ثقافة

مشاركة عُمانية واسعة في معرض يستعيد ذاكرة الفن التشكيلي الخليجي عبر عقوده الخمسة

 

(عمان): تستعد العاصمة السعودية الرياض لاحتضان معرض فني بعنوان 'الفن عبر الخليج العربي' تتقاطع في فكرته الذاكرة الفنية الخليجية مع الحاضر المفعم بالحراك الثقافي، ويقام في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بمعهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان، خلال الفترة من 5 نوفمبر الجاري وحتى 31 مارس من العام المقبل، ويأتي هذا الحدث احتفاء بمسيرة تمتد على مدى عقود من التفاعل والإبداع، وتكريما لرواد الفن التشكيلي الذين أسهموا في بناء الهوية البصرية لمنطقة الخليج وإرساء ملامحها الجمالية الأولى.
ويضم المعرض أكثر من 150 عملا فنيا لسبعين فنانا من مختلف دول مجلس التعاون، من بينهم تسعة من أبرز الفنانين التشكيليين في سلطنة عمان وهم أنور سونيا، وأيوب ملنج، ورابحة محمود، ومريم الزدجالية، وحسين عبيد، وأحمد العدوي، وحسن مير، ورشيد عبدالرحمن، وسيف العامري، ويأتي حضورهم ضمن مشاركة واسعة تعكس تنوع التجارب الخليجية، وتؤكد عمق الروابط الثقافية التي تجمع أبناء المنطقة في فضاء واحد من الإبداع والتعبير الإبداعي الفني.
ويستحضر المعرض ذاكرة ممتدة تشارك فيها ألوان الفنانين ورؤاهم التي عبرت البحر نفسه، تحمل في طياتها حكايات الإنسان والمكان في دول الخليج، كأن المعرض يعيد جمع هذه التجارب تحت سماء واحدة مؤكدا أن الفن ظل لغة مشتركة بين أبناء الخليج، تواصل الأجيال كتابتها بروح الانتماء، وبشغف لا ينطفئ للتجديد والإبداع.
يقدّم معرض 'الفن عبر الخليج العربي' قراءة تأملية لتاريخ الفن التشكيلي الحديث في الخليج منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى التسعينيات، وهي المرحلة التي شهدت بروز اتجاهات فنية متعددة سعت إلى التعبير عن الذات والبيئة والهوية، وتأسيس خطاب بصري حديث متفاعل مع تحولات المجتمع والعالم، حيث صاغ الفنانون الرواد ملامح الحداثة الخليجية، عبر أعمالهم التي جسدت القيم الجمالية المحلية وانفتحت في الوقت ذاته على التيارات الفنية العالمية.
وفي هذا السياق عبّر الفنان التشكيلي حسين عبيد عن تقديره لمبادرة معهد مسك للفنون في تنظيم هذا المعرض، مشيرا إلى أنه 'حدث فني متميز يجمع نخبة من الفنانين الرواد الذين أسهموا بإنتاجهم في تشكيل المشهد التشكيلي الخليجي وتطوره عبر العقود الماضية'، مضيفا أن المعرض 'يشكل نافذة فنية وثقافية استثنائية تتيح للمتلقي فرصة التأمل في أعمال تنبض بالجمال وتعكس ثراء وتنوع الرؤى والأساليب الفنية'.
أما الفنانة مريم الزدجالية، فوصفت المبادرة بأنها 'من أهم المبادرات التي تدعم المبدعين من الفنانين التشكيليين وتحفزهم على الاستمرار في الإنتاج والإبداع'، مؤكدة أن مثل هذه الفعاليات 'تفتح آفاقا جديدة للتعاون الفني والثقافي، وتلهم الأجيال الجديدة المهتمة بالفنون التشكيلية للمضي في دروب التجريب والاكتشاف'.
من جانبه، رأى الفنان أحمد العدوي أن المعرض 'يوثّق تاريخيا جهود الفنانين الرواد الذين كرسوا حياتهم لوضع الأسس الأولى لنهضة الفنون التشكيلية في المنطقة، منطلقين بروح ريادية نحو الإبداع ومواكبة مستجدات الفن الحديث'، مشيرا إلى أن هذه الجهود 'انعكست بصورة مبدعة على تجاربهم التي مزجوا فيها الهوية البصرية الوطنية بآليات التجديد الفني'.