هذا القطاع الحيوي بكفاءة واحترافية.
عقب ذلك ألقى الشاعر أحمد بن عبدالله العبري المدير المساعد بدائرة التخطيط والتطوير قصيدة شعرية بعدها بدأت أعمال الملتقى عرضت فيه أربع أوراق عمل تخصصية استعرضت في مجملها مسارات التعليم المهني وفرص العمل السياحي وآفاق تطوير المهارات حيث تناولت الورقة الأولى موضوع التعليم المهني والتقني بالصفين الحادي عشر والثاني عشر قدمها محمد بن علي بن سعيد الوهيبي مدير دائرة المناهج المهنية والتقنية بالمديرية العامة للتعليم المهني والتقني مستعرضا ملامح البرامج المهنية وآليات تنفيذها وأثرها في إعداد الطلبة، فيما ركزت الورقة الثانية على تنمية القدرات السياحية لدى الشباب من الوعي المهني إلى المهارات العملية قدمها يوسف بن راشد المفرجي مدير دائرة تنمية الموارد البشرية القطاعية بوزارة التراث والسياحة متناولا أهمية الاستثمار في العنصر البشري وبناء المهارات المرتبطة بالقطاع السياحي، وتطرقت الورقة الثالثة إلى آفاق قطاع السياحة في سلطنة عمان قدمها شاكر سالمين رامس البلوشي محاضر أول في إدارة السياحة بكلية عمان للسياحة حيث استعرض الفرص المتاحة في القطاع ودور التعليم والتدريب في دعم نموه واستدامته، واختتمت أوراق العمل بـالورقة الرابعة بعنوان 'سافر بأقل التكاليف' قدمها الرحال مصطفى بن محمد بن ناصر العلوي متناولا أنماط السياحة الاقتصادية وأثرها في تعزيز ثقافة السفر الواعي وتنشيط السياحة الداخلية، واختتم الملتقى بتكريم المشاركين والمساهمين في إنجاح أعماله في تأكيد على أهمية هذه اللقاءات المتخصصة في ربط التعليم بالمسارات المهنية المستقبلية وتعزيز الوعي بأدوار القطاعات الواعدة وفي مقدمتها قطاع السياحة.