عمان اليوم

أجواء إيمانية في نزوى وثمريت لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف

 

نزوى - أحمد الكندي

ثمريت - محمد بن العبد مسن

شهدت ولايتا نزوى وثمريت إحياء لمناسبة المولد النبوي الشريف، وسط أجواء روحانية واجتماعية عكست ما تحمله هذه الذكرى العطرة من معانٍ إيمانية وتربوية عميقة.
ففي ولاية نزوى تتواصل العادات المتوارثة، حيث يجتمع الأهالي في المجالس العامة أو منازل بعض أبناء الحارات والقرى، مفعَمين بالابتهاج بذكرى ميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، استذكارًا لسيرته التي غيّرت مجرى التاريخ وأنارت الكون بعد أن أرسله الله رحمة للعالمين.
ويُفتتح الاحتفال في نزوى بتلاوة السيرة النبوية بدءًا من نسب الرسول الكريم وولادته، ثم مراحل حياته قبل البعثة، ودعوته المباركة، حتى هجرته إلى المدينة المنورة، إضافة إلى صفاته الخَلقية والخُلقية وعاداته الاجتماعية. ويتناوب الحضور على تلاوة فقرات من السيرة واحدًا تلو الآخر، مع إنصات وترديد للصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وتتخلل هذه الأمسيات كلمات وعظية تُبرز أهمية المناسبة وما يمثله ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم من حدث فارق في تاريخ البشرية، إذ انتقل العالم بنوره من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإيمان، ومن الفوضى والظلم إلى قيم العدل والمساواة، حيث بُعث ليتمم مكارم الأخلاق وينشر رسالة الرحمة والهداية بين الناس.
وفي هذا السياق، أكد الباحث الخطاب بن أحمد الكندي أن هذه المجالس الشعبية تمثل مدرسة تربوية ومجتمعية، تغرس في الأجيال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه، وتعيد ربط الناس بقيم الرحمة والتسامح والعدل، مشيرًا إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي مناسبة لترسيخ الهوية الدينية وتعزيز القيم الوطنية في نفوس الناشئة، فضلًا عن دورها في تعزيز أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وإبقاء السيرة النبوية حيّة في الوجدان الجمعي لأبناء نزوى.
ويؤكد أهالي الولاية أن هذه المناسبات الدينية تمثل امتدادًا للقيم العُمانية الأصيلة التي تقوم على التآخي والتكاتف الاجتماعي، كما تجسد حرص المجتمع على ترسيخ الهوية الوطنية المستندة إلى تعاليم الإسلام السمحة، لتبقى ذكرى المولد النبوي الشريف منارة تربط الأجيال بالماضي المشرق وتلهم الحاضر والمستقبل.
وفي محافظة ظفار، نظّمت المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية مساء أمس محاضرة دينية إحياء لهذه الذكرى المباركة، وذلك برعاية سعادة أحمد بن حمد المعولي والي ثمريت، وبحضور جمع من الأهالي.
وقدّم المحاضرة فضيلة الدكتور محمد بن بخيت الشحري في جامع السلام بولاية ثمريت، وتناول خلالها السيرة النبوية وما تحمله من قيم إنسانية سامية ودروس خالدة في ترسيخ معاني الرحمة والتسامح والقدوة الحسنة في حياة المسلمين. وأكد فضيلته أهمية استلهام الدروس من سيرة الرسول الكريم ﷺ في بناء الفرد والمجتمع، وغرس المبادئ النبيلة التي تحقق التآلف والتراحم بين الناس، بما يسهم في تعزيز القيم الإسلامية الأصيلة في واقع الحياة.
وشهدت الفعالية حضورًا مميزًا من أبناء الولاية، رجالًا ونساء، حيث خُصِّص مكان للنساء للمشاركة في هذه المناسبة المباركة.
وتأتي هذه الفعالية ضمن حرص وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إحياء المناسبات الدينية، وترسيخ الوعي بأهمية الاقتداء بالرسول الأعظم ﷺ في مختلف جوانب الحياة.