جريدة عُمان تناقش الارتقاء بصناعة المحتوى الصحفي والتوجه نحو أساليب جديدة في الكتابة الصحفية
الأربعاء / 25 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 17:35 - الأربعاء 17 ديسمبر 2025 17:35
'عمان': نظّمت جريدة عُمان، اليوم، حلقة عمل داخلية لمراجعة أساليب إنتاج المحتوى الصحفي في الجريدة، وبحث التحول نحو أنماط كتابة أكثر حداثة، تستهدف تقديم موضوعات أقرب إلى اهتمامات القرّاء وتوقعاتهم.
وقال عاصم بن سالم الشيدي، رئيس تحرير جريدة عمان إن تطوير مهارات الكتابة في صفحات «عُمان» بات ضرورة مهنية تفرضها تحولات الممارسة الصحفية وتغير سلوك الجمهور، مشيرًا إلى أن الجريدة تتجه خلال المرحلة المقبلة إلى اعتماد أدوات سرد قصصي في تناول الموضوعات، والبحث عن طرق مبتكرة لعرض المعلومات بما يرفع من جودة المادة المنشورة ويمنحها قيمة عملية.
وأضاف الشيدي أن على المحررين مواصلة صقل مهاراتهم والاستفادة من البرامج التدريبية المتاحة، بما يعزز قدرتهم على إنتاج أشكال صحفية متنوعة - من الخبر والحوار والاستطلاع إلى التحقيق والتقرير - في وقت تشهد فيه المهنة تسارعًا لافتًا في التحول الرقمي وتغيرًا في أدوات المنافسة على انتباه القارئ.
من جانبه، أكد حمود بن سيف المحرزي، نائب مدير التحرير، أن الصحافة - ولا سيما الورقية - تواجه اختبارًا مستمرًا في قدرتها على التجدد، في ظل بيئة رقمية تدفع الأخبار إلى الانتشار بسرعة غير مسبوقة. وقال إن الحفاظ على علاقة حية مع القارئ يتطلب نهجًا مختلفًا في تقديم المحتوى، يجعل الجريدة مصدرًا لما يتجاوز الخبر إلى الفهم والسياق والحلول.
وتوقف المحرزي عند مفهوم الصحافة البناءة (صحافة الحلول) بوصفه أحد المسارات التي يمكن أن تمنح المحتوى الصحفي وظيفة اجتماعية أعمق، عبر عرض المشكلة مقرونة بالمسارات الواقعية للتعامل معها، واستحضار مبادرات وتجارب أثبتت نجاحها في سياقات مشابهة. واعتبر أن هذا النهج ينعكس على تطوير الوعي العام، ويعزز الثقة بين الإعلام والجمهور، كما يوفر مادة مفيدة لصنّاع السياسات في دعم المبادرات وتحويلها إلى حلول قابلة للاستدامة.
وأشار إلى أن “القصة الخبرية” في هذا السياق تبدأ بطرح معمّق للمشكلة بلغة واقعية بعيدة عن الانفعال، ثم تُبنى سرديًا بطريقة مشوقة تستند إلى الوقائع، مع إبراز ما يمكن تطويره من ممارسات ومبادرات كأفق عملي للخروج من الأزمة. واستعرض المحرزي نماذج من تجارب دولية في هذا الاتجاه، حققت معدلات مرتفعة في القراءة والتداول والتفاعل.
وخلال الحلقة، شدد المشاركون على دور رؤساء الأقسام في توجيه المحررين نحو الموضوعات الأكثر التصاقًا بحياة الناس، والاقتراب من هموم المواطنين وطموحاتهم، ومعالجة القضايا بأسلوب متزن يوازن بين تشخيص المشكلة وتقديم ما أمكن من حلول وتجارب قابلة للتطبيق.
واختُتمت الحلقة بنقاش حول أدوات الكتابة المبتكرة، وكيفية الاستفادة من التجارب الناجحة للارتقاء بالعمل الصحفي وتطوير صناعة المحتوى داخل الجريدة.