الدفاع المدني: إستشهاد عشرات الفلسطينيين ضربات إسرائيلية على قطاع غزة
القصف يدفع المزيد من الفلسطينيين إلى النزوح
الخميس / 11 / ربيع الأول / 1447 هـ - 20:26 - الخميس 4 سبتمبر 2025 20:26
غزة (الاراضي الفلسطينية) القاهرة 'أ ف ب' 'رويترز': أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 44 فلسطينيا على الأقل منذ فجر اليوم بينهم 25 سقطوا في مدينة غزة وحدها في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على القطاع الذي دمرته حرب مستمرة منذ نحو عامين.
وكثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة ضرباتها في محيط مدينة غزة التي تستعدّ لشنّ هجوم بهدف السيطرة عليها.
وتمضي دولة الإجتلال في خطة السيطرة على أكبر مدن القطاع، رغم تزايد الضغوط الدولية والداخلية التي تدعوها لإنهاء الحرب في غزة حيث أعلنت الأمم المتحدة المجاعة الشهر الماضي.
الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مدينة غزة 'منطقة قتال خطيرة' وأكد أن لا بد من إخلائها.
إخلاء مستحيل
واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إخلاء المدينة 'مستحيلا'، مؤكدة أن الخطط لذلك 'غير قابلة للتنفيذ'.
وأكد محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني لوكالة فرانس برس الخميس سقوط '44 شهيدا منذ فجر اليوم بقصف الاحتلال المتواصل والعنيف على قطاع غزة'، من بينهم 25 قتيلا في مدينة غزة وحدها.
وخلف قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لخيمة للنازحين في محيط دوار أبو مازن غرب مدينة غزة، مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة اطفال وجميعهم من عائلة البسوس.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه ينظر في تقارير تتضمن توقيت هذه الهجمات وإحداثياتها.
وقالت هيام البسوس 'أطفال، أطفال، ماذا فعلوا هؤلاء الأبرياء؟ ماذا فعلوا لدولة إسرائيل؟ هل حملوا سكينا أو سلاحا؟'.
وأظهرت لقطات وكالة فرانس برس خيما لنازحين وقد تناثرت محتوياتها على الأرض وبدا بعضها محترقا وملطخا بالدماء وسط ذهول عدد من الأطفال.
وضاقت أرضية غرفة المشرحة في مستشفى الشفاء بالجثامين، فيما أدى رجال في الخارج الصلاة على عدد منها.
وفي وسط القطاع، قُتل 7 أشخاص ، بينهم 3 أطفال، في غارة جوية شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية على خيمة لعائلة أبو العيش غرب مخيم النصيرات، وفق الدفاع المدني.
وقال المسن يوسف سليمان الذي فقد ابن شقيقته وزوجته وطفليهما في الغارة إن الضربة وقعت الساعة الرابعة فجرا.
وأضاف 'قصفوا الأرض التي نسكن فيها، استشهد ابن اختي وزوجته ووولداهما، ذهبت الخيمة ومن فيها'.
وبحسب سليمان الذي كان يتفقد موقع الضربة 'الوضع كان صعب جدا'.
تفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، أي في المنطقة التي قالت المنظمة الدولية في نهاية أغسطس إنّها تشهد مجاعة.
ولا يمكن لفرانس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني الفلسطيني في ظل القيود على عمل الصحفيين في غزة وصعوبة بلوغ المواقع المستهدفة.
القصف يدفع إلى النزوح
دفع القصف الإسرائيلي المزيد من الفلسطينيين في مدينة غزة إلى النزوح اليوم، بينما تحدى آلاف السكان الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة وبقوا بين الأنقاض في مواجهة أحدث تقدم إسرائيلي.
وقالت أم نادر، وهي أم لخمسة أطفال من مدينة غزة، لرويترز في رسالة نصية 'هذه المرة مش طالعة من بيتي وبدي أموت هنا، أساسا مش فارقة ننزح ولا نظل، عشرات الآلاف من إللي تركوا بيوتهم ونزحوا إسرائيل قتلتهم، فلشو نتعب حالنا'.
وقال سكان إن إسرائيل قصفت أحياء الزيتون والصبرة والشجاعية في مدينة غزة من البر والجو. وتوغلت الدبابات أيضا في الجزء الشرقي من حي الشيخ رضوان في شمال غرب وسط المدينة، مما أدى إلى تدمير منازل واشتعال حرائق في خيام.
وذكر مسعفون أن ثمانية أشخاص قُتلوا وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي عنيف على حي التفاح ألحق أضرارا أيضا بخمسة منازل.
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع 'الاحتلال الإسرائيلي استهدف تجمعا من المواطنين وعدة منازل موجودة في منطقة المشاهرة بحي التفاح بحزام ناري أدى إلى تدمير أربع بنيات بشكل كامل. نتحدث عن عدد كبير من الإصابات... أكثر من 50 إصابة وصلت إلى المستشفى، حالات بتر بالأطراف، أطفال، نساء، كبار'.
وأضاف 'حتى لو حذر الاحتلال الإسرائيلي، لا يوجد أماكن تتسع للمواطنين، لا يوجد بدائل للمواطنين حتى يذهبوا إليها'.
ولم تدل إسرائيل بتعليق على هذه التقارير. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل في ضواحي المدينة لتفكيك أنفاق المسلحين وتحديد أماكن الأسلحة.
ودُمر جزء كبير من مدينة غزة في الأسابيع الأولى للحرب بين أكتوبر ونوفمبر 2023. وكان يعيش هناك قبل الحرب نحو مليون شخص، ويعتقد أن مئات الآلاف عادوا للعيش بين الأنقاض، خاصة وأن إسرائيل أمرت السكان بالخروج من مناطق أخرى وشنت هجمات في أماكن أخرى.
وطلبت إسرائيل من المدنيين مغادرة مدينة غزة مرة أخرى حفاظا على سلامتهم، وتقول إن 70 ألف شخص فعلوا ذلك ويتجهون إلى الجنوب.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن أقل من نصف هذا العدد غادر، وإن عدة آلاف لا يزالون في طريق التقدم الإسرائيلي.
'أخطر موجات النزوح'
قال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وهي مظلة للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية التي تنسق مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الدولية، إن النزوح قد يعرض الفئات الأكثر ضعفا لمزيد من الخطر، ومن بينهم الكثير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وأضاف 'هذه المرة راح تكون أخطر مرات النزوح منذ بدء الحرب.. رفض الناس لأنهم ينزحوا من بيوتهم رغم القصف والقتل إشارة على أنهم قد فقدوا الأمل بشكل كامل'.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون في الأمم المتحدة إنه لا يوجد مكان آمن في غزة، بما في ذلك المناطق التي تصنفها إسرائيل كمناطق إنسانية.
وتسببت الحرب في أزمة إنسانية في أنحاء القطاع. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن 370 شخصا، من بينهم 131 طفلا، لقوا حتفهم حتى الآن بسبب سوء التغذية والجوع الناجم عن النقص الحاد في الغذاء، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية. وتقول إسرائيل إنها تتخذ إجراءات لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، بما في ذلك زيادة المساعدات إلى القطاع.
وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدءتسببت في مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وحولت القطاع إلى أنقاض.
ولا تزال احتمالات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وعددهم 48 ويعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، غير واضحة.
واشتدت في إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية الاحتجاجات التي تدعو إلى إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.