الاقتصادية

الوفد التجاري العُماني يواصل جولته في أستراليا بزيارة مدينة سيدني

 

يواصل وفد غرفة تجارة وصناعة عُمان بشمال الباطنة زيارته الرسمية إلى أستراليا حيث انتقل إلى مدينة سيدني في المرحلة الثانية من جولته التجارية، وذلك بعد اختتام جدول أعماله في مدينة ملبورن ضمن سعيه لتوسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيز فرص الاستثمار المشترك بين الجانبين.
لقاء عُماني أسترالي
بدأت الزيارة في العاصمة الاقتصادية الأسترالية سيدني بعقد منتدى أعمال وترحيب رسمي نظمته غرفة التجارة والصناعة العربية الأسترالية (AACCI) بالتعاون مع حكومة ولاية نيو ساوث ويلز.
وأكد المشاركون خلال المنتدى على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بين سلطنة عُمان وأستراليا مع التركيز على مجالات الابتكار والاقتصاد المعرفي والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال.
وقدم الوفد العُماني عرضًا تفصيليًا حول الفرص الاستثمارية الواعدة في سلطنة عمان مسلطًا الضوء على المزايا الجغرافية واللوجستية التي تتمتع بها سلطنة عمان إلى جانب البنية التشريعية الجاذبة للمستثمرين وخطط الدولة لتعزيز التبادل التجاري وأبدى المشاركون في هذا اللقاء جديتهم في التعاون وعقد اتفاقيات في جميع المجالات التي تتقاطع فيها الشركات الممثلة.
من جانبه استعرض الجانب الأسترالي تجارب عدد من الشركات التي تستثمر في سلطنة عمان أو تقدم منتجات وخدمات موجهة للسوق العماني وأبدت بعض الشركات اهتمامها بالدخول إلى السوق العُماني، مشيدةً بالموارد والإمكانات والبيئة الاقتصادية المحفزة في سلطنة عمان.
كما جرى خلال اللقاء تنظيم جلسات ثنائية بين الشركات العُمانية ونظيراتها الأسترالية لتبادل الخبرات وبحث فرص الشراكة المباشرة في قطاعات متعددة.
زيارات ميدانية
وضمن البرنامج التفصيلي المعد للزيارة أجرى الوفد عددًا من الزيارات الميدانية لمؤسسات صناعية بارزة من بينها مجموعة تارونجا (Taronga Group) وهي من الكيانات الرائدة في مجالات الهندسة المدنية والتطوير العقاري واللوجستيات والتصنيع والألمنيوم، كما اطلع أعضاء الوفد على مرافق Tech Central – مركز الابتكار في سيدني، بالإضافة إلى زيارة عدد من المؤسسات الأكاديمية الرائدة تأكيدًا على أهمية نقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا وكان من أبرز المحطات جامعة التكنولوجيا في سيدني «UTS».
كما ناقش الجانبان برامج التبادل العلمي، واطلع الوفد على مراكز الأبحاث المتخصصة في الطاقة والتصنيع والهندسة واستعرض الإمكانيات التي توفرها الجامعة في تطوير الموارد البشرية وتأهيل الكفاءات.
كما زار الوفد مركز الهيدروجين، حيث تعرف على مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر أحد المحاور المستقبلية للطاقة النظيفة في سلطنة عمان، وناقش أوجه التعاون الممكنة في هذا المجال وزيارة شركة هايساتا الشركة الأسترالية الرائدة عالميًا في تكنولوجيا الإلكترولايزر فائق الكفاءة لإنتاج الهيدروجين الأخضر التي تربطها شراكة استثمارية مباشرة مع سلطنة عُمان عبر الذراع الاستثماري التابع لجهاز الاستثمار العُماني.
وأبدى الوفد اهتمامًا بالغًا بتقنية Hysata نظرًا لتوافقها مع أهداف سلطنة عمان في الاقتصاد الأخضر والاستدامة.
أهمية اللقاء بين الجانبين
وأكد المهندس سعيد العبري أن زيارة سيدني تمثل نقطة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان وأستراليا مشيرًا إلى أن اللقاءات الثنائية أثمرت عن تفاهمات أولية مع عدد من الشركات الأسترالية التي أبدت رغبتها في الاستثمار في عمان.
من جانبها أعربت المستشار عائشة التوبية عن تقديرها لجهود الغرف التجارية في فتح قنوات جديدة للتعاون بين القطاع الخاص في البلدين وأكدت على أهمية تفعيل هذه الزيارات وتحويلها إلى فرص استثمارية ملموسة.
وقالت التوبية: يكمُن تميّز التعاون بين سلطنة عُمان وأستراليا في تكامُل القدرات، فعُمان بوابة استراتيجية وبامتيازات منفتحة على العالم وأستراليا قوة معرفية وغنية جدا بالموارد مما يهيئ شراكة تكاملية تخدم بشكل مباشر استراتيجيتنا نحو التنوّع الاقتصادي وتلتقي في نموذج تعاون مميز عابر للقارات يبني مستقبل مشترك بين البلدين قائم على الابتكار والاستدامة
وقال محمد الحاج: إن سلطنة عمان تمثل شريكًا استراتيجيًا مهمًا لأستراليا في منطقة الخليج وتمتلك من المقومات ما يجعلها وجهة جاذبة للمستثمرين الأستراليين.
انطباع المشاركين
أبدى محمد بن عبدالله الشافعي نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنة أهمية أهداف هذه الزيارة في إطار تعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية ومن بينها تعزيز التبادل التجاري وفتح قنوات جديدة للتعاون وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات والشركات العُمانية وتشجيع الاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال من الجانبين وتوسيع التعاون الاقتصادي لتحقيق التكامل الإقليمي والدولي والاستفادة من التجارب والخبرات الدولية في مجالات التجارة والصناعة وتبادل الخبرات والمعرفة بما يخدم مصلحة القطاع الخاص في البلدين.
وأعرب الدكتور علي بن حسن اللواتي رئيس لجنة التعليم والابتكار بغرفة تجارة وصناعة عمان بشمال الباطنة عن أهمية الزيارة بالنسبة للجنة التعليم والابتكار من خلال تعريف المستثمرين الاستراليين في مجال التعليم بالفرص المتاحة في سلطنة عمان وزيادة الطلب على البرامج الدولية بالإضافة للمزايا والتسهيلات التي تقدم للمستثمرين في جوانب مختلفة مشيرا إلى أن الوفد استفاد من خلال الاطلاع على الممارسات الأحدث في التعليم المدرسي الخاص ومراكز ومختبرات الابتكار حاضنات الأعمال التي تعمل على ربط رواد الأعمال مع قطاع الصناعة في مجال التقنية والغذاء وإدارة الأعمال الأمر الذي يتيح للشركات الناشئة والمبتكرين تحويل شركاتهم إلى الاستقلالية تدريجيا ومنتجاتهم إلى سلع تطرح في الأسواق، كما اطلع على تجارب التعليم التقني المدرسي الأكاديمي وبرامج التدريب.
وأكد المهندس قاسم محمد بن خميس البلوشي مدير تطوير الأعمال في برنامج لدائن أن هذه اللقاءات تجسد فرصة استراتيجية لـ«أوكيو» من خلال برنامج لدائن لتعزيز حضورها الصناعي عالميًا.
وقال البلوشي: لقد مكّنتنا اللقاءات من استعراض قدرات بلادنا في مجال البوليمرات وربط منتجاتنا بالأسواق الدولية وهو ما يعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي للصناعات التحويلية ويدعم توجهات «رؤية عمان 2040» في التنويع الاقتصادي.
وتمثل الزيارة استكمالًا لمسار بنّاء بدأ في مدينة ملبورن ويعكس التزام سلطنة عُمان بتنويع شراكاتها الدولية وتعزيز التبادل التجاري والتقني مع الاقتصادات المتقدمة خصوصًا في ظل التحولات العالمية نحو الاقتصاد المعرفي والاستدامة.