عمان العلمي

افتتاحية.. هل ما زلنا نملك زمام التقنية؟

 

تُعرف مخاطر الذكاء الاصطناعي بأنها تلك السيناريوهات التي قد تتجاوز فيها الأنظمة حدود «الأداة» لتخدم أهدافًا غير محاذية لقيم البشر، ما يؤدي إلى آثار لا رجعة فيها على الحضارة البشرية، هذه المخاطر لا تعني بالضرورة نهاية العالم كما تصورها الأدبيات الخيالية، لكنها قد تقود إلى زعزعة استقرار المجتمعات وهو تأثير قد يكون أعمق من أي ثورة تقنية سابقة عرفها التاريخ.

وتزداد هذه المخاوف واقعية حين نعلم أن التحدي لم يعد محصورًا في أتمتة المهام أو كتابة الشيفرات البرمجية، فقد حذّرت شركة OpenAI مؤخرًا من أن النماذج المتقدمة القادمة قد تحمل مخاطر سيبرانية عالية، من بينها القدرة على تطوير استغلالات أمنية معقدة أو تنفيذ هجمات رقمية في حال غياب الإشراف البشري الصارم، هذه التحذيرات الصادرة من داخل الصناعة نفسها تؤكد أن مسألة الضبط لم تعد نظرية بل ضرورة علمية وأخلاقية ملحة.

ولا يكمن الخطر الحقيقي في وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستويات غير مسبوقة من الكفاءة، بل في انفصال هذا التقدم عن الإطار القيمي والعلمي الذي يضبطه، فالعلم بلا أخلاق لا يقود إلى التنوير، بل إلى الفوضى، ولهذا فإن مسؤولية العلماء والباحثين اليوم لا تقتصر على الابتكار، بل تمتد إلى المساءلة والمشاركة في صياغة ضوابط استخدام هذه التقنيات قبل أن تتحوّل من أدوات مساعدة إلى قوى خارجة عن السياق الإنساني.

في هذا العدد من ملحق «جريدة عُمان العلمي» لا نكتفي برصد التطورات التقنية بل نسعى إلى تفكيك الأسئلة الكبرى التي يفرضها الذكاء الاصطناعي من كيفية كتابة الشيفرة إلى حدود الأتمتة، ولماذا يظل التفكير البشري عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه؟ كما يتناول العدد مجموعة من الموضوعات المتصلة بتطورات التقنية، والفلك، والآثار، إلى جانب مستجدات التقنيات الطبية والصحة العامة. قراءة ماتعة..

رحمة الكلبانية محررة الملحق