«قانون خاص» لمركبات النقل العام
الأربعاء / 6 / جمادى الأولى / 1447 هـ - 21:34 - الأربعاء 29 أكتوبر 2025 21:34
ما يحدث في الشوارع العامة من حوادث مميتة، تكاد أن تصبح يومية، لا يمكن السكوت عليه، حافلات نقل عام، وشاحنات، وسيارات أجرة تحمل أرواحا بشرية، تتجاوز السرعة القانونية، وتتجاوز من كل الاتجاهات، وتتوقف فجأة أمامك دون أي سابق إنذار، ونتيجة لهذا الاستهتار، ولعدم وجود قانون رادع لمثل هذه الفئة من المركبات، تقع حوادث شنيعة، تزهق نتيجتها أرواح بريئة، لا علاقة لها بالأمر، فقد تدخل شاحنة من الاتجاه المعاكس فجأة في الشارع الآخر، لتحطم المركبات الأخرى، وتقتل بكل برود أشخاصا في مركبة صغيرة قد تكون متوقفة، وذلك بسبب نوم السائق، أو انشغاله بالهاتف، أو استهتاره بتعليمات الطريق.
وقد حصلت حوادث كثيرة سببها شاحنة، لم يكترث سائقها بأرواح الآخرين، لأنه يعتبر نفسه «محصّنا»، ويركب «مدرعة» لا يمكن أن تتأثر، وينجو هو في كل الحالات من العقاب، بسبب التأمين الذي يتحمل كافة التبعات لتلك الحوادث، ولذلك لا يأبه بعض هؤلاء السائقين لأمر السلامة المرورية، ولا يكترثون لمخاطر الطريق، وفي المقابل، كثيرا ما نصادف حافلات نقل عام، تشق الطريق شقا، متجهة إلى دول الجوار، أو تحمل عمالا لمقار شركاتهم، سائقوها يسابقون الريح، ويتجاوزون بكل استهتار السيارات الأخرى، غير مبالين بالأرواح التي يحملونها، ولا بأرواح راكبي المركبات الأخرى، وذلك من أجل الوصول باكرا للموقع، والعودة إلى منازلهم.
كما أن بعض سائقي سيارات الأجرة يفعلون مثل نظرائهم، بتجاوزهم السرعة القانونية، واستهتارهم بأرواح الركاب الذين معهم، وتوقفهم المفاجئ لإنزال، أو تحميل راكب جديد، غير مبالين بمن خلفهم، وغير آبهين لما قد يحدث لهم، ولغيرهم، أضف إلى هؤلاء الفئات الثلاث، فئة أخرى تحمل أرواحا بريئة، وهي فئة الحافلات المدرسية، أو الحافلات التي تقوم بتوصيل الطلبة إلى كلياتهم، حيث لا يلتزم بعضهم بقوانين المرور، وتراه يتجاوز من خارج الخط الأصفر، أو يتعدى السرعة القانونية، وقد يقوم سائق حافلات الطلبة الصغار بإنزالهم بشكل غير آمن، وباستهتار غريب، وكم من حادث دهس وقع بسبب نزول الطفل، من الجهة المغايرة لجهة منزله، ومن ثم تتحرك الحافلة قبل أن يؤمن السائق وصول الطالب إلى بيته، أو لا ينتبه إلى مرور الطالب من أمام السيارة، ويحدث بذلك ما لا يحمد عقباه.
إن تفعيل قانون مروري خاص لأصحاب الحافلات، والشاحنات، (ومن في حكمهم)، من مركبات النقل العام، يعتبر ضرورة ملحة، حفاظا على سلامة الآخرين، كما أن تغليظ العقوبات، والغرامات، وتشديد القوانين في هذا الشأن، بات أمرا مطلوبا، كما أن تخصيص طرقات للشاحنات بعيدا عن الطرق العامة، يعتبر حلا لمشكلة الحوادث التي يتسبب بها بعض السائقين المستهترين، الذين يرون أن السياقة هي فرد عضلات، قبل أن تكون فنا، وذوقا، وأخلاقا.