16 شهيدًا في قصف لجيش الاحتلال .. والغموض يحيط بمحادثات وقف إطلاق النار بعد الهجوم على قطر
الفلسطينيون أمام معضلة جديدة مع تقدم القوات الإسرائيلية
الخميس / 18 / ربيع الأول / 1447 هـ - 20:39 - الخميس 11 سبتمبر 2025 20:39
عواصم 'وكالات': استشهد 16 فلسطينيًّا بينهم 11 من مدينة غزة، وأصيب آخرون بجروح منذ فجر اليوم إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل الذي استهدف عدة مناطق في قطاع غزة. وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' أن فلسطينيين اثنين استشهدا في مدينة رفح، بنيران قوات الاحتلال أثناء انتظارهما الحصول على المساعدات. وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة استشهد اثنان وأصيب آخرون بجروح مختلفة. وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، جراء استهداف الاحتلال مجموعة من طالبي المساعدات شمال المخيم. تجدر الإشارة إلى أن حصيلة شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ارتفعت إلى 64,656 والإصابات إلى 163,503 منذ 7 أكتوبر 2023.
الهجوم ا لن يغير مطالبنا
قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادتها السياسيين في الدوحة الثلاثاء لن يُغير شروطها لإنهاء الحرب في غزة.
وحاولت إسرائيل قتل القادة السياسيين لحركة حماس في غارة جوية على الدوحة الثلاثاء، فيما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه تصعيد فردي لا يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية.
وأكد فوزي برهوم، القيادي في حماس، في خطاب بثه التلفزيون الخميس أن الهجوم استهدف وفد الحركة التفاوضي في أثناء مناقشته اقتراح الرئيس الأمريكي ترامب لوقف إطلاق النار، والذي سلمه للوفد رئيس الوزراء القطري قبل ذلك بيوم.
وقال برهوم 'في لحظة الهجوم الإرهابي كان الوفد المفاوض يناقش الرد على هذا المقترح'.
واستضافت قطر وشاركت في الوساطة في مفاوضات تهدف للتوصل إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة.
وأكد برهوم مجددا على مطالب حماس الرئيسية.
وقال 'نجدد تأكيدنا أن هذه الجريمة النكراء وغيرها من الجرائمِ الإسرائيلية لن تُفلح في تغييرِ مواقفنا الراسخة ومطالبنا الواضحة في وقف العدوان على شعبنا، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وتبادل أسرى حقيقي، وإغاثة شعبنا وإعادة الإعمار'.
وأعلنت حماس مقتل خمسة من أعضائها في الهجوم، بمن فيهم نجل خليل الحية رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة.
ويُهدد الهجوم بعرقلة الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.
معضلة جديدة
ليس أمام الفلسطينيين في حي النصر بمدينة غزة، والذي لم يتعرض لدمار كبير، سوى المفاضلة بين البقاء أو الرحيل بعد أن ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحذر من أن القوات ستسيطر على الحي الواقع في غرب المدينة.
وسبق أن أمرت إسرائيل مئات الآلاف من سكان مدينة غزة بالمغادرة في الوقت الذي تكثف فيه حربها الشاملة على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، ولكن مع الافتقار شبه الكامل للأمان والمأوى والطعام في بقية أنحاء القطاع، يجد الناس أنفسهم أمام خيارات صعبة.
وقال أحمد الداية بينما كان يستعد هو وأسرته للفرار من المدينة على متن شاحنة تجرها دراجة نارية محملة ببعض ممتلكاتهم 'لينا تقريبا سنتين لا في راحة ولا في قعدة ولا في نوم حتى'.
وتابع 'نقعد مع ولادنا بس قعدة ما بنعرف نقعد . بس حياتنا الحرب... أطلع من المنطقة هذي إلى المنطقة هذي. فمش قادرين تعبنا'.
وقال مسعفون والسلطات الصحية المحلية إن القوات الإسرائيلية قتلت 34 شخصا في جميع أنحاء القطاع اليوم، بما في ذلك 22 في مدينة غزة و12 في وسط وجنوب القطاع.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن سبعة من هؤلاء قُتلوا جراء استهدافهم أثناء محاولاتهم للحصول على طعام.
وسبق أن انتشرت القوات البرية الإسرائيلية في أجزاء من حي النصر في بداية الحرب في أكتوبر تشرين الأول 2023، وأصابت المنشورات التي ألقيت في وقت متأخر من أمس الأربعاء السكان بالخوف من تقدم الدبابات قريبا لاحتلال الحي بأكمله.
وقال أبو هاني، الذي كان يشارك في جنازة صديق له قُتل في غارات اليوم 'ماعناش مصاري (لا نملك نقودا)، ماعناش ننزح. ماعناش أي وسائل إننا نجدر نتوجه للجنوب زي ما بيقولو'.
الموت جوعا
وفقا لسلطات الصحة في غزة، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع عن مقتل أكثر من 64 ألفا معظمهم من المدنيين. وتسببت الحرب في أزمة جوع وكارثة إنسانية أوسع نطاقا ودمرت أغلب مناطق القطاع.
وقالت وزارة الصحة في القطاع اليوم الخميس إن سبعة فلسطينيين جدد، بينهم طفل، توفوا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن ذلك الأمر إلى 411 وفاة على الأقل، من بينهم 142 طفلا.
ويكتنف الغموض وضع المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة والتي تستضيفها قطر وتشارك في الوساطة فيها، وذلك منذ محاولة إسرائيل قتل القادة السياسيين لحركة حماس في غارة جوية على العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء.
ووقعت الغارة الجوية بعد قليل من إعلان حماس مسؤوليتها عن واقعة إطلاق النار التي أسفرت يوم الاثنين عن مقتل ستة أشخاص في محطة للحافلات في ضواحي القدس.
سطول الصمود الى بنزرت
توجهت سفن أسطول الصمود العالمي إلى مدينة بنزرت أقصى شمال تونس في محطته الأخيرة قبل الإبحار الى قطاع غزة، في مسعى لكسر الحصار من حوله.
وأعلنت اللجنة المنظمة للأسطول عن وصول 10 سفن على متنها نشطاء من عدة دول إلى الميناء الترفيهي للمدينة حتى ظهر اليوم. ومن المتوقع التحاق 20 سفينة أخرى.
وأرجأ الأسطول رحلته الإنسانية لكسر الحصار حول قطاع غزة، التي كانت مقررة الأربعاء من ميناء سيدي بوسعيد بالعاصمة ، حيث احتشد الآلاف لوداعه، لدواعي أمنية ومناخية وأخرى لوجيستية.
ولم يتضح بعد موعد الإبحار من ميناء بنزرت، حيث من المقرر أن يحتشد أيضا الآلاف من الأهالي هناك لإعلان الدعم والتضامن مع الأسطول والفلسطينيين في غزة.
16