وتمت تبرئة الكيان الصهيوني... ولا عزاء للأبرياء
الثلاثاء / 21 / ربيع الثاني / 1447 هـ - 20:14 - الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 20:14
وبهذا الثناء الكبير على مجرم الحرب والكيان الصهيوني استطاع الرئيس الأمريكي أن يوجه رسالة للداخل الإسرائيلي وللعالم أن نتنياهو ودولته المارقة خارج حسابات المساءلة عن جرائمها المرعبة في قطاع غزة وبالتالي على العالم أن يطوي هذه الصفحة ويبدأ بعهد جديد بشر به ترامب في الشرق الأوسط يسمى -الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد-.
ولم تخلُ هذه القمة أيضاً من أجواء احتفائية بشخص الرئيس دونالد ترامب، ودوره المحوري في إيقاف هذه الحرب، مع الكثير من عبارات الإطراء في حقه بصفته رجلاً يحمل رؤية للسلام والاستقرار في المنطقة، متناسين أن الولايات المتحدة منذ بداية هذه الحرب وآخرها قبل أسبوعين وفي عهد الرئيس ترامب ـ صانع السلام ـ رفعت حق النقض - الفيتو - في مجلس الأمن للمرة السادسة في عامين، لمنع المجلس من إصدار قرار بوقف الحرب والإبادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الصهيوني في غزة.
وبطرح لا يستند على واقع أو منطق أو قانون ـ حتى الآن على الأقل ـ
وكذلك انفصام تام عن حقيقة الشعب الفلسطيني وكفاحه منذ العام ١٩٤٨م، وقبل هذا التاريخ، لاستعادة حقه التاريخي والمشروع في أرضه.
فبعد ارتقاء ما يقارب ٦٨ ألف شهيد، وما يقارب ١٠ آلاف مفقود، وأكثر من ١٧٠ ألف جريح ـ أغلبهم من النساء والأطفال ـ وتدمير تام لـ ٣٠٠ ألف مبنى، وتدمير جزئي لما يقارب ٢٠٠ ألف مبنى، يأتي الرئيس ترامب ليشكر الدول العربية والإسلامية على التزامها بإعادة إعمار غزة، والتي تقدر حسب المبادرة المصرية والبنك الدولي بأكثر من ٥٠ مليار دولار، وقد تصل حسب بعض التقديرات لخبراء اقتصاديين إلى ما يقارب ٨٠ مليار دولار، دون حتى المساهمة أو المشاركة الرمزية للكيان الصهيوني في التعويض عن هذه الجرائم، في سابقة لم تحدث في التاريخ الحديث.
لقد أضاع النظام الرسمي العربي الفرصة التاريخية، المتمثلة في الزخم الشعبي العالمي غير المسبوق لنصرة الحق والقضية الفلسطينية، بعد أن أتضحت الصورة الحقيقية لشعوب العالم، بكشفها لزيف السردية الصهيونية، التي استطاعت وسائل الإعلام الغربية والمنظمات الصهيونية بثها في هذه المجتمعات لعقود طوال، وذلك برهن قراره تجاه القضية الفلسطينية بيد دوائر صنع القرار، في الولايات المتحدة والغرب، وصمته عن ما جرى للشعب الفلسطيني في غزة من مجازر وإبادة جماعية على مدى عامين، حتى أتى الرئيس ترامب وأنقذ هذا النظام العربي أمام شعوبه ـ على الأقل ـ بإعلانه وقف الحرب في غزة، حتى وإن كان ذلك من خلال تدويل القضية الفلسطينية، وإفلات المجرمين من العقاب، ولا عزاء للأبرياء.