عمان اليوم

ملتقى «تكنو عطاء» يناقش دور التحول الرقمي في استدامة العمل الخيري

 

تغطية ــ نورة العبرية / تصوير: هدى البحرية

نظمت جمعية دار العطاء اليوم ملتقى الفرق الخيرية 'تكنو عطاء' في قاعة روزنة بمرتفعات المطار لتسليط الضوء على دور التكنولوجيا والرقمنة في تطوير منظومة العمل الخيري والتطوعي، وابتكار حلول حديثة تواكب متغيرات العصر وتلبي تطلعات المجتمع العماني، من أجل تعزيز كفاءة واستدامة العمل الخيري.
وأقيم الملتقى تحت رعاية سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، وبحضور مريم بنت عيسى الزدجالية مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية العطاء، و45 فريقا من ممثلي الفرق الخيرية من مختلف ولايات سلطنة عمان، حيث استعرض أفضل الممارسات الرقمية في العمل الخيري، وأحدث طرق جمع التبرعات، وآليات التسويق الرقمي، إلى جانب إبراز المعايير الأخلاقية والإعلامية في ترويج الحالات الإنسانية، بما يحفظ كرامة المستفيد ويعزز ثقة المتبرع. وقدم المهندس ماجد بن فايل العامري من منصة ثواني ورقة عمل تحدث فيها عن التحول الرقمي وأثره في رفع كفاءة المؤسسات الخيرية واستخدام الأنظمة الذكية التي تسهم في نشر الحالة بأسلوب رقمي حديث دون الإساءة أو التشهير، مع الأخذ في الاعتبار جودة التصميم والزوايا التي يجب اختيارها وعنصر التشويق المهم في ذلك، من أجل عملية الجذب والاستحسان.
كما شهد الملتقى إطلاق الميثاق الأخلاقي للعمل الإعلامي الخيري الذي أطلقته جمعية دار العطاء، والذي يهدف إلى وضع إطار أخلاقي ومهني يحفظ كرامة الحالات الإنسانية ويحمي خصوصيتها وسرية بياناتها ويعزز المصداقية والشفافية عند نشر قصص المحتاجين أو طلب التبرعات عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، إضافة إلى تمكين العاملين في المجال الخيري من أداء دورهم الإعلامي بمهنية تحافظ على ثقة المجتمع وتحمي حقوق المحتاجين.
وكان للمجال الإعلامي دور مهم في آلية استعراض الحالات في هذا الجانب، حيث قدم المؤثّر الاجتماعي محمد المخيني ورقة عمل حول آلية عرض الحالات في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة، إلى جانب مراعاة الطرق التي يجب أن يتبعها الإعلامي خلال عرض الحالة على أن تكون تحت مظلة منصة اجتماعية مرخصة قانونيا لكرامة تلك الحالة ولسرعة الاستجابة في إنهاء أزمتها أو الظرف الذي تمر به تلك الحالة.
وتحدث معاذ الندابي الإعلامي بجمعية دار العطاء عن الآلية المثالية في إنتاج المحتوى البصري سواء عبر مقطع مرئي أو صورة أو تصميم، مع الأخذ في الاعتبار أهمية اختيار الزاوية وعدم التشهير بتلك الحالة أو تصوير الأطفال أو الأسرة حتى لا يتسبب في إيذائهم بدلا من خدمتهم وتخفيف معاناتهم.
كما شاركت هيئة الطيران المدني بورقة قدمها عبدالله الخضوري مدير عام الأرصاد الجوية بعنوان 'إدارة الكوارث وعملية الإنذار المبكر'، ناقش فيها أهمية العمل التطوعي في تكاملية تقليل المخاطر وكيفية إدارة الأزمة قبل وقوع الكارثة وأثناءها وبعدها، مشيرا إلى أن سلطنة عمان تعد من الدول المتميزة في إدارة الأزمات لما تمتلكه من خبرة في هذا المجال، إلى جانب وجود الفرق التطوعية التي لها دور بارز خلال الحالات التي مرت على هذا الوطن، كما أصبحت منصات التواصل الاجتماعي والمنصات التفاعلية الرسمية لها دور في تنظيم ذلك العمل التطوعي، مشيدا بما قدمه الملتقى من النماذج الرائعة لفهم طرق التعامل مع الحالات ودراستها وأساليب نشرها بما يسهم في تحقيق التكاملية وليس نشر الصورة السلبية.
واختتم الملتقى بحلقة عمل بعنوان إدارة الحالات الطارئة والكوارث 'ابتكر لتؤثر' والتي شهدت تفاعلا كبيرا من المشاركين في الملتقى، وقدموا توصيات مهمة تسهم في تعزيز العمل الخيري وتكامل الجهود بين الفرق والمؤسسات الخيرية في سلطنة عمان.
وصرحت مريم الزدجالية مؤسسة ورئيسة جمعية دار العطاء: 'لقي الملتقى تجاوبا ومشاركة واسعة من عدد كبير من الفرق الخيرية من مختلف ولايات سلطنة عمان كونهم شركاء أساسيين في العطاء مع الجمعية، كما أن لهم دورا في تقديم الدعم سواء دراسة الحالات وجمع البيانات وتقديم الأفكار والأساليب الحديثة التي تسهم في تسريع وتيرة العمل الخيري في المجتمع، موضحة أن الميثاق الأخلاقي للعمل الإعلامي الخيري الذي أطلقته الجمعية في الملتقى له أهمية خاصة في ظل الفضاء الرقمي الواسع، ويقدم آلية توظيف التقنية الحديثة في المجال الخيري، كما سلط الملتقى على آلية التعامل مع الحالات الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في جمع التبرعات وتنظيم آليات الدفع.