العرب والعالم

القصف يحاصر المدنيين ويجبر مستشفيات على الإغلاق مجزرة اسرائيلة وعشرات الشهداء في سوق فراس شرق غزة

 

الأراضي الفلسطينية .وكالات': توغلت القوات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة اليوم وقتلت عشرات الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من القطاع فيما تواصل هجومها على مدينة غزة حيث اضطر مئات آلاف الأشخاص إلى الفرار وتهديد حياة الذين بقوا هناك على أمل أن يؤدي الضغط المتزايد على إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى عدم فقدان منازلهم.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصلإنّ '40 شهيدا، بينهم 9 أطفال و6 نساء على الأقل، ارتقوا شهداء فجر اليوم جراء مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في منطقة سوق فراس شرق مدينة غزة'.
وأشار الدفاع المدني إلى عدة عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي خلال ليل الثلاثاء الأربعاء، ركزت بشكل رئيسي على مدينة غزة، وكذلك في جنوب القطاع بين رفح وخان يونس.
وفي مدينة غزة، استشهد سبعة أشخاص على الأقلّ في ثلاث غارات جوية استهدفت مستودعا تابعا للبلدية وخياما تؤوي نازحين في سوق فراس بوسط المدينة.
وأظهرت لقطات بعد الهجوم مشهد دمار واسع، حيث كان الفلسطينيون يمشّطون أكوام الركام والمعادن الملتوية بحثا عن أثر للحياة، بينما حمل رجلان جثمانا ملفوفا ببطانيات ممزقة.
جثت نساء باكيات على ركبهنّ، لتوديع أحبائهن للمرة الأخيرة، محتضنات الجثامين المكفنة. وقد وُضعت على الأقل ست جثامين على الأرض، من بينها كفنان يبدوان بحجم طفل.
وروى محمد حجّاج الذي فقد أقاربه في القصف 'الناس كانوا نيامى في أمان الله، واستفقنا على أصوات ثلاثة انفجارات عنيفة..' ويوضح أنهم أتوا ليتفقدوا آثار الضربات هذه ليجدوا حجم الدمار الهائل و'أطفالا ونساء مقطّعين (لأشلاء). منظر يرثى له!'
وقال ثائر صقر (39 عاما) اليوم إنه غادر حي الشيخ رضوان في مدينة غزة مع زوجته وأطفاله وأخته متجها جنوبا. وأضاف 'الدبابات على الطريق الساحلي... أطلقت النار علينا، واستشهدت أختي'.
وأضاف صقر أنه عاد إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة وقال 'لن أغادر، حتى لو قتلونا جميعا.
وقال محمود الدريملي (44 عاما) الذي نزح من حيّ الصبرة في جنوب المدينة مع عائلته ليقيم في خيمة في ساحة السرايا في حي الرمال في غربها 'رأيت دبابات تطلق النار في الهواء وأحيانًا على الناس، شعرت أن موتي اقترب'.
وأشار الدريملي إلى أنه شاهد دبابات في أحياء تل الهوا والصبرة، وكذلك على أطراف حي الرمال.
وقال سامي حجاج 'نايمين بأمان الله والساعة واحدة ونص تقول حزام ناري ثلاثة انفجارات ورا بعض، وزي ما أنت شايف دمار وخراب وييجي 17 أو 18 شهيد، نايمين بأمان الله ، لا بلغونا ولا قالولنا ولا حتى أعطونا إشارة'.
وأضاف 'شيء مفاجئ زي ما أنت شايف الدمار والخراب وأطفال ونساء حوالي يمكن 200 نفر، يمكن ست أو سبع عائلات، هذا المربع مليان عائلات'.
وفي ضاحية تل الهوى بالمدينة، دخلت الدبابات مناطق مأهولة فحبست الناس في منازلهم، بينما شوهدت دبابات أخرى متمركزة قرب مستشفى القدس. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة الأكسجين التابعة للمستشفى تضررت.
وقال شهود ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الدبابات تقدمت أيضا إلى مسافة أقرب من مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس أطلقوا النار من داخل المستشفى، وهو ما نفته الحركة.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة والذي تديره حماس، في إشارة إلى عدة مداهمات سابقة شنتها القوات الإسرائيلية 'نخشى أن تكون هذه الأكاذيب مقدمة لاقتحام جديد للمستشفى أو أي مستشفى آخر، وهو مرفوض تماما ومخالفة واضحة وصريحة لمبادئ القانون الدولي'.
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات جوية مشوشة، تُظهر على ما يبدو إطلاق نار من نافذتين. ولم يرد الجيش بعد على استفسارات حول كيفية التأكد من أن مقاتلين من حماس هم من أطلقوا النار، ومن كانوا يستهدفون.
وقال مسؤول أمني في حماس إن 'عصابات إجرامية' أطلقت النار على المستشفى من خارج المجمع.
وتلقت إسرائيل تنديدا دوليا واسع النطاق بسبب سلوكها العسكري في غزة الذي تقول السلطات الصحية في القطاع إنه أسفر عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وانتشار المجاعة.
ودفع الإحباط الدولي الناجم عن حرب غزة بعض حلفاء إسرائيل والولايات المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية هذا الأسبوع. وتراجع التأييد للحرب داخل إسرائيل التي لا يزال لها 48 رهينة محتجزة في غزة، يعتقد أن 20 منهم أحياء، بالإضافة إلى مقتل 465 جنديا في القتال.