الكرملين: العقوبات الغربية "لن تُجبر "روسيا على تغيير مسارها
الاثنين / 15 / ربيع الأول / 1447 هـ - 19:12 - الاثنين 8 سبتمبر 2025 19:12
عواصم ' وكالات': قال الكرملين اليوم الاثنين إن العقوبات لن تجبر روسيا على تغيير مسارها في حرب أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من تلويح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنهما يبحثان فرض عقوبات اقتصادية إضافية.
وفرض الغرب عشرات الآلاف من العقوبات على روسيا بسبب حربها المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف على أوكرانيا وضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014، في محاولة لتقويض شعبية الرئيس فلاديمير بوتين وإضعاف الاقتصاد الروسي الذي يبلغ حجمه 2.2 تريليون دولار.
ويقول بوتين إن الاقتصاد الروسي يصمد بشكل جيد، في تحدٍ لتوقعات الغرب بانهياره خاصة مع الإنفاق الكبير على المجهود الحربي. وأصدر توجيهات للشركات والمسؤولين بمواجهة العقوبات بكل الوسائل الممكنة.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمراسل الكرملين ألكسندر يوناشيف 'لن تفلح أي عقوبات في إجبار روسيا الاتحادية على تغيير الموقف الثابت الذي تحدث عنه رئيسنا مرارا'.
وردا على سؤال لصحفي في البيت الأبيض عما إذا كان مستعدا للدخول في المرحلة الثانية من العقوبات ضد موسكو، قال ترامب: 'نعم'، دون تقديم مزيد من التفاصيل. ولم يتضح في البداية ما إذا كانت عقوبات جديدة ستفرض بالفعل، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى.
وكان ترامب قد ألمح قبل أيام إلى أن هناك خططا جارية لمرحلتين ثانية وثالثة من العقوبات - علاوة على الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 25% على الواردات من الهند كعقاب على شراء البلاد للنفط الروسي. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وترى الولايات المتحدة العقوبات كوسيلة لممارسة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وحتى الآن، باءت جهود ترامب الدبلوماسية في هذا الصدد بالفشل.
وقد تم اتهام بوتين مؤخرا بتأخير اجتماع مباشر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ترامب في وقت سابق إنه سيعمل على تسوية الحرب وإلا سيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه. وعندما سأله أحد الصحفيين في البيت الأبيض أمس عما إذا كان مستعدا للانتقال إلى 'المرحلة الثانية' من العقوبات ضد روسيا، أجاب ترامب: 'نعم، مستعد'.
ولم يوضح تفاصيل ذلك ولكن أسعار النفط ارتفعت بأكثر من دولار واحد اليوم الاثنين.
وقال بيسكوف إن العقوبات الغربية 'أثبتت أنها عديمة الفائدة تماما في ممارسة الضغط على روسيا'.
وأضاف أن موسكو تفضل تحقيق أهدافها عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، ولكن بما أن أوروبا وكييف لا ترغبان في المشاركة في هذا المسار فإنها ستواصل ما يسميه بوتين 'العملية العسكرية الخاصة'.
وتقول القوى الأوروبية وأوكرانيا إنها لا تعتقد أن بوتين جاد بشأن السلام وإن على العالم أن يبذل كل ما في وسعه لمنع موسكو من الانتصار في الحرب.
وسجل الاقتصاد الروسي خلال الحرب نموا بنسبة 4.1 بالمائة في عام 2023 و4.3 بالمائة في عام 2024، إلا أن النمو تباطأ بشكل كبير هذا العام تحت وطأة أسعار الفائدة المرتفعة.
بدوره، ذكر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا أن التنسيق يجري بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بشأن عقوبات جديدة سيفرضها التكتل.
ووفقا لمسؤولين أوكرانيين، تسيطر روسيا على نحو عشرين بالمائة من مساحة أوكرانيا وشنت مطلع الأسبوع أكبر هجوم جوي منذ اندلاع الحرب، مما أدى إلى اندلاع النيران في المبنى الحكومي الرئيسي في كييف ومقتل أربعة أشخاص على الأقل.
ميدفيديف يتهم فنلندا بالاستعداد للحرب
وفي شأن آخر، اتهم الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف فنلندا بالمضي في مسار الحرب ضد روسيا، كما جدد المطالبات بالحصول على تعويضات عن الحرب العالمية الثانية.
وكتب ميدفيديف، الذي يترأس مجلس الأمن القومي، عمودا في وكالة تاس الروسية للأنباء ' بعد الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تمضى هلسنكي في مسار المواجهة استعدادا للحرب مع روسيا بذريعة الإجراءات الدفاعية، ويبدو أنها تستعد لشن هجوم علينا'.
واشتكى ميدفيديف من تشكيل هياكل لوحدات الجيش في لابلاند' في مكان على مقربة من الحدود الروسية'.
وكتب ميدفيديف في العمود الذي يحمل عنوان' عقيدة فنلندا الجديدة: الغباء، الأكاذيب، نكران الجميل' أنه من الواضح إلى من يتم توجيه هذه الهياكل، حيث أن الناتو أعلن أن روسيا عدو.
ويشار إلى أن موسكو تعتبر المساعي الأمنية الفنلندية بعد بدا الحرب في أوكرانيا جحودا. وانضمت فنلندا، الذي التزمت بالحيادة لعقود بعد الحرب العالمية الثانية، للناتو مع السويد ردا على بدء الحرب في أوكرانيا.
ويرى ميدفيديف أن الآن فرصة لتجديد المطالب القديمة بالحصول على تعويضات، حيث قال إن السياسة الفنلندية الجديدة تدهس الاتفاقيات القديمة.
ولذلك فإن موسكو لم تعد ملزمة باتفاقية السلام 1947، التي حددت مطالب التعويض السوفيتي بـ 300 مليون دولار. ويقول ميدفيديف إن حجم الضرر الذي وقع بسبب فنلندا خلال الحرب العالمية الثانية يصل إلى 20 تريليون روبل (244 مليار دولار).
مبعوث أوروبي بيحث تغليظ العقوبات على روسيا
من جهة ثانية، يعقد مبعوث الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات ديفيد أوسوليفان محادثات في واشنطن بشأن تحسين التنسيق ربطا بالعقوبات على روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أفاد مسؤول في بروكسل اليوم الإثنين.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي مشترطا عدم الكشف عن هويته، إنّ أوسوليفان الذي قاد جهود الاتحاد الأوروبي على المستوى الدولي لوقف التهرّب الروسي من العقوبات.
كذلك، أكد وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت أنّ واشنطن 'مستعدّة لممارسة المزيد من الضغوط' على روسيا، داعيا الأوروبيين إلى القيام بالمثل.
وقال لشبكة 'إن بي سي'، 'نتحدث عمّا يمكن للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فعله معا. ونحن مستعدون لزيادة الضغط على روسيا'.
وأضاف 'لكننا نحتاج إلى أن يتبعنا شركاؤنا الأوروبيون'.
واعتبر بيسنت أنه 'إذا فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مزيدا من العقوبات والتعرفات الجمركية الثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، فسينهار الاقتصاد الروسي تماما. وهذا سيدفع الرئيس (فلاديمير) بوتين إلى طاولة المفاوضات'.
وهدد دونالد ترامب خصوصا البلدان التي تشتري النفط من روسيا، وذلك بهدف تقويض مصدر تمويل المجهود الحربي الروسي. وفرض الرئيس الأمريكي رسوما جمركية مرتفعة على الهند لهذا السبب.
ويستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على موسكو، وقال إنّها ينبغي أن تشمل المزيد من العقوبات الثانوية على الدول التي تساعد روسيا على الالتفاف على العقوبات.
ترامب: أوروبيون سيزورون أمريكا
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قادة أوروبيين سيزورون الولايات المتحدة قريبا لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي حديثه لصحفيين لدى عودته بعد حضور نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس في مدينة نيويورك، قال ترامب أيضا إنه سيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبا.
وأضاف 'سيزور بعض القادة الأوروبيين بلادنا بشكل فردي'. ولم يتضح من القادة الذين كان ترامب يشير إليهم، ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للحصول على مزيد من التفاصيل.
وقال ترامب إنه 'غير راض' عن وضع الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد أن سأل صحفيون عن هجوم جوي روسي ضخم ليلة الأحد، والذي قال مسؤولون أوكرانيون إنه تسبب في اشتعال النار في المبنى الحكومي الرئيسي في كييف. لكنه عبر مجددا عن ثقته في تسوية الأزمة قريبا.
وقال 'سنسوي الوضع بين روسيا وأوكرانيا'.
تضرر محطة طاقة حرارية بالقرب من كييف
وعلى الارض، قالت السلطات اليوم الاثنين إن محطة طاقة حرارية بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف تضررت بعد هجوم روسي بطائرة مسيرة.
وقالت وزارة الطاقة عبر تطبيق ' تليجرام' دون الإفصاح عن موقع المحطة ' أن الجيش الروسي يعلم جيدا أنه يستهدف بنية تحتية مدنية'.
ويشار إلى أن روسيا طالما أكدت أنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط. مع ذلك، لقى عشرات المدنيين حتفهم في هجمات جوية على مدن أوكرانية تتعرض للهجوم يوميا تقريبا، في حين تحدث روسيا ضررا واسع النطاق للبنية التحتية للطاقة في البلاد، خاصة خلال أشهر الشتاء الأكثر برودة.
ووفقا لمراقبين بالجيش الأوكراني، فإن الهجوم استهدف محطة تريبلسكا على ضفاف نهر دنيبرو جنوب كييف.
وقد تعرضت المنشأة للهجوم والضرر عدة مرات سابقا. وفي آخر تحديث، قالت الوزارة إن إمدادات الطاقة استقرت بعد الهجوم.
من ناحية أخرى، لقى شخصان حتفهما في قرية بالقرب من كراماتورسك في شرق أوكرانيا في أحدث الهجمات الروسية خلال الليل، حسبما قال الادعاء المحلي.