العرب والعالم

غارات إسرائيلية «هستيرية» على غزة رغم دعوة ترامب لوقف القصف

المجتمع الدولي متفائل بوضع حد نهائي لمعاناة غزة

 

حماس جاهزة لتبادل الأسرى ونتنياهو تحت الضغط

الأراضي الفلسطينية «وكالات»: يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة في قطاع غزة ولا سيما في الشمال الذي اعتبره «منطقة قتال خطيرة» على الرغم من دعوة الرئيس الأمريكي لوقف القصف، فيما قالت حركة المقاومة (حماس): إنها جاهزة للبحث في تفاصيل الإفراج عن الأسرى. 

من جانبها، طالبت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة بإنهاء الحرب على الفور بعدما حث ترامب إسرائيل على وقف القصف إثر موافقة حماس على إطلاق سراح جميع الأسرى. 

وقال الدفاع المدني في غزة: إن إسرائيل شنّت عشرات الضربات خلال الليل على مدينة غزة حيث أفاد عدد من المستشفيات باستقبال قتلى وجرحى. 

وذكرت السلطات المحلية أن ستة أشخاص استشهدوا بنيران إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة. وأفادت طواقم طبية وسلطات محلية أن أربعة أشخاص استشهدوا في غارة إسرائيلية على منزل بمدينة غزة، بينما استشهد شخصان آخران في ضربة أخرى على خان يونس في الجنوب. 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن المنطقة الواقعة شمال وادي غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة محرضا السكان على المغادرة. 

وأضاف: «قوات الجيش الإسرائيلي لا تزال تُطوّق مدينة غزة.. في أي مكان في القطاع - حتى في جنوبه». 

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش انتقل إلى التموضع الدفاعي في غزة بعد اتصال ترامب، على الرغم من أن الجيش لم يؤكد ذلك. 

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم أن إسرائيل تتأهب «لتنفيذ فوري» للمرحلة الأولى من خطة ترامب بشأن غزة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بعد رد حماس. 

وبعد فترة وجيزة، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القيادة السياسية في إسرائيل أصدرت تعليمات للجيش بتقليص النشاط الهجومي في غزة. 

ووجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تعليمات للقوات في بيان بتعزيز الجاهزية لتطبيق المرحلة الأولى من خطة ترامب، دون ذكر شيء حول تقليص النشاط العسكري في غزة. 

وأكد قيادي في حماس اليوم أن الحركة «أبلغت الوسطاء أنها جاهزة للبدء الفوري بتنفيذ التبادل (بين الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل) عندما يتم الاتفاق مع الاحتلال لتهيئة الظروف الميدانية». 

وأضاف القيادي طالبا عدم الكشف عن هويته: «نحن جاهزون لبدء مفاوضات فورا لاستكمال كافة القضايا». ولم تأتِ حماس على ذكر نزع سلاحها وخروج مقاتليها من قطاع غزة في نهاية الحرب وهما من البنود الرئيسية في خطة ترامب، عندما أعلنت الجمعة موافقتها على الإفراج عن الأسرى. 

وفيما تريد حماس أن يكون لها رأي في مستقبل القطاع، أكد قيادي في الحركة أن مصر وهي من بين الوسطاء إلى جانب قطر والولايات المتحدة، «سوف تبدأ قريبا بالتحضيرات والدعوة لاستضافة ورعاية حوار فلسطيني فلسطيني شامل حول الوحدة الفلسطينية ومستقبل غزة بما في ذلك إدارة قطاع غزة من خلال لجنة أو هيئة مستقلة مكونة من كفاءات مستقلة لإدارة القطاع بشكل مؤقت إلى حين توحيد السلطة في كافة الأراضي الفلسطينية». لكن خطة ترامب تدعو إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى خلال 72 ساعة، وانسحاب إسرائيل تدريجا من غزة، ونزع سلاح حماس والفصائل الأخرى التي «لن يكون لها أي دور في حكم غزة»، وأن تتولى إدارة القطاع هيئة تكنوقراطية تُشرف عليها سلطة انتقالية برئاسة ترامب نفسه. 

وردا على المقترح، أعلنت حماس الجمعة «موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب، مع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، وفي هذا السياق تؤكد الحركة استعدادها للدخول فورا من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك». 

وقال ترامب لاحقا على موقع «تروث سوشال»: إنه يعتقد أن حماس مستعدة «لسلام دائم. يجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا، حتى نتمكن من إطلاق سراح الرهائن بسرعة وأمان». 

وردا على موقف ترامب، أعلن مكتب بنيامين نتنياهو أن إسرائيل «تستعد للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من الخطة لإطلاق سراح جميع الأسرى». 

وقال منتدى الرهائن وعائلات المفقودين في بيان: «إن مطلب الرئيس ترامب بإنهاء الحرب فورا أساسي لتجنب تعرض الرهائن لأضرار خطرة ودائمة.. نناشد رئيس الوزراء البدء فورا بمفاوضات مجدية وسريعة لإعادة الرهائن». 

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد على منصة إكس: «الرئيس ترامب محق بأن ثمة فرصة حقيقية للإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب. وعلى إسرائيل أن تعلن عن انضمامها إلى المباحثات التي يقودها ترامب لوضع التفاصيل النهائية للاتفاق». 

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل اليوم: إن «الوضع خطير جدا في مدينة غزة». وأضاف: «كانت ليلة عنيفة جدا، نفذ خلالها الاحتلال عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي على مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع.. الاحتلال دمر أكثر من 20 منزلا ومبنى في غزة الليلة الماضية». واستقبل مستشفى المعمداني أربعة شهداء وعددا من الجرحى أصيبوا في غارة على منزل بحي التفاح. 

وفي الجنوب، أكد مستشفى ناصر في خان يونس استشهاد طفلين وإصابة ثمانية أشخاص في غارة بمسيرة على خيمة في المواصي التي تصفها إسرائيل بأنها «منطقة إنسانية». 

وأفاد في منطقة المواصي بسماع صيحات «الله أكبر» انطلقت من خيام النازحين مع ورود أنباء رد حماس. 

وقالت سماح الحو: «أول ما قرأت الخبر وسمعت التهليل توترت واقشعر جسدي، وجاءني شعور أنه يا الله أخيرا فرجت علينا، أخيرا سوف تقف الحرب وتقف الإبادة ونستطيع النوم بأمان وبدون خوف!». 

وأضافت: «ننتظر انتهاء كافة المفاوضات وإعلان وقف الحرب نهائيا لتكتمل الفرحة». 

ورحب محمود أبو شمالة (49 عاما) الموجود في المواصي «بإعلان حماس وإعلان ترامب وإعلان إسرائيل، كلها إعلانات مفاجئة جدا لنا.. وقف الحرب حلم تمنيت تحقيقه.. منذ عامين وإسرائيل تدمر كل شيء، قتل ومجازر وتدمير فوق الأرض وتحت الأرض وعربدة لا مثيل لها في التاريخ». 

لكنه أضاف: إن «القلق والخوف موجود لدينا بأن إسرائيل ستأخذ الأسرى المحتجزين في غزة ثم تخرِّب الاتفاق.. أعتقد أن إسرائيل لن تلتزم به». 

وفي مدينة غزة، قالت جميلة السيد (24 عاما) الباقية في حي الزيتون: إن «إعلان ترامب كان مفاجئا جدا لي، لأنه دائما منحاز لإسرائيل.. لكن القصف كان عنيفا طوال الليل.. كان انتقاميا.. والانفجارات هائلة بسبب تفجير ريبوتات مفخخة في الزيتون وتل الهوى». 

من جانبه، قال سامي عدس (50 عاما) المقيم في خيمة قرب مستشفى الشفاء: «هذا يوم فرح، يوم عظيم، تعبنا وانهارت قوانا .. أفضل شيء أن الرئيس ترامب نفسه أعلن وقف النار ولن يستطيع نتنياهو أن يفلت هذه المرة». 

كذلك، أثارت تطورات الجمعة ردود فعل متفائلة من المجتمع الدولي، بما في ذلك من قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك من قطر ومصر والأردن. 

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: إن المنطقة أمام «فرصة حيوية لوضع حد بصورة نهائية للمجزرة والمعاناة في غزة». وأعرب عن أمله بنهاية للحرب «يليها نهوض وإعادة إعمار، عملا بالحقوق الإنسانية الدولية والقانون الإنساني، ولحل دولتين نحن بأمس الحاجة إليه».