منتخبنا الوطني يرتضي التعادل السلبي مع المغرب ويبقي على آماله في التأهل للدور الثاني
الجمعة / 13 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 20:43 - الجمعة 5 ديسمبر 2025 20:43
ارتضى منتخبنا الوطني نتيجة التعادل السلبي مع نظيره المغربي في المباراة التي أقيمت مساء اليوم على استاد المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لبطولة كأس العرب ٢٠٢٥.
ولم يستفد منتخبنا الوطني من النقص العددي في صفوف المنتخب المغربي بعد طرد المهاجم عبدالرزاق حمدالله في الدقيقة ٥٢، وبالرغم من التحسن الهجومي الذي طرأ على أداء الأحمر في الشوط الثاني إلا أنه لم يستفد البتة من التفوق العددي.
وبهذه النتيجة رفع المنتخب المغربي رصيده إلى ٤ نقاط من فوز على جزر القمر بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الافتتاحية وتعادل سلبي مع منتخبنا الوطني في لقاء الجولة الثانية ، بينما رفع منتخبنا الوطني رصيده إلى نقطة من مباراتين، حيث كان قد خسر لقاء الجولة الافتتاحية أمام الأخضر السعودي بهدفين لهدف.
الشوط الأول
بدأت المباراة بتكافؤ نسبي في الأداء مع تبادل في السيطرة الميدانية والاستحواذ على الكرة ، ومع مرور الدقائق الأولى لفترة جس النبض تجلى واقع امتلاك المنتخب المغربي للكرة وسط انتشار جيد في مساحات الملعب قابله تنظيم دفاعي جيد من منتخبنا الوطني الذي اعتمد في المقام الأول على إحكام مناطقه الدفاعية وفي المقام الثاني على التحولات الهجومية السريعة.
وهيمن المنتخب المغربي نسبيا على منطقة المناورات باسطا سيطرته على وسط الملعب، ومكرسا واقع استحواذه على الكرة بيد أنه كان استحواذا سلبيا نظرا لغياب الفاعلية والنجاعة الهجومية المنشودة.
وعانى منتخبنا الوطني خلال فترة جس النبض من تباعد الخطوط الثلاث والارتباك الدفاعي كاد يستغله وليد الكرتي بتسديدة مباغتة من حافة المنطقة حولها مدافع منتخبنا مصعب الشقصي إلى ركلة ركنية لم تثمر في الدقيقة ١٣.
واستمر المنتخب المغربي في تكريس واقع ضغطه الهجومي المتصاعد عقب إنقضاء فترة جس النبض ، منوعا في أسلوب هجماته تارة يخترق من العمق وتارة أخرى يخترق عبر الأطراف، بيد أنه افتقد للفاعلية والنجاعة الهجومية وتكسرت أغلب هجماته في وسط الميدان نتيجة ثقة لاعبينا وهدوئهم وتركيزهم.
وأحكم منتخبنا إغلاق منافذه الدفاعية بالرغم من تصاعد وتيرة الضغط الهجومي المغربي الذي ازداد بحلول الثلث الساعة الأولى من اللقاء، وذلك بفضل الثبات الانفعالي لنجوم الأحمر ، مما أفقد عبد الرزاق حمدلله ورفاقه الحلول الهجومية الناجعة.
وبدا جليا تفوق منتخبنا الوطني تكتيكيا في هذا الشوط على الرغم من تقوقعه الدفاعي ما أفسح المجال للمنتخب المغربي من أجل فرض واقع سيطرته الميدانية.
وكاد عبدالرزاق حمدلله يتوج مجهودات زملائه بهدف أول عندما اخترق التحصينات الدفاعية لمنتخبنا الوطني وتوغل في العمق قبل أن يطلق تسديدة يمينية قوية وقف لها إبراهيم المخيني بالمرصاد وأبعدها إلى ركلة ركنية لم تثمر في الدقيقة ٢٨.
وتفوق المنتخب المغربي في الصراعات الثنائية والالتحامات البدنية، واستطاع لاعبيه أن يكسبوا الكرة الثانية في أكثر من مناسبة، ولكن عاب عليهم البطء في تحضير الهجمات والمبالغة في الاحتفاظ بالكرة ، في الوقت الذي حافظ فيه لاعبو منتخبنا الوطني على هدوئهم وثقتهم وتركيزهم وثباتهم الانفعالي العالي.
وسنحت فرصة هجومية أخرى في منتهى الخطورة للمنتخب المغربي عندما قابل حمدلله كرة عرضية لعبت من الجهة اليمنى فتابعها من مسافة قريبة، بيد أنه اصطدم بيقظة وبراعة إبراهيم المخيني الذي وقف سدا منيعا وحول الكرة إلى ركلة ركنية لم تسفر عن شيء في الدقيقة ٣٧.
وتحلى لاعبونا بانضباط واتزان تكتيكي عال جدا بحلول الدقائق الخمس الأخيرة من عمر الشوط الأول، وسط توهج لافت للمنظومة الدفاعية للأحمر التي حافظت على نسقها وإيقاعها ومردودها بكل ما أوتت من بسالة وجسارة.
واحتسب حكم اللقاء الباراجوياني ثلاث دقائق كوقت محتسب بدلا من ضائع في الشوط الأول عجز خلالها المنتخب المغربي في فك شفرة التكتل الدفاعي لمنتخبنا الوطني الذي حافظ على صموده حتى نهاية هذا الشوط.
الشوط الثاني
انطلقت مجريات الشوط الثاني بتمريرات مغربية متبادلة واستحواذ شبه مطلق على الكرة، قابله تراجع وانكماش دفاعي من منتخبنا الوطني.
ونفذ يوسف المالكي ركلة حرة مباشرة من الجهة اليمنى تصدى لها الحارس المغربي وأبعدها بقبضة يده إلى ركلة ركنية لم تثمر في الدقيقة ٥٠.
وطرأ تحسن هجومي ملحوظ على أداء منتخبنا الوطني في الشوط الثاني نظرا لتحرر لاعبيه من ضغط المباراة تدريجيا.
وشهدت الدقيقة ٥٢ نقطة تحول حاسمة في اللقاء حينما أشهر حكم اللقاء الباراجوياني خوان بينيتيز البطاقة الحمراء في وجه مهاجم المنتخب المغربي عبدالرزاق حمدالله بعد تدخل عنيف ومتهور بالساق على وجه مدافع منتخبنا الوطني مصعب الشقصي.
وفي أعقاب حالة الطرد لعب منتخبنا الوطني بثقة أكبر مستفيدا من النقص العددي للمنتخب المغربي، بيد أنه في الوقت عينه افتقد للجرأة الهجومية المطلوبة ، ما أتاح للمنتخب المغربي الاستمرارية في امتلاك زمام المبادرة الهجومية مشفوعا بتقارب خطوطه الثلاث التي ظلت متماسكة وسط انتشار جيد في مساحات الملعب.
وسعى لاعبو منتخبنا جاهدين التوغل من العمق وتكثيف التمريرات البينية داخل منطقة الجزاء المغربية بعد انتصاف مدة المباراة ، ولكنهم افتقدوا للنجاعة والفاعلية الهجومية المطلوبة بالرغم من سيطرتهم واستحواذهم على الكرة وتحررهم من ضغط المباراة ككل.
وزج مدرب منتخبنا كارلوس كيروش بورقتي عاهد المشايخي وصلاح اليحيائي بدلا من عبدالله فواز وصلاح اليحيائي في الدقيقة ٧٠ بغية إحكام السيطرة على وسط الملعب، وزيادة الكثافة العددية الهجومية ، وإعطاء حلول أكبر على مستوى صناعة اللعب وبناء الهجمات.
وتحفظ المنتخب المغربي تكتيكيا في أعقاب الطرد ولعب بتوازن أكبر على مستوى خطوطه الثلاث ، مع الاعتماد في بعض الأحيان على الكرات الطويلة المرسلة خلف دفاعات منتخبنا.
وحاول منتخبنا ضرب العمق الدفاعي للمنتخب المغربي، ما حدا بمدرب منتخبنا كارلوس كيروش للدفع بورقة زاهر الأغبري عوضا عن جميل اليحمدي في الدقيقة ٧٦، مستهدفا تنشيط الجبهة الهجومية لمنتخبنا الوطني.
وأندفع هجوم الأحمر بكثافة عددية أكبر بحلول الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء، وسط تقهقر المنتخب المغربي الذي انكمش في خطوطه الخلفية خشية استقبال هدف مباغت من شأنه أن يبعثر جميع الأوراق.
وعكس مجريات اللعب تماما ضغطت المغرب هجوميا بحلول الدقائق الخمس الأخيرة ، واستشعر كيروش حجم الخطر المحدق حول مرماه ما حدا به للدفع بورقة محمود مبروك المشيفري بدلا من أحمد الخميسي وأقحم المنذر العلوي عوضا عن ناصر الرواحي في الدقيقة ٨٥، بهدف إضفاء اتزان تكتيكي أكبر على التشكيلة.
وارتقى مروان سعدان لكرة رأسية عالية مقابلا ركلة ركنية مرفوعة من حمزة الموساوي ، ولكن لحسن الطالع اعتلت العارضة الأفقية في الدقيقة ٨٩.
واحتسب حكم اللقاء الباراجوياني خوان بينيتيز ٥ دقائق كوقت محتسب بدلا من ضائع في الشوط الثاني حملت بين طياتها قذيفة صاروخية بعيدة المدى من مدافع منتخبنا ثاني الرشيدي ولكنها اعتلت الخشبات الثلاث ، ليطلق بعدها الحكم الباراجوياني صافرته النهائية معلنا نهاية اللقاء بالتعادل السلبي.