تدشين أول مختبر بحثي متنقل للموارد الوراثية وعلوم الحياة في سلطنة عُمان
الأربعاء / 25 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 14:54 - الأربعاء 17 ديسمبر 2025 14:54
كتب ـ يوسف الحبسي
احتفلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلةً بمركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد» صباح اليوم بمجمع الابتكار مسقط بتدشين أول مختبر بحثي متنقّل من نوعه في مجال الموارد الوراثية وعلوم الحياة في سلطنة عُمان برعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبحضور عدد من المسؤولين وممثلي الجهات ذات العلاقة، إلى جانب نخبة من الباحثين وطلبة الجامعات والكليات والمدارس.
ويُعد المختبر المتنقّل مشروعًا وطنيًا رائدًا يهدف إلى إيصال الخدمات المخبرية المتخصصة إلى مختلف محافظات سلطنة عُمان، لا سيما المناطق التي تفتقر إلى بنى مخبرية متقدمة، من خلال إجراء الفحوصات وتجهيز العينات ميدانيًا، بما يسهم في تسريع أعمال البحث العلمي، ورفع كفاءة جمع العينات وحفظها بجودة عالية.
وقد جُهّز المختبر بأحدث الأجهزة والتقنيات المخبرية، ويختص بإجراء الفحوصات وتجهيز عينات الموارد الوراثية النباتية والحيوانية والبحرية والميكروبية، بما يشمل بذور النباتات الطبية، وسلالات الموارد الحيوانية البرية والمستأنسة، والموارد البحرية، والكائنات الدقيقة، والفطريات، دعمًا لجهود الحفظ والدراسة الوراثية.
واستغرق تصميم المختبر وتجهيزه، إلى جانب توريد المركبة الحاضنة له ذات الدفع الرباعي، وتركيب الأجهزة الحديثة عليها، وإخضاعها لمراحل متعددة من الاختبارات الفنية والتشغيلية، أكثر من ثلاثة أعوام. كما يتميّز المختبر بقابليته للتطوير المستقبلي عبر تحديث الأجهزة والتقنيات التي يضمها، بما يواكب التطورات العلمية والتقنية في مجال الموارد الوراثية وعلوم الحياة.
ويُنفّذ مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية حاليًا عددًا من المشاريع البحثية الميدانية في مختلف المحافظات، تشمل البيئات الجبلية والوديان والسهول والصحاري والشواطئ، إلى جانب دراسات متخصصة حول الفطريات في محافظة ظفار، والكائنات الدقيقة في عدد من مناطق السلطنة، الأمر الذي يبرز الدور الحيوي للمختبر البحثي المتنقّل في دعم هذه الأعمال وتسريع إنجازها.
وقال الدكتور محمد بن ناصر اليحيائي مدير مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد»، إن التنوع الجغرافي الغني الذي تزخر به سلطنة عُمان يتطلب أدوات بحثية مرنة قادرة على الوصول إلى مختلف البيئات الطبيعية. وأوضح أن المختبر البحثي المتنقّل سيسهم في تقليل فاقد العينات الناتج عن بُعد المسافات وطول فترة نقلها إلى المختبرات المركزية، كما يتيح للباحثين البدء في تحليل العينات مباشرة في مواقع جمعها، بما يضمن دقة النتائج وجودتها، ويعزز كفاءة الأبحاث الوراثية والبيئية، مؤكدًا أن المشروع يمثل نقلة نوعية في منظومة البحث العلمي الميداني في السلطنة.
من جانبها، أكدت موزة بنت محمد الخروصية رئيسة قسم المرافق البحثية بمركز «موارد»، أن دور المختبر المتنقّل لا يقتصر على الجوانب البحثية، بل يمتد إلى الدور التوعوي والمجتمعي، من خلال المشاركة في الفعاليات العلمية والزيارات الميدانية للمدارس والجامعات، ونشر ثقافة الحفاظ على الموارد الوراثية وأهميتها البيئية والاقتصادية.
وأضافت أن المختبر يُعد إضافة نوعية لمنظومة البحث العلمي في سلطنة عُمان، لما يسهم به في رفع كفاءة العمل المخبري، وتسريع وتيرة البحث العلمي، وتعزيز التكامل بين المؤسسات البحثية والقطاعين العام والخاص، بما ينسجم مع مستهدفات 'رؤية عُمان 2040'.
وشهد حفل التدشين تنظيم جلسة نقاشية متخصصة بعنوان «المختبرات البحثية ودورها العلمي والاقتصادي»، تناولت أهمية المختبرات البحثية في دعم منظومة البحث العلمي والابتكار، من خلال استعراض دورها في تعزيز البحث والتطوير، وتسليط الضوء على واقع البنية المخبرية في سلطنة عُمان، وإبراز إسهامها الاقتصادي في تحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات وخدمات ذات قيمة سوقية، إلى جانب مناقشة آفاق الشراكات بين المختبرات البحثية والقطاعين الحكومي والخاص، والتحديات والفرص المستقبلية المرتبطة بالتمويل والبنية التحتية والاستدامة والتعاون الدولي، وصولًا إلى تقديم رؤية مستقبلية لدور المختبرات البحثية في تحقيق مستهدفات 'رؤية عُمان 2040'.