بوتين يتوعد : هناك فرصة لإنهاء الحرب عبر المفاوضات وإلا سأنهيها بالقوة
الخميس / 11 / ربيع الأول / 1447 هـ - 17:39 - الخميس 4 سبتمبر 2025 17:39
عواصم ' وكالات ': أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف بأن هناك فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن طريق المفاوضات 'إذا ساد المنطق السليم'، وهو خيار يفضله، لكنه مستعد لإنهاء الحرب بالقوة إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد.
وفي حديثه في ختام زيارة إلى الصين، قال بوتين إنه يرى 'ضوءا ما في نهاية النفق' نظرا لما قال إنها جهود مخلصة من الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية لأكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف للصحفيين في بكين 'يبدو لي أنه إذا ساد المنطق السليم، فسيكون من الممكن الاتفاق على حل مقبول لإنهاء هذا الصراع. هذا هو ما أعتقد به'.
وأردف قائلا 'لا سيما أننا نرى رغبة الإدارة الأمريكية الحالية في عهد الرئيس (دونالد) ترامب. لا نرى تصريحاتهم فقط، بل نرى رغبتهم الصادقة في إيجاد هذا الحل'.
وتابع 'أعتقد أن هناك ضوءا ما في نهاية النفق. دعونا نَرَ كيف سيتطور الوضع... وإذا لم يحدث ذلك، فسيتعين علينا إنهاء جميع المهام أمامنا بقوة السلاح'.
ومع ذلك، لم يشر بوتين إلى أي استعداد للتخفيف من مطالبه القديمة بتخلي أوكرانيا عن أي أفكار للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، أو التراجع عما وصفته موسكو بالتمييز ضد الناطقين بالروسية.
وقال بوتين إنه مستعد لعقد محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إذا جاء إلى موسكو، لكنه أضاف أنه ليس من الواضح ما إذا كان هذا الاجتماع سيكون مجديا.
ويسعى زيلينسكي للقاء بوتين لبحث شروط اتفاق محتمل على الرغم من أن الجانبين ما زالا متباعدين، وحث واشنطن على فرض عقوبات على موسكو مرة أخرى إذا لم يوافق بوتين.
وفي اشارة مبطنة على التحدي، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته اليوم الخميس أن القرار بشأن نشر دول غربية قوات في أوكرانيا، لا يعود لروسيا التي ترفض خطوة كهذه.
وقال روته في كلمة خلال مؤتمر بشأن الدفاع في براغ 'لماذا نكترث لموقف روسيا من مسألة القوات في أوكرانيا؟ هذا بلد مستقل، القرار بذلك لا يعود لهم'، في إشارة للروس.
وأتت تصريحات روته بعد ساعات من تجديد موسكو موقفها الرافض لنشر قوات غربية على أراضي أوكرانيا المجاورة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي إنّ 'روسيا ليست لديها أيّ نيّة لمناقشة تدخّل أجنبي في أوكرانيا'، محذّرة من أنّ هكذا تدخّل 'أيّا كان شكله أو صيغته، سيكون غير مقبول بتاتا وسيقوّض أيّ شكل من أشكال الأمن'.
وأضافت أنّ الضمانات الأمنية التي يطالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إطار أيّ تسوية للنزاع في بلاده، معتبرة إيّاها 'ضمانات خطر على القارّة الأوروبية'.
وأوضحت أنّ موسكو تعتبر هذه المطالب 'غير مقبولة على الإطلاق'، مضيفة 'هذه ليست ضمانات أمنية لأوكرانيا، بل هي ضمانات خطر على القارة الأوروبية'.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين شدد الثلاثاء على أن أي تسوية للنزاع ينبغي ألا تقوّض أمن روسيا.
وصرّح بوتين خلال زيارته الصين 'بطبيعة الحال، يعود لأوكرانيا أن تقرّر كيف تصون أمنها. لكن هذا الأمن... ينبغي ألا يضمن على حساب أمن بلدان أخرى، لا سيّما منها روسيا الاتحادية'.
الى ذلك، أعلنت روسيا اليوم الخميس رفضها مناقشة أيّ 'تدخّل أجنبي' في أوكرانيا 'أيا كان شكله'، محذّرة من أنّ الضمانات الأمنية التي تسعى كييف للحصول عليها من الأوروبيين تشكّل 'خطرا' على القارة العجوز.
قال مسؤول روسي بارز اليوم الخميس إن روسيا ستستولي على مزيد من الأراضي الأوكرانية وستصادر ممتلكات بريطانية بعد أن قالت لندن إنها أنفقت نحو 1.3 مليار دولار من الأموال التي جمعتها من أصول روسية مجمدة على شراء أسلحة لأوكرانيا.
وقال جون هيلي وزير الدفاع البريطاني إن أكثر من مليار جنيه إسترليني من الدعم العسكري لأوكرانيا تم دفعها من أصول روسية مجمدة.
وكتب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على تيليجرام يقول 'نظرا لأنه لا يمكن استرداد هذه الأموال عبر القضاء لأسباب واضحة، لم يتبق أمام بلدنا سوى طريقة واحدة لاستعادة هذه الممتلكات: استعادتها بالمثل. أي 'أراض أوكرانية' وغيرها من الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الواقعة عليها'.
واقترح ميدفيديف أيضا أن روسيا سترد على 'أي مصادرة غير قانونية للأموال أو الأرباح الروسية المجمدة' من خلال مصادرة 'الممتلكات الثمينة المملوكة للتاج البريطاني' بما في ذلك الممتلكات البريطانية في روسيا.
ماكرون: مستعدون لتقديم الضمانات لأوكرانيا
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال امس لدى استقباله نظيره الأوكراني إنّ أوروبا مستعدة لتوفير ضمانات أمنية لكييف فور توقيع اتفاق سلام ينهي الحرب.
وقال ماكرون 'نحن الأوروبيون مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا والأوكرانيين فور توقيع (اتفاق) سلام'.
وأضاف أن 'المساهمات التي أعدت ووثقت وأكدت بعد ظهر اليوم على مستوى وزراء الدفاع، في سرية تامة، تمكنني من القول: انتهى الأمر، هذا العمل التحضيري قد اكتمل، وسيتم الآن اعتماده سياسيا'.
وتابع 'نحن مستعدون لسلام قوي وسلام دائم لأوكرانيا والأوروبيين'، مردفا أن 'السؤال الآن هو معرفة مدى صدق روسيا'.
وشكّك ماكرون مرارا في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن رغبته في السلام.
من جهته، قال زيلينسكي إنه لا يرى أي مؤشرات على رغبة موسكو في إنهاء الحرب.
وأوضح الرئيس الأوكراني 'للأسف لم نرَ بعد مؤشرات من جانب روسيا تظهر أنها ترغب في وضع حد للحرب'، معربا عن ثقته بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستساند كييف في 'زيادة الضغط على روسيا للتقدم نحو حل دبلوماسي'.
وتكتّم الزعماء الأوروبيون على طبيعة الضمانات التي من المتوقع أن تشمل نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، وتدريب الجيش الأوكراني، فيما ستضطلع الولايات المتحدة بدور داعم.
ترامب يؤكد إلتزامه بالسعي لتحقيق السلام
من جهة ثانية، نقلت شبكة (سي.بي.إس نيوز) الأمريكية اليوم الخميس عن الرئيس دونالد ترامب قوله إنه لا يزال ملتزما بالسعي للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا على الرغم من تصاعد حالة الضبابية بشأن احتمال إجراء محادثات مباشرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف ترامب في مقابلة هاتفية مع الشبكة الإخبارية أمس 'أنا أراقب وأشاهد وأتحدث بخصوص ذلك مع الرئيسين بوتين وزيلينسكي.. سيحدث شيء ما، لكنهما ليسا على استعداد بعد. لكن شيئا ما سيحدث. سنقوم بإتمامه'.
وقال ترامب إنه يخطط لإجراء محادثات بشأن الحرب في أوكرانيا في الأيام المقبلة بعد فشل قمته في ألاسكا مع بوتين في أغسطس آب في تحقيق انفراجة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه من المتوقع أن يتحدث ترامب هاتفيا اليوم الخميس مع زيلينسكي.
وقال بوتين أيضا إنه مستعد للاجتماع مع زيلينسكي إذا جاء الرئيس الأوكراني إلى موسكو، لكن أي اجتماع من هذا القبيل يجب أن يكون معدا له بشكل جيد وأن يؤدي إلى نتائج ملموسة. ورفض وزير الخارجية الأوكراني اقتراح موسكو كمكان لعقد مثل هذا الاجتماع.
وشعر ترامب بالإحباط بسبب عدم قدرته على وقف القتال الذي بدأ قبل ثلاث سنوات ونصف، بعد أن توقع في البداية أنه سيتمكن من إنهاء الحرب بسرعة عندما تولى منصبه في يناير.
في الاثناء، ألمح ترامب امس إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم تسع لإحلال السلام في أوكرانيا، قائلا 'سترون أشياء تحدث' إذا لم يكن راضيا عن قرارات نظيره فلاديمير بوتين.
وقال ترامب 'ليست لدي أي رسالة للرئيس بوتين، فهو يعرف موقفي، وسيتخذ قرارا بطريقة أو أخرى'.
وأضاف 'مهما كان قراره، فإما أن نكون سعداء به أو غير سعداء. وإذا كنا غير راضين عنه، فسترون أشياء تحدث'.
ودفع ترامب منذ عودته الى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، نحو التوصل الى تسوية للحرب في أوكرانيا. لكن يبدو أن جهوده التي شملت لقاء قمة مع بوتين منتصف أغسطس، لم تحقق خرقا.
ولم يبد بوتين رغبة تذكر في الموافقة على عقد لقاء ثنائي مع نظيره الأوكراني قال ترامب إنه يسعى لترتيبه. وأبقى ترامب الغموض محيطا بما سيفعله إذا رفض بوتين التعاون.
لكن الرئيس الأمريكي رفض الاتهامات له بأنه مستاهل مع موسكو، مشيرا إلى العقوبات الأخيرة على الهند بسبب شرائها النفط الروسي وموضحا أن إجراءات إضافية قد تتخذ لاحقا.
وأضاف 'أتسمون ذلك عدم اتخاذ إجراء؟ ولم أبدأ بعد بالمرحلة الثانية ولا الثالثة'، من دون أن يقدّم تفاصيل.
وقال ترامب ردا على سؤال مراسل وكالة فرانس برس 'سأجري محادثة معه (زيلينسكي) في وقت قريب جدا وسأعرف إلى حد كبير ما الذي سنقوم به'.
وكان زيلينسكي أعرب في وقت سابق أن أمله في دفع ترامب إلى فرض عقوبات جديدة.
بكين ترد على ترامب بنفي التآمر على واشنطن
وفي سياق آخر، نفت الصين الخميس التآمر مع موسكو وبيونج يانج على الولايات المتحدة، بعدما اتهمها الرئيس الأمركي دونالد ترامب بذلك على خلفية دعوتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لحضور عرض عسكري الى جانب شي جينبينغ.
وبينما كانت الصين تستعد لإحياء الذكرى الثمانين لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية بعرض عسكري ضخم في بكين، كتب ترامب في منشور على منصته 'تروث سوشال' للتواصل الاجتماعي 'أتمنى للرئيس شي ولشعب الصين العظيم يوما رائعا من الاحتفالات'.
وأضاف 'أرجو منكم إبلاغ أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ-أون بينما تتآمرون ضدّ الولايات المتّحدة'.
وردا على سؤال بشأن موقف ترامب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غو جياكون إن الزعماء الدوليين دعوا الى بكين لإحياء ذكرى انتهاء الحرب.
وأكد أن الغاية من ذلك هي 'العمل سويا مع هذه الدول والشعوب المحبة للسلام من أجل تكريم ذكرى الشهداء، تقدير السلام، وبناء المستقبل'.
وشدد على أن 'تطوير الصين العلاقات الدبلوماسية مع أي بلد كان، لا يستهدف أي طرف ثالث على الإطلاق'.
وكان الكرملين رأى امس أن تعليق ترامب هدفه 'السخرية' ليس إلا، وفق ما قال المستشار في الرئاسة الروسية يوري أوشاكوف للتلفزيون الرسمي.
وكان شي صافح كيم وبوتين على هامش العرض العسكري. وتقدّم الثلاثة القادة الدوليين المدعوين لحضور المناسبة. وتحدث الرئيس الصيني الى ضيفيه أثناء سيرهم معا على السجادة الحمراء عند ساحة تيان أنمين، حيث مشى بوتين على يمينه وكيم على يساره.
كما جلس الثلاثة جنبا الى جنب في المقصورة الرئيسية أثناء العرض العسكري الضخم الذي شكّل ذروة أسبوع من المحطات الدبلوماسية للرئيس الصيني وحلفائه في مواجهة الغرب.