عمان الثقافي

هل قلت تريد ثورة؟ دانيال شيرو.. والقراءة البانورامية للثورات الحديثة

 

سيف بن عدي المسكري -

صدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر ترجمة لكتاب «هل قلت تريد ثورة؟ المثالية الراديكالية وعواقبها الوخيمة» للمؤرخ والكاتب الأمريكي دانيال شيرو (بيروت 2025م). جرت العادة حين مراجعة الكتب إعطاء نبذة عن جوهر الكتاب ومجاله أو إلمامة بخلفية المؤلف واهتماماته، غير أننا هنا سنكسر هذا النمط بالإشادة بالمترجمين مجد أبو عامر ويارا نصار، فبعد نجاح مشروعهما الأول الذي ترجما فيه كتاب «الدولة العربية معضلات التشكل المتأخر» لأدهم صولي (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 2024)، جاء هذا الإصدار ضمن هذا النطاق في الاهتمام والمثابرة على نقل الدراسات الحديثة إلى الفضاء العربي، على أمل ألا يتوقف هذا النشاط لثنائي جمعهما التعلق بالمعرفة، وقبلهما الشراكة في الحياة.

تقوم أطروحة الكتاب على سؤالين رئيسيين: كيف تتطور الثورات؟ ولم قد تنتهي إلى العنف والاستبداد والمآسي؟

يتكئ دانيال شيرو على حقول معرفية متعددة من علم الاجتماع والتاريخ إلى النظرية السياسية وعلى النفس السياسي وبينهما دراسات الانتقال (Transitology) عبر نظرة كلية للتاريخ الحديث. فارضا أنماط أربع أو مراحل أنموذجية مشتركة تتبدى في حالات تطور التطرف الثوري، يرى أن اثنتين او ثلاث منها وليست على التوالي بالضرورة حاضرة في غالبية الحالات.

الثورة بوصفها تراجيديا

ينطلق المؤلف من نهايتين مأساويتين لشخصيتين ارتبطتا بالثورة الفرنسية 1789م، الماركيز كوندورسيه الفيلسوف التنويري وعالم الرياضيات، المدافع عن حقوق المرأة التي عدها مساوية للرجل والمؤيد للديمقراطية، كان مقربا من الحكومة الملكية الفرنسية، ومع ادراكه ضرورة تحديث الملكية والسياسية في فرنسا اختار الانضمام للثورة وأصبح أحد قادتها الأوائل، وانتهى الأمر بموته في سجنه مارس 1794م مسموما أو منتحرا بعد معارضته الوسائل الدموية لسلطة اليعاقبة الراديكاليين. والثاني الماركيز دي لافاييت أحد قادة الثورة الفرنسية، ومنظم بعض جيوشها، عرف عنه الدعوة للإصلاح الليبرالي والوسطية بين مزيد من الديمقراطية والإبقاء على الملك لويس 16 عبر ملكية دستورية تقيد سلطات الملك، اتهم يكونه رجعي مؤيد للملكية فهرب لأراضي المملكة النمساوية عام 1792م وقبض عليه بتهمة المشاركة في الثورة وسجن لمدة خمس سنوات!

يخلص شيرو إلى أن الثورات الكبرى في القرن العشرين بدء من الثورة المكسيكية عام 1910م وصولا إلى الثورة الإيرانية عام 1979م اشتركت في أمر واحد هو تهميش الثوريين الأكثر اعتدالا والتخلص منهم في المراحل الأولى للثورة، صاكا ما يسيمه بمتلازمة لافاييت، حيث تمتع الأخير بنوع من الإيمان الفطري بالعقل وقوة الاجماع الديمقراطي، فقاده اعتقاده بان الشعب الفرنسي قادر على الوصول لتوازن سياسي بين متطرفي الرجعية ومتطرفي التغيير الجذري إلى نوع من العمى أسماه «متلازمة لافاييت» هذا الوهم دمر الكثيرين من مؤيدي التغيير الديمقراطي المعتدلين خلال الأزمنة الثورية. مع العواقب الوخيمة للعديد من الثورات إلا أن الكاتب يقر بأن معظمها حتى الأكثر دموية كانت مبررة في بدايتها على الأقل، لذلك يطرح سؤاله الرئيسي لماذا تنزلق هذه الثورات إلى هذا الحجم من العنف المدمر؟

بعد الفصل الأول وفيه يعرض مدخل تاريخي سردي جذاب مدعم بمفاهيم حول معنى الثورة ومراحلها الأربع، يخصص الفصول التالية من الثاني إلى الخامس لهذه المراحل: وصول الراديكاليين إلى السلطة، ثم إنشاء جهاز قمعي ومأسسته بشكل دائم، بعدها مرحلة الطوباوية الراديكالية، وأخيرا الانزلاق التدريجي نحو الفساد. في حين جاء الفصل السادس عارضا نماذج لثورات سلمية ومفسرا نجاحات المحافظين والليبراليين وإخفاقاتهم، أما الفصل السابع والأخير فأراده مستخلصا لكل ما سبق ومجيبا عن سؤال هل ثمة دروس مستفادة من ماضي التاريخ الثوري الحديث؟ يكشف عنوان الكتاب عن الرسالة المتوخاة من موضوعه، مضمونها تحذير من يريد الثورة مما قد تؤول إليه في حال نجاحها، فقد يندم على ما ستجلبه هذه الثورة من نتائج وآثار. يمكننا التعليق حول ذلك بأنه لا يمكن وضع جميع الثورات في خانة واحدة، الأمثلة التي يركز عليها الباحث تنتمي إلى الفضاء الغربي، بينما هنالك اختلاف في ثورات العالم الثالث سواء كانت ثورات تغييرية أو تحررية فالبنى الاجتماعية والفكرية والسياسية مختلفة، كذلك لا يمكن تهميش دور القوى الخارجية الاستعارية في التأثير على مسار تلك الثورات.

المراحل الأولى في الثورات الكبرى

يفترض الكتاب أن غالبية المراحل الأولى في الثورات الكبرى شهدت صعود قوى اتسمت بالاعتدال كما هو الحال في الثورة الفرنسية (1789م)، والروسية (1917م)، والإيرانية (1979م)، في حين كان الوضع في ألمانيا مختلف تماما بين عامي 1932-1933م حين استولى حزب نازي أكثر ثورية وراديكالية نجح في تغيير ألمانيا بطريقة لم يردها لا اليسار أو الوسط المعتدل أو حتى المحافظون غير الأكفاء بحسب رأي الكاتب.

الحالة الفرنسية ما قبل الثورة تنبئ عن دولة تعد الأقوى في أوروبا، وثاني أكبر دولة فيها من حيث عدد السكان بعد روسيا المتخلفة عنها، وذات انسجام كبير في بناها الإثنية واللغوية والثقافية عن منافستها القارية الإمبراطورية النمساوية، مع ريادة في حركة التنوير العلمي والفلسفي، لذا لم يكن أحد يتوقع حدوث ثورة جذرية في هذا الصقع من العالم. دفعت بواعث من قبيل اهتراء المؤسسات والامتيازات المتوارثة لحالة سخط عززتها أفكار تنويرية قوضت الشرعية التقليدية للملكية والدين، وعانى الشعب من نقص في الغذاء نتيجة مواسم القحط في بلد 85% من سكانه فلاحون، إلى جانب الحروب في عهد لويس الرابع عشر وخليفته، ثم الانفاق الباذخ من قبل البلاط. الفترة ما بين أواخر 1789 وبداية 1791م يسميها شيرو فترة الليبرالية التنويرية المعتدلة التي توهمت انجاز التغيير السلمي وتحقيق الاستقرار، حيث قاد الانقلاب على الكنيسة إلى انقسام حاد في المجتمع الفرنسي، ورفض الملك الخضوع لجميع الضغوط الساعية للحد من سلطاته فحاول الهرب حتى القبض عليه في يونيو 1791م. أدى فقدان النبلاء التقدميون الإصلاحيون والبرجوازيون المتشبعين بالليبرالية التنويرية للخبرة الكافية في إدارة الدولة وعدم وجود مؤسسات برلمانية راسخة إلى رجحان الكفة لصالح القوى الأكثر تطرفا.

في حين دخلت روسيا القيصرية القرن العشرين وهي الأقل حداثة بين القوى الأوربية مع مشاكل عديدة في بناها السياسية والاجتماعية، ودفعت أحداث الحرب العالمية الأولى أوضاعها للمزيد من السوء، أجبرت الاضطرابات القيصر نيقولا الثاني على التنازل عن عرشه في مارس 1917م، وبعد مدة وجيزة من سيطرة حكومة ذات منزع ليبرالي نجح فصيل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المسمى البلاشفة بقيادة لينين في السيطرة على البلاد، مدعوما في البدء من ألمانيا الساعية لإخراج روسيا من الحرب، وفي تفصيله للفروقات بين الثورتين الفرنسية والروسية يرى الكاتب أن الثانية قادها سياسيون محترفون، أمثال: لينين، وتروتسكي، وبوخارين، يقودون كوادر منضبطة وبخطة عمل مدروسة، مدركين أن التردد سيقودهم للفشل في حال لم يستفيدوا من الأوضاع بشكل سريع.

في إيران كانت ردة الفعل على سياسيات الشاه سيادة روح المعارضة لدى الطيف السياسي بأكمله من معتدلي اليسار والليبراليين والدينين إلى الأحزاب الأكثر راديكالية فيها. وبعد عام من الاحتجاجات المتواصة وافق الشاه في ديسمبر 1978م على تعيين شابور بختيار زعيم الجبهة الوطنية السابق رئيسا للوزراء، كانت خطوة متأخرة للغاية انتهت بإبعاد الشاه وعائلته ونجاح الخميني في السيطرة على السلطة مزيحا بشكل تدريجي من تحالف معهم من الليبراليين في البداية. الملفت أن الكاتب يضع خيط ناظم من الخصائص أو الصفات طبعت حكام هذه الممالك ودفعت إلى الثورة عليهم، بدء من لويس السادس عشر، ثم نيقولا الثاني، وأخيرا الشاه محمد رضا بهلوي، ملوك متنفذون لم يتمكنوا من فهم المشكلات التي تواجه مجتمعاتهم السائرة نحو التحديث أو التكيف معها، مع غلبة مزاعم الحق في سلطة مطلقة مصدرها إلاهي!

إن أحد الأخطاء الرئيسة التي ارتكبت في الحالات التي سُلط الضوء عليها، هو الاعتقاد أن من السهولة السيطرة على الثوريين الراديكاليين الذين يريدون إعادة تشكيل مجتمعاتهم من معتدلين أكثر عدداً وأكثر قوة ظاهرياً في اليسار أو اليمين. لقد حدث ذلك في أثناء الثورة الفرنسية، ومرة أخرى مع استيلاء البلاشفة على السلطة في روسيا. وتكرر ذلك أيضاً مع إيران في سبعينيات القرن العشرين، وبالتأكيد في ألمانيا في الثلاثينيات. وبمجرد وصولهم إلى السلطة، يصبح المتطرفون المتزمتون على أتم استعداد لقمع أولئك الذين يقفون في طريقهم وقتلهم، وبالتالي تبديد الآمال اليائسة للقوى الأكثر اعتدالاً التي ساعدتهم في الصعود قبل أن يتعرضوا إلى الخيانة. فبمجرد وصولهم إلى السلطة، يصبح المتطرفون المتزمتون على أتم استعداد لقمع أولئك الذين يقفون في طريقهم وقتلهم، وبالتالي تبديد الآمال اليائسة للقوى الأكثر اعتدالاً التي ساعدتهم في الصعود قبل أن يتعرضوا إلى الخيانة. لا يشكل الاستيلاء الراديكالي على السلطة نهاية العملية التي تؤدي إلى نتائج مأساوية، فالخطوة التالية هي استخدام الثوار المتطرفين تهديداً حقيقياً أو مبالغاً فيه لتعزيز هيمنتهم.

ثورة مضادة وتدخل خارجي

ينبغي للثورات التي لا معارضين لها، عدم تسميتها ثورات على الإطلاق. فمهما تعددت المكاسب التي تعد بها ثورة ما، حتماً سيقاومها بعض المستفيدين من النظام القديم. وقد يتخذ آخرون موقفاً محايداً من الثورة، أو مؤيداً لها، لكنهم سرعان ما سيكتشفون أن التغييرات المحتملة ستضر بأمنهم ومبادئهم. بيد أن التدخل الخارجي ليس حتمياً، فمن المرجح أن تجد بعض القوى الخارجية أن الثورات تهدد مصالحها، أو ربما ينظر إليها باعتبارها فرصة للاستفادة من بلد أضعفته الفوضى الناجمة عن هذه الثورات. تعرض مناهضو الثورة ومنهم المحتملون أيضاً أو المتخيلون أو المتهمون زوراً بذلك في بعض الأحيان إلى القمع الدامي في فرنسا وروسيا، ولاحقاً في إيران. فرنسيا لم تفض الثورة إلى حرب أهلية فحسب، بل إلى تدخل خارجي وسلسلة طويلة من الحروب الدولية أيضاً. في روسيا، ساهم التدخل الخارجي في حرب أهلية طويلة ومريعة، وفي إيران، أدت الحرب مع العراق إلى إزهاق الكثير من الأرواح. والمفارقة هنا أن التدخل الخارجي والحرب الأهلية عززا قوة الثوار في هذه الحالات الثلاث، وساهما بشكل كبير في ردلكتهم. هنالك التخلص من المنافسين كما هو حال ستالين مع رفاقه والعديد من الجنرالات، وهتلر في ليلة السكاكين الطويلة، وهي عملية تصفية للقادة النازيين على يد أدولف هتلر في ٣٠ يونيو ١٩٣٤م، حيث أمر حراس النخبة من قوات الأمن الخاصة النازية بقتل قادة المنظمة، خوفاً من أن تصبح قوات العاصفة قوية جداً. كما قتل في تلك الليلة مئات المعارضين الآخرين لهتلر، أما ماو تسي تونغ فقد اشتهر عنه مقولته: «الحرب الثورية هي نوع من الترياق الذي لا يقضي على سموم العدو فحسب، بل ويطهرنا من بذاءتنا». إيران الخميني برز فيها قاض المشانق صادق خلخالي رئيس المحكمة الثورية الذي أشرف على إعدام آلاف المسؤولين السابقين وذوي التوجهات المختلفة من اليساريين وغيرهم. الاستراتيجية التي نراها فاعلة الآن عند القوى المناهضة للديمقراطية حيث تستخدم التهديدات الناجمة عن الحروب أو الانقسامات الداخلية، أو المزاعم بوجود مثل هذه المخاطر، كذريعة لتصفية الخصوم والمعارضين وفرض سلطة القمع كانت تتكرر مرارا لدى الأنظمة الثورية.

مجتمع اليوتوبيا والمثالية اليقينية

ركز دانيال شيرو على ما يراه طوباوية لا تأخذ في الحسبان طبيعة السلوك البشري، حيث يقود الفساد والجشع الناس لعدم الرغبة بالتضحية الطوعية لأجل مستقبل لا يبدو سوى جنة مستعصية المنال، وتلك المثالية المفرطة تتضخم ثقتها بنفسها حين تحدث التغيير في البداية مدعومة بأتباع مخلصين وموقنين بصحة أيديولوجيتهم، وقد خصص جزء معتبرا من الفصل الخامس لمناقشة التجربة الثورية المكسيكية (1910-1920م) باعتبارها الاستثناء في طرحه هذا، لعدم توفر القيادة الكاريزمية التي بقت مدة في السلطة، ولا الأيديولوجية الراديكالية الجامعة. السياق الألماني النازي كثيرا ما يتعرض له ـ الكاتب ذو أصول فرنسية يهودية تمكن والداه من التهرب من النازيين ـ فلم يكتب لهتلر ورفاقه النجاح في إعادة تشكيل المجتمع بشكل كلي لضيق الوقت وكارثية الحرب الشاملة، وليس لافتقار النازية العزم الثوري أو مقاومة الألمان لها. عبر سرد قائمة الطويلة من الأحداث التي رافقت عمليات التغيير القسري في الأنظمة الشيوعية السوفيتية والصينية يصل الكاتب لسؤال محوري حول لماذا أصبحت هذه الأنظمة خاضعة لزعيم واحد كارزمي متسربل بلبوس الإله؟ فلا كتابات ماركس ولينين توصي بذلك، يجيب بكون هذه الأنظمة في سعيها لمحو القديم تخلق رموزها وألقابها وأساطيرها الخاصة وأهمها نوع جديد من «المَلكية»، في هذه الحالة لن يكون «الملك» سوى زعيم الحزب الذي لا يمكن التشكيك في إمكانياته وقدراته، وحصانته ضد أي انتقاد.

ثورات مغدورة.. ثورات سلمية

مجرد إمساك نخب العديد من الحركات الثورية المعادية للاستعمار بزمام السلطة غدت في فترة وجيزة نظم أوتوقراطية ذات حزب واحد، يركز الكاتب على الحالة الجزائر باعتبارها مركزية في تجربة نضال دول العالم الثالث، وأنغولا ذات الثروة النفطية، كانت الوعود براقة ومثالية غير أن المآلات سوداوية عبر البحث عن حلول في تقاليد دينية أو انتماءات إثنية. أما الحالة السوفيتية أو مجمل المنظومة الشيوعية الأوروبية وصلت لحد النقص ليس في السلع بل وفي الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم والسكن، وانتشار الفساد في مفاصل الجهاز البيروقراطي، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991م ظهرت طبقة الأوليغارشيين المؤلفة من رجال أعمال جمعوا ثرواتهم خلال فترة الخصخصة، وكانوا في الأصل جزء من النظام السابق بأجهزته الأمنية والسياسية. برغم ذلك لم تكن كل الثورات مأساوية النهاية، حيث تجنب بعضها إراقة الدماء الكثيرة، ولم تتحول إلى أوتوقراطية قمعية، كما هي الحال في دول أوروبا الشرقية الاشتراكية والتغييرات التي شهدتها في عام 1989م. يظهر الفصل السابع بعنوانه الاستفهامي «هل ثمة دورس نتعلمها؟» كخاتمة للكتاب، تحوي ملخصا من استنتاجات ثمانية توصلت إليها الدراسة. هنالك الكثير مما يقال حول هذا التطواف الواسع والمختزل إلا أن روح الكاتب الليبرالية ودفاعه عن قيمها كانت بارزة، مع غلبة المركزية الغربية باعتبارها مصدر المعرفة. في الختام تقود النظرة المثالية للثورة بوصفها حلا لكل معضلة إلى حالة من رمسنة الثورة وطوببتها وهي إحدى آفات الربيع العربي الفكري كما يرى المترجمان.

سيف بن عدي المسكري كاتب عماني