أعمدة

بناء المجتمعات الواعية

يمثل الملتقى الشبه إقليمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية تحت عنوان «تمكين العقول في عصر الذكاء الاصطناعي»، والذي تنظمه اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمات اليونسكو والألكسو والإيسسكو وبعض النقابات الصحفية والمختصين على مدى ثلاثة أيام، لفتة فاصلة في مسار تنوير العقل المجتمعي في ظل التقنيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة التي تمثل التحدي الأهم في معركة الوعي اليومي الذي يتقدم على كثير منها خلال وقتنا الراهن.

وأهمية هذا الملتقى تكمن في أنه يبحث عبر متحدثيه وأوراق العمل التي تطرح في جلساته مسارات تلامس الاحتياج اليومي في عصر الرقمنة وتحدد نقاط التحدي التي نحتاج أن يتوقف عندها الإعلام في رسالته التي تثقل بالصعوبات اليومية، وأهمية أن يكون هذا الإعلام نقيا في إيصال المعرفة للأفراد، أكان إعلامًا رسميًّا أو خاصًّا من خلال تدفق المعلومات من مصادرها.

الدراية المطلوبة تهدف إلى تقديم الحقائق الناصعة إلى المجتمع دون تضليل، مرتكزا على غرس ذلك في العقول الناشئة وتمكينها من التعاطي مع الأحداث من خلال مسارات التعليم والخطاب الديني وتأهيل الشباب في صناعة المحتوى الذي يعزز المعلومة الإعلامية الصحيحة والاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الوعي المعلوماتي الذي يخدم رسالة الإعلام وآثار تغييب وتضليل المعلومة في الرسالة الإعلامية وأهمية هذه التطبيقات في تطوير العملية التعليمية، إلى جانب المسار الأمني الذي يتكامل مع السابقة وضرورة الاندماج كشعوب واعية في الطفرة الرقمية وتنفيذ استراتيجيات تعزيز الدراية الإعلامية ومراجعتها بين الفينة والأخرى لقياس مدى تقدم الوعي العقلي لدى أفراد المجتمع وكيف يمكن تطوير هذا المشروع كاحتياج خلال الفترة القادمة، وأن يكون هناك دليل استرشادي لكل تلك الجهود توضع من خلاله قواعد العمل يحقق طريق التقدم.

اليوم أصبحت المجتمعات أمام تحديات أعمق من السابق والأمية تقاس بقلة الاندماج في الرقمنة والتعاطي مع المستجدات المتلاحقة مما يعزل الفرد منا الذي لا يندمج مع هذا التسارع وملاحقة الأحداث والتعاطي معها.

هذا الملتقى نحتاج له سنويا في ضبط تعاطينا مع التعليم والأمن والخطاب الديني وتعزيز استفادة الفرد من المعلومات الهائلة وذلك عبر الرسالة الإعلامية الصادقة التي تقوم بدور الوعي الإلزامي وليس الاختياري، وضرورة أن تكون لدينا خطة عمل وقياس مدى نجاحها من عام إلى آخر حتى نستكمل بناء هذه الرسالة عبر المنظومة الإعلامية وتوجيه العقول المجتمعة إلى الاستفادة من المعطيات اليومية.

فلم تعد المجتمعات منغلقة على نفسها بل منفتحة على مجتمعات متنوعة لنعيش معا في قرية صغيرة جدًا، نتبادل فيها الخبرات والمعلومات.

وتبقى التحديات التي تضلل المعلومة قائمة تتصدى للحقائق وتشتت هذه العقول التي نحاول من خلال الإعلام تصويبها إلى جادة الواقع.