السياسة العمانية.. رؤية شاملة للسلام والتنمية
الاحد / 5 / ربيع الثاني / 1447 هـ - 21:30 - الاحد 28 سبتمبر 2025 21:30
عكست كلمة سلطنة عُمان أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المبادئ والأسس التي تمثل مرتكزات سياستها الخارجية القائمة على نهج السلام العادل، كقاعدة راسخة لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية؛ حيث لا يمكن أن تزدهر الدول أو تنهض الشعوب في ظل النزاعات والحروب.
والسلام، عبر الأزمنة، يظل قيمة عليا تتطلع إليه البشرية في سعيها لتحقيق الرخاء والعدالة. وحين يضطرب الاستقرار، تتعرض الكرامة الإنسانية للتهديد وتتضاءل فرص التقدم، مما يجعل من الدفاع عن السلام العادل مسؤولية يتحمّلها المجتمع الدولي بأسره. وقد أكدت سلطنة عمان أن السلام يشكل ضرورة لبناء عالم أكثر توازنا وأمنا، وذلك من خلال تغليب صوت العقل والدعوة إلى الحوار، كمسار يضمن تحقيق العدالة والإنصاف للشعوب.
وانطلاقا من هذه المبادئ، دعت عُمان إلى إنهاء الاحتلال ورفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، ترسيخا للعدالة، وتجسيدا لاحترام قرارات الشرعية الدولية والمواثيق الأممية.
وفي هذا السياق، شددت سلطنة عمان على أن استمرار إسرائيل في تجاهل القانون الدولي، والمضي في سياسة الحصار والإبادة، يقوّض مصداقية النظام الدولي، ويدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار؛ لذلك لا بد من إيجاد حل عادل وشامل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، ويقوم على تنفيذ حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد نحو سلام دائم ينهي عقودا من الصراع والتشريد.
ولا شك أن التحديات التي يشهدها العالم اليوم تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية تتطلب وقفة صادقة، وتمسكًا جماعيًّا بمبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وبالمرتكزات الراسخة لميثاق الأمم المتحدة، وتفعيل دور المؤسسات الأممية في أداء مهامها، خاصة في ترسيخ السلم والأمن، ونشر التنمية المستدامة، وتعزيز ثقافة التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب.
كما أن الأمم المتحدة يجب أن تستعيد ثقة العالم بقدرتها على تحقيق التوازن والعدالة، والاضطلاع بدور أكثر فاعلية في مواجهة النزاعات، ومعالجة الأزمات؛ فبناء عالم أكثر أمنًا وعدالة، لا يمكن أن يتحقق دون تغليب الحوار، واحترام سيادة الدول، والعمل المشترك من أجل خير البشرية جمعاء. إن الرؤية العُمانية للسلام لا تقف عند حدود دعم الاستقرار ودرء مخاطر الحروب، فهي تمتد إلى تبنّي نهج تنموي يعزز من مقومات بناء مجتمعات مزدهرة. وأولت هذه الرؤية أهمية خاصة للتعليم والصحة وتمكين الشباب والتحول الرقمي والطاقة النظيفة، كركائز أساسية لأي مشروع حضاري معاصر، يُعلي من قيمة الإنسان ويُمكنه من استثمار طاقاته وتحقيق آماله وتطلعاته، حيث تؤمن سلطنة عمان بأهمية الاستثمار في الشباب وتحصينهم بالعلم والمعرفة، وإعطائهم الفرص فهم القوة الدافعة للابتكار والنماء والاقتصاد المعرفي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.