افتتاحية
الأربعاء / 29 / ربيع الثاني / 1447 هـ - 10:03 - الأربعاء 22 أكتوبر 2025 10:03
يتأمل كُتّاب هذا العدد في النماذج التي ينتظم بها عالمنا وننظم بها معرفتنا بالعالم وظواهره، سواء كانت تلك الأنظمة مبنية على معرفة شعبية متوارثة أو مناهج علمية حديثة. فيُعرفنا د. إسحاق الشعيلي على «حساب الدرور»، وهو النظام الفلكي العماني لحساب السنة ومواسمها، ليس عبر تتبع الشمس والقمر، بل عبر الاسترشاد بالنجوم. بالمقابل تدعونا سارة جيوردانو، في مقال ترجمه أحمد شافعي، إلى إعادة النظر في فكرة «الموضوعية العلمية»، مجادلة بأن المؤسسة العلمية - وكأي نشاط بشري - تتأثر بقيم وتوجهات المشتغلين فيها.
وبالتوازي مع الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لهذا العام (ولعلنا نؤجل موضوع نقدها لمناسبة أخرى)، يعطينا د. سعد السامرائي لمحة عن الإنجاز الطبي الذي كرم الاكتشافات الرائدة المتعلقة بمبدأ التحمّل المناعي المحيطي، الذي يمنع الجهاز المناعي من الإضرار بالجسد الذي وُجد لحمايته. فيما يكتب د. مازن العبيدي حول جائزة نوبل في الكيمياء التي كرمت العلماء الذين شُغلوا بتصميم المواد على المستوى الذري لخدمة أهداف بيئية وصناعية، كحصاد الماء من الهواء.
من الاستجابة لتغريد العصافير إلى استشعار الماء الجاري وأصوات الحشرات، يستكشف د.سيف الخميسي قدرة النباتات على استشعار الأصوات وضبط أنشطتها الحيوية وفقها. ويستقي لنا د. معمر التوبي من تجربته ليخبرنا كيف تتحول المخلفات إلى مصدر للطاقة.
وبينما نتعلم «قراءة» لغات الطبيعة، أصبحنا، كما يناقش بيشوي قليني، قادرين على «كتابة» لغة الحياة نفسها عبر أدوات تعديل الجينوم المبنية على الذكاء الاصطناعي. لكن هذه القوة التقنية تطرح أسئلة ملحة حول الصالح العام، وهو ما يتناوله أبيلو ألميدا في مقال ترجمه بدر الظفري، متسائلا: إن كانت خوارزميات اليوم تعمل حقًا لمصلحة الإنسان. وفي خضم هذا الواقع الرقمي المركزي، يقدم لنا المعتصم الريامي بصيص أمل تمنحه تطبيقات بديلة تُصمم لخدمة الجماهير. ولا تكمن أهميتها في أنها تتجاوز الرقابة فحسب، بل وتعمل في أسوأ الظروف التي قد تفرضها السلطة كقطع الاتصالات والإنترنت.
نوف السعيدي محررة الملحق