العرب والعالم

بوتين يُلوّح بالسيطرة على أراضٍ أوكرانية بـ"القوة" إذا لم تنجح الدبلوماسية

القوات الاوكرانية تقصف مصفاة نفط روسية في كراسنودار

 

عواصم 'وكالات': قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إن هناك بعض الدعوات في الغرب للاستعداد لحرب كبرى مع روسيا ووصف ذلك بأنه 'هستيريا' و'أكذوبة'.
وأضاف أنه إذا تخلت أوكرانيا والغرب عن محادثات السلام، فإن روسيا ستستولي على الأراضي التي تطالب بها في أوكرانيا بالوسائل العسكرية.


من جانبه، أكّد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف أنّ موسكو ترصد المحاولات الأوروبية والأوكرانية لتجنب التسوية السلمية للنزاع، مشيرا إلى أن الهدف من إطالة النزاع محاولة إضعاف روسيا.


وشدّد على أنّ أولوية وزارة الدفاع تتمحور في تحديث القوات المسلحة، مع الأخذ بعين الاعتبار التهديدات الخارجية وتطوير التقنيات المبتكرة، مضيفا: 'لا نهدد أحدا ولكن أوروبا تهددنا، الأهمية الأولى للقوات النووية الاستراتيجية الروسية هي زيادة إمكانياتها البحرية'.
وأشار بيلوسوف إلى أن الانفاق العسكري لحلف 'الناتو' يشهد ارتفاعا كبيرا إذ يبلغ حجم الميزانية السنوية حاليا نحو 1.6 تريليون دولار.


ولفت إلى أنه ومع الأخذ في الاعتبار الرفع التدريجي للانفاق إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء سترتفع ميزانية 'الناتو' إلى أكثر من مرة ونصف لتصل نحو 2.7 تريليون دولار.
من جهته، أعرب الكرملين اليوم الاربعاء عن استعداده للحديث حول نشر محتمل للقوات الغربية في أوكرانيا، على الرغم من معارضته منذ فترة طويلة لمثل هذه الخطوة.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول إن الموقف الروسي بشأن تمركز قوات أجنبية ' معروف وثابت وواضح'- ولكن مع ذلك' يمكن أن يخضع للمناقشة'.


وقد ظهر المقترح مجددا خلال مباحثات في برلين هذا الأسبوع بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين.
والفكرة المطروحة هي نشر قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا بعد التوصل لوقف إطلاق نار، مع التفويض بمراقبة مدى تطبيق وقف إطلاق النار. ووصفت كييف مثل هذه القوات بأنها جزء من الضمانات الأمنية التي تسعى للحصول عليها لمنع تجدد الهجوم الروسي.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي من أن أي قوات حفظ سلام متمركزة في أوكرانيا يمكن أن تصبح ' أهدافا شرعية'.


ومع ضبابية الموقف ما بين روسيا والغرب، قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء إنه يجب على أوروبا الاضطلاع بمسؤولية أمنها.
وقالت أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج 'لم يعد هذا خيارا، بل أصبح أمرا لا بد منه'.
وأضافت أن أوروبا 'لا يليق بها أن تسمح للآخرين بتحديد نظرتها إلى لعالم'.
وأشارت فون دير لين إلى أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي محقة في ذكرها أن حصة أوروبا من الناتج المحلي الإجمالي العالمي آخذة في التناقص، لكن الولايات المتحدة تسير 'على نفس الدرب'.


الى ذلك، أدلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأوضح توبيخ لها حتى الآن لهجمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أوروبا، مناشدة القارة أن تضع مسارها في عالم متغير، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم.
وقالت فون: 'لا يمكن أن نتحمل السماح لوجهات النظر العالمية للآخرين أن تعرفنا. لا ينبغي أن يشعر أي منا بصدمة إزاء ما يقوله الأخرون عن أوروبا'.


وجاءت تصريحات فون دير لاين بعد أسبوع من انتقاد ترامب لقادة الاتحاد الأوروبي باعتبارهم 'ضعفاء' ووضع استراتيجية أمن قومي جديدة ذهبت إلى أن الاتحاد الأوروبي يواجه 'محوا حضاريا' وانحدارا اقتصاديا.
وأضافت فون دير لاين: 'دعوني أقول هذا: إنها ليست أول مرة يتبين فيها أن الافتراضات بشأن أوروبا قديمة. ولن تكون أول مرة يتغير فيها النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية لمرحلة تفوق التصور'.


في غضون ذلك، ذكرت وكالة بلومبرج نيوز اليوم الأربعاء نقلا عن أشخاص مطلعين أن الولايات المتحدة تستعد لفرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي لزيادة الضغط على موسكو في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين إبرام اتفاقية سلام مع أوكرانيا.
وقال التقرير إن الولايات المتحدة تدرس خيارات مثل استهداف سفن ما يسمى أسطول الظل الروسي المكون من ناقلات تستخدم لنقل نفط موسكو، والمتعاملون الذين يسهلون المعاملات.
وذكر التقرير أن الإجراءات الجديدة ربما يعلن عنها هذا الأسبوع.
وأضاف أن وزير الخزانة سكوت بيسنت ناقش هذه الخطوة عندما التقى مجموعة من السفراء الأوروبيين في وقت سابق من هذا الأسبوع.


وفي الجانب الانساني، تبادلت أوكرانيا وروسيا مدنيين على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروس، حسبما أفاد مسؤولو حقوق الإنسان من الجانبين امس.


وتم تسليم ما مجموعه 60 مدنيا للجانب الأوكراني، منهم 45 كانوا محتجزين في روسيا، بينما نقل 15 مدنيا من 11 عائلة إلى روسيا. ونشر مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس على تليجرام:'معظم العائدين مقيدو الحركة. سيتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية'. وأفادت مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا بعمليات النقل إلى روسيا. وقال الجانبان إنه تم أيضا تبادل رسائل لأسرى الحرب، حيث تم تسليم ألفى طرد للأسرى الأوكرانيين في روسيا. وأضافا أنه تم أيضا التوصل إلى اتفاقات بشأن تحديد هويات المفقودين، وتم تبادل قوائم المفقودين. ووفقا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تحتجز روسيا أكثر من 6 آلاف أسير حرب أوكراني. يشار إلى روسيا وأوكرانيا تبادلتا عدة مرات أسرى من بينها بوساطة دول عربية.


ألمانيا تتحفظ على مشاركة جنودها في قوة متعددة الجنسيات
وفي السياق، أعرب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، لارس كلينجبايل، عن تحفظه بشأن مشاركة جنود ألمان في مهمة لحفظ السلام في أوكرانيا.
وقال كلينجبايل في تصريحات لصحيفة 'نويه أوسنابروكر تسايتونج' الألمانية ردا على سؤال حول مشاركة محتملة: 'لا ينبغي أن نخطو الخطوة الخامسة قبل الأولى، بل نخوض النقاش عندما يحين وقته فعلا'. وأضاف كلينجبايل الذي يتولى منصبي نائب المستشار ووزير المالية: 'الأمر الواضح هو أن ألمانيا ستفي دائما بمسؤولياتها. نحن بالفعل أكبر داعم لأوكرانيا اليوم'.


وكانت عدة دول أوروبية أعلنت بعد مفاوضات استمرت يومين مع أوكرانيا والولايات المتحدة تأييدها لتشكيل 'قوة متعددة الجنسيات من أجل أوكرانيا' بقيادة أوروبية. وبموجب اتفاق مزمع لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ستتولى هذه القوة الأوروبية المدعومة من الولايات المتحدة دعم القوات الأوكرانية وضمان أمن المجالين الجوي والبحري.


وقال كلينجبايل إن السؤال الحاسم الآن هو 'ما إذا كان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين سيتحرك'، وأضاف: 'هو من بدأ هذه الحرب وبإمكانه إنهاؤها فورا. وهو من يتحمل مسؤولية الموت اليومي. الكرة الآن في ملعبه. وما زالت لدي شكوك كبيرة في أن بوتين يريد السلام'.
وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أجاب أيضا بشكل مراوغ عن سؤال بشأن مشاركة الجيش الألماني في قوة متعددة الجنسيات، وقال إن 'تحالف الراغبين' لا يضم دولا أوروبية فحسب، بل أيضا كندا وأستراليا ودولا أخرى في العالم، وأضاف: 'إذا ما وصلنا إلى هذه المرحلة، فسيكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا'.
كييف: الحلفاء قدموا دعما عسكريا بـ 10 مليارات دولار
وفي اطار المساعدات الغربية لكييف، قال وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميهال إن الحلفاء دعموا الإنتاج العسكري الأوكراني بما يقرب من 5 مليارات دولار هذا العام. وأضاف شميهال في أعقاب اجتماع عبر الإنترنت لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، أن الشركاء قاموا أيضا بشراء أسلحة لأوكرانيا في الولايات المتحدة بمبلغ مماثل. ونشر على تليجرام: 'كلا الرقمين قياسي، ونريد الحفاظ على هذه الديناميكية خلال عام 2026 أيضا'.
وأشار وزير الدفاع الأوكراني إلى أن ألمانيا تخطط لتقديم 11.5مليار يورو ( 13.5مليار دولار) كمساعدات عسكرية العام المقبل، بينما جمعت المملكة المتحدة 600 مليون جنيه إسترليني (805 مليون دولار) من مصادر مختلفة للدفاع الجوي الأوكراني هذا العام.
ومع ذلك، انخفضت المساعدات العسكرية المتعهد بها لأوكرانيا بشكل حاد في النصف الثاني من عام 2025، وفقا لـ ' متابع دعم أوكرانيا'، وهي قاعدة بيانات جمعها معهد كيل للاقتصاد العالمي في ألمانيا.


وكتب معهد كيل للاقتصاد العالمي مؤخرا أن المبلغ 'من الواضح أنه قليل جدا لتعويض النقص في المساعدات الأمريكية'. وأوقفت الولايات المتحدة تدريجيا تسليم الأسلحة لأوكرانيا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب ولاية ثانية في يناير. وبدلا من ذلك، أنشأ الناتو 'قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية' لكي تشتري دول أخرى أسلحة أمريكية لأوكرانيا.


اوكرانيا: قواتنا قصفت مصفاة نفط روسية في كراسنودا
وعلى الارض، قال الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء إنه قصف بنية تحتية في مصفاة سلافيانسك الروسية في منطقة كراسنودار اليوم.
وأضاف على تطبيق تيليجرام أنه رصد انفجارات وحريقا في المنطقة المستهدفة ويجري تقييم الأضرار.
وأكدت هيئة الأركان العامة للجيش أيضا استهداف قاعدة نفطية في منطقة روستوف.
كانت السلطات في منطقة كراسنودار الواقعة في جنوب روسيا قد أكدت اليوم الأربعاء إن حطام طائرة مسيرة أوكرانية تسبب لفترة وجيزة في اندلاع حريق بمعدات المعالجة وخط أنابيب داخل مصفاة نفط خلال الليل.


ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في مصفاة سلافيانسك التي استهدفتها كييف مرارا منذ بدأ الحرب في عام 2022.
وقالت قيادة العمليات في المنطقة على تطبيق تيليجرام اليوم الأربعاء إن شخصين أصيبا بجروح، وتضررت عدة منازل وشبكات الكهرباء بعد سقوط حطام طائرة مسيرة في مناطق سكنية أخرى في كراسنودار.


وتعد كراسنودار الواقعة على البحر الأسود، مركزا رئيسيا للطاقة والتصدير في روسيا، حيث يوجد بها بنية تحتية رئيسية للنفط تشمل ميناء نوفوروسيسك والمحطات القريبة، بالإضافة إلى مصفاة توابسي ومنشآت التصدير.
وقالت أوكرانيا إن الضربات على البنية التحتية للطاقة في روسيا تهدف إلى تعطيل إمدادات الوقود للجيش الروسي وقطع عائدات صادرات النفط التي تساهم في تمويل المجهود الحربي لموسكو في أوكرانيا.