ترامب يهدد برسوم إضافية 100% على الصين ويلمح لإلغاء لقائه مع الرئيس الصيني
السبت / 18 / ربيع الثاني / 1447 هـ - 17:03 - السبت 11 أكتوبر 2025 17:03
عواصم. 'وكالات' : أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين، ولوح بإلغاء قمة مع نظيره الصيني شي جينبينغ، في خطوة تنذر بإشعال حربه التجارية مع بكين من جديد على خلفية فرضها قيودا إضافية على تصدير المعادن النادرة.
وقال ترامب إن الرسوم الجديدة بالإضافة إلى ضوابط التصدير الأميركية على 'أي من وكل البرمجيات الأساسية' ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الأول مننوفمبر، ردا على تدابير بكين التي اعتبرها 'العدوانية جدا'.
وأضاف في منشور على منصته تروث سوشال 'من المستحيل أن نصدق أن الصين ستقدم على مثل هذا الفعل ولكنهم فعلوا ذلك، والباقي معروف'.
وتراجعت أسواق الأسهم مع تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3.6 % ومؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 2.7 %.
وفي مايو، توصلت واشنطن وبكين إلى اتفاق يهدف إلى تهدئة التوتر، قضى بخفض الرسوم الجمركية موقتا إلى 30% على المنتجات الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، و10% على السلع الأميركية المستوردة إلى الصين.
وجاء تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية في منشور مفاجئ مطول على منصته تروث سوشال، قال فيه إن الصين أرسلت خطابات إلى دول حول العالم توضح بالتفصيل ضوابط التصدير على المعادن النادرة، والعناصر الأرضية النادرة أساسية في تصنيع كل شيء، من الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية إلى المعدات العسكرية وتقنيات الطاقة المتجددة، وتُهيمن الصين على إنتاج ومعالجة هذه المواد على مستوى العالم.
بعد ذلك، ألقى بظلال الشك على خططه للقاء شي جينبينغ في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في وقت لاحق هذا الشهر.
وكان يُفترض أن يكون هذا أول لقاء بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية في يناير.
وكتب 'كان من المقرر أن ألتقي بالرئيس شي جينبينغ بعد أسبوعين في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية، لكن يبدو الآن أنه لا يوجد سبب لذلك'.
وصرح ترامب لاحقا للصحافيين في المكتب البيضوي بأنه لم يلغِ الاجتماع، وقال 'لم أُلغِ الاجتماع، لكنني لا أعرف ما إذا كنا سنعقده لكنني سأكون هناك بغض النظر عن ذلك، لذا أفترض أننا سنعقده'.
وقال الرئيس الأميركي إنه لا يفهم سبب قرار الصين التحرك الآن وأضاف 'أمور غريبة جدا تحدث في الصين! إنهم يصبحون عدائيين جدا'.
وأشار ترامب إلى أن دولا أخرى اتصلت بالولايات المتحدة معبرة عن غضبها من 'العداء التجاري الكبير' من جانب الصين، 'والذي ظهر فجأة'.
كما اتهم بكين بـ'التربص' رغم ما اعتبره ستة أشهر من العلاقات الجيدة والتي شهدت تقدما ملحوظا في وضع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة تحت إشراف أميركي وفقا لما يقتضيه قانون أقره الكونغرس العام الماضي.
وجاءت فورة غضبه بعد أسابيع فقط من حديثه عن أهمية لقاء شي في قمة ابيك، وإعلانه عزمه زيارة الصين العام المقبل.
وخاضت واشنطن وبكين حرب رسوم جمركية متبادلة في وقت سابق هذا العام أثارت مخاوف من توقف التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.
واتفق الجانبان في النهاية على تهدئة التوترات، لكن الهدنة كانت هشة.
فقد صرح ترامب الأسبوع الماضي أنه سيضغط على شي بشأن مشتريات فول الصويا الأميركي، في وقت يواجه المزارعون الأميركيون الذين كانوا شريحة رئيسية في فوزه بانتخابات 2024، تداعيات حروبه التجارية.
وكانت الصين أعلنت في وقت سابق أنها ستفرض رسوما 'خاصة' على السفن الأميركية في موانئها ردا على إجراءات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة في أبريل الماضي، وأعلنت هيئة مراقبة الاتصالات الأميركية أنها نجحت في إزالة 'ملايين' السلع الصينية المحظورة من منصات التجارة، وقال رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية برندان كار على إكس إن 'الحزب الشيوعي الصيني يشارك في جهود متعددة الجوانب لزرع أجهزة غير آمنة في منازل الأميركيين وشركاتهم'.
وعلى الجانب الاخر، قالت وزارة النقل الصينية إن السفن التي تملكها أو تشغلها شركات وأفراد أمريكيون أو تلك التي بُنيت في الولايات المتحدة أو التي ترفع العلم الأمريكي ستواجه رسوم موانئ إضافية على كل رحلة ابتداء من 14 أكتوبر، وأضافت الوزارة أن هذه الرسوم هي إجراء مضاد لرسوم الموانئ التي ستفرضها الولايات المتحدة على السفن المرتبطة بالصين اعتبارا من يوم الثلاثاء أيضا.
وتشير البينات الى تواجد عدد قليل نسبيا من السفن أمريكية الصنع أو التي ترفع العلم الأمريكي ولها نشاط تجاري دولي، لكن محللين يقولون إن بكين ستستهدف مزيدا من السفن بفرض ضرائب على الشركات التي تمتلك 25 بالمئة أو أكثر من الأسهم أو المقاعد في مجالس إدارات صناديق استثمارية مقرها الولايات المتحدة.
وأبلغت شركة الشحن الأمريكية ماتسون عملاءها بأنها تخضع لرسوم الموانئ الصينية الجديدة وأنها لا تعتزم تغيير جدول خدماتها.
وأشار لارس ينسن، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات فيسبوتشي ماريتايم عبر لينكد إن، إلى أن من المرجح أيضا أن تتأثر شركة أمريكان بريزيدنت لاينز التابعة لمجموعة سي.إم.إيه-سي.جي.إم، ومقرها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى شركة زيم، ومقرها إسرائيل، التي يبدو أن أكثر من 25 بالمئة من أسهمها مملوكة لكيانات أمريكية.
وأضاف ينسن، الخبير في شحن الحاويات أن رسوم الصين ربما تطبق أيضا على السفن المملوكة لشركة سيسبان التابعة لبوسيدون، ومن الممكن أن يكون لهذا تأثير كبير، إذ يعني أن أكثر من 100 سفينة تملكها شركة سيسبان وتستأجرها مجموعة من كبرى شركات الشحن البحري، ستخضع الآن لرسوم في الصين إلى جانب الرسوم المفروضة في الولايات المتحدة على السفن المبنية في الصين'.
واعتبارا من 14 أكتوبر الجاري أيضا، سيتعين على السفن المبنية في الصين أو التي تديرها أو تملكها كيانات صينية دفع رسوم في أول ميناء تتوقف فيه بالولايات المتحدة.
وفي بيان آخر، قالت وزارة التجارة الصينية إن الإجراءات المضادة التي اتخذتها بكين دفاع 'مبرر' عن النفس يهدف إلى ضمان العدالة في أسواق الشحن وبناء السفن العالمية.
وعلى مدى العقدين الماضيين، قفزت الصين إلى المركز الأول في صناعة السفن إذ تتولى أكبر أحواضها بناء سفن تجارية وعسكرية على حد سواء.
وقد يكون للرسوم الصينية على السفن الأمريكية ضرر أقل على الولايات المتحدة من الرسوم الأمريكية التي ستُفرض على عدد كبير من السفن الصينية.