كتب - عبدالحميد القاسمي:

نظمت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات اليوم لقاءً حول البيانات المفتوحة في نسخته الثانية، ويهدف اللقاء إلى لتعزيز الشفافية وإتاحة البيانات للعامة، ودعم التحول الرقمي والابتكار، وتمكين اتخاذ القرار المبني على البيانات، إلى جانب تطوير القدرات الوطنية في إدارة البيانات ورفع درجة التطور الرقمي للمؤسسات الحكومية.
رعى اللقاء سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي وكيل وزارة الاقتصاد، وبحضور سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات بحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين وممثلي الجهات الحكومية.
بنية معرفية
وصرح حمدان بن محمد العلوي مدير دائرة برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، تسهم البيانات المفتوحة في تحفيز الابتكار وتطوير منتجات تقنية جديدة، وذلك عبر إتاحة البيانات دون قيود قانونية تعيق المبتكرين أو تحد من قدرتهم على تطوير حلول متقدمة، ويستفيد من هذه البيانات مطورو برمجيات الذكاء الاصطناعي، والباحثون في الجامعات والكليات، والمهتمون بالشأن الاقتصادي لدعم قراراتهم الاستثمارية، وتوفر البيانات المفتوحة بنية معرفية تساعد مختلف الشرائح، ثم ابتكار منتجات وتقنيات جديدة تحسن جودة الخدمات وتسد الفجوات القائمة في الأسواق.
تطوير البوابة الوطنية
من جانبه قال عزان بن قيس الكندي الرئيس التنفيذي 'لشركة رحال' أن البيانات تعد اليوم محورًا أساسيًا تعتمد عليه المؤسسات في اتخاذ القرار، وتمثل الدافع الأول نحو المستقبل الرقمي. وقال إن شركة رحال تفخر بكونها الجهة التي تولت إنشاء بوابة البيانات، حيث عمل على تطويرها نحو 20 مهندسا ومبرمجا ومطورا من الكفاءات العمانية الشابة.
وأشار الكندي أن أهمية البوابة تكمن في تعزيز الكفاءة ورفع مستوى الشفافية لدى المؤسسات، كما تمثل محطة أولية للمستثمرين الراغبين في التعرف على البيانات المتاحة في سلطنة عمان والاستفادة منها في تقييم الفرص الاقتصادية.
وأضاف أن اختيار شركة رحال لتنفيذ المشروع يعكس ثقة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ودعمها المستمر للشركات العُمانية في بناء المنصات الرقمية، مؤكدًا أن هذه البوابة ستكون لبنة أساسية في صرح «رؤية عُمان 2040»، بما يعزز الاقتصاد الرقمي ويدعم عملية اتخاذ القرار ودفع مسارات النمو نحو المستقبل.
وصرح أحمد بن محمد الحسني مدير قسم هندسة البرمجيات بالشركة، بأن مجموعات البيانات المتاحة عبر المنصة أصبحت أداة أساسية لفهم ما يجري في مختلف القطاعات داخل السلطنة، فالمعلومات المنشورة مثل بيانات السياحة بحسب المناطق توفر أساسًا موثوقًا يمكن لرواد الأعمال الاعتماد عليه لاستكشاف الفرص التجارية وتحديد المجالات القابلة للاستثمار أو دعم المشاريع القائمة في تلك المناطق.
وأضاف أن هذا النوع من الإتاحة المفتوحة للبيانات يمثل دعما مباشرا للمواطن في اتخاذ القرار الاقتصادي السليم، ويسهم في تمكينه من الوصول إلى مستويات أعلى من النجاح في مشاريعه المستقبلية.
تكريم الجهات الحكومية
وشهد اللقاء تكريم عددٍ من المؤسسات الحكومية المجيدة في البوابة الوطنية للبيانات المفتوحة، تقديرًا لجهودها في نشر وتحديث البيانات وفق معايير الجودة والشفافية، حيث شمل التكريم الجهات المتميزة في أربع فئات رئيسية هي: جودة البيانات والتوثيق، حجم المساهمة، الاستمرارية في التحديث، وسرعة الاستجابة، ويأتي هذا التكريم تعزيزًا لجهود الجهات الحكومية في رفع جودة البيانات وتحقيق الاستدامة في النشر والتحديث على المنصة الوطنية للبيانات المفتوحة.
استعراض التجارب
وتضمّن اللقاء عرض تجارب عدد من المؤسسات الحكومية في مجال البيانات المفتوحة، حيث تم تسليط الضوء على أبرز الممارسات والتحديات في تطوير منظومات إدارة البيانات وضمان تحديثها المستمر، 
كما قدّمت الوزارة عرضًا حول معايير تقييم الجهات الحكومية في مجال البيانات المفتوحة ضمن تقييم التحول الرقمي الحكومي، بهدف تعزيز الالتزام بمعايير النشر والتحديث وتشجيع الجهات على تطوير أدائها.
جلسة نقاشية
واختُتم اللقاء بجلسة نقاشية موسّعة شارك فيها ممثلو مختلف المؤسسات الحكومية، تم خلالها تبادل الخبرات ومناقشة سبل تعزيز التعاون وتوسيع نطاق البيانات المنشورة بما يخدم متخذي القرار والمجتمع البحثي ورواد الأعمال.