"البانة" بعبري.. بلدة الأفلاج العريقة وواحة التاريخ والطبيعة
تميزت بمعالمها الأثرية وحاراتها القديمة
الجمعة / 20 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 16:35 - الجمعة 12 ديسمبر 2025 16:35
تعد بلدة البانة بولاية عبري إحدى القرى العريقة، وتتميز بفلجيها 'الحلو والمر' اللذين يقصدهما الزوار والسياح من مختلف المناطق، خصوصًا ممن يعانون من بعض الأمراض الجلدية، إذ يُعرف عنهما أنهما يساعدان في الاستشفاء من بعض الحالات الجلدية التي قد تصيب الإنسان.
سبب التسمية وموقع البلدة
وتبعد بلدة البانة عن مركز ولاية عبري نحو 57 كيلومترًا، وللوصول إليها يُسلك طريق عبري - الرستاق، ثم عند دوار بلدة الدريز يتجه الزائر يمينًا عبر طريق الدريز - بات لمسافة تقارب 17 كيلومترًا، وبعدها تظهر لافتة تشير إلى بلدة البانة، ومنها يُتجه يسارًا لمسافة 18 كيلومترًا تقريبًا حتى الوصول إلى البلدة، حيث يستقبل الأهالي الزوار بالترحاب والمودة. ويروي الأهالي أن سبب تسمية البلدة يعود إلى كونها 'باينة بمحلها'، أي ظاهرة ومتميزة بموقعها، ويُعزى ذلك إلى فلج المر الذي لا يجف ولا يخصب أبدًا. تحد البلدة من الشرق بلدة الهجر، ومن الغرب بلدة بات الأثرية، ومن الجنوب بلدة العبلا، ومن الشمال بلدة مقنيات.
الأفلاج ومصادر المياه
وتشتهر بلدة البانة منذ القدم بفلجيها: الحلو والمر. وسُمّي فلج 'الحلو' بهذا الاسم لعذوبة مياهه، ويضم ساعدين هما ساعد 'غيلي' وساعد 'داودي'. أما فلج المر فمياهه ذات طعم مرّ لاحتوائها على مواد كبريتية، وله خصائص علاجية تفيد في شفاء بعض الأمراض الجلدية مثل الجروح ومرض 'الحُميقى'. ينبع الفلجان من عدة منابع مائية ويلتقيان في وسط البلدة، ويسهمان في ري المزروعات كالنخيل والمانجو والليمون وغيرها من الأشجار المثمرة.
المعالم الأثرية والحضارية
تضم بلدة البانة عددًا من المعالم الأثرية، من أبرزها أبراجها القديمة مثل برج القرين الذي يُعد من أهم الأبراج في البلدة، وبرج الجناة، وبرج الزروب، وبرج الجامع، وبرج الصباح الغربي. كما تحتوي على حارة أثرية تُعرف بـ'حارة البانة القديمة'، وبها بابان رئيسيان هما الباب الشرقي والباب الغربي، ولا تزال تحتفظ بعدد من البيوت المبنية من الطين والحصى والجص، التي كان الأهالي يسكنونها قديمًا.
وتشتهر البلدة أيضًا بالأودية الطبيعية مثل وادي البانة، ووادي قطين، ووادي عويس، ووادي الميقع، ووادي الروضة.
ملامح التنمية
شهدت البلدة نصيبًا من مشاريع التنمية الحديثة، حيث رُصفت الطرق الداخلية، ووُفرت خدمة الكهرباء، ويجري حاليًا تنفيذ مشروع مد شبكة المياه إلى منازل الأهالي. ويعمل بعض السكان في الزراعة، وآخرون في الصناعات الحرفية كصناعة السعفيات والمنسوجات المستخدمة في البيئة البدوية والرعوية، بينما يعمل عدد من أبناء البلدة في القطاعين العام والخاص.
طموحات الأهالي
بذل أهالي بلدة البانة جهودًا متواصلة لتطوير بلدتهم، شملت إنشاء جامع البانة، وبناء المساجد ومدارس القرآن الكريم، والمجالس العامة، وصيانة قنوات الأفلاج، إلى جانب الاهتمام بفئة الشباب في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية، وتعزيز روح المواطنة لديهم.
ويأمل الأهالي أن تستكمل الجهات المعنية رصف الطرق الداخلية في المخططات السكنية الجديدة مثل مخطط الروضة، ومخطط الحويرات، والسهلة، وأن يتم ترميم الأبراج الأثرية خصوصًا برج القرين، إلى جانب تنفيذ مشروع إنارة الطريق الواصل بين البانة والروضة، وإنشاء مركز صحي يخدم سكان البلدة في المستقبل.