الرياضية

الأحمر في اختبار تركمانستان بحثًا عن بلوغ نهائي وسط آسيا

 

طشقند - وليد أمبوسعيدي
يدخل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مواجهة حاسمة جديدة، حين يلاقي نظيره منتخب تركمانستان غدًا الجمعة عند الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت مسقط، في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس أمم اتحاد وسط آسيا، وهي المباراة التي ينتظرها الجميع كونها قد تحدد ملامح بطل المجموعة الأولى والمتأهل لملاقاة المنتخب الإيراني متصدر المجموعة الثانية في النهائي الكبير.
ويخوض الأحمر العُماني اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد أن جمع أربع نقاط من مباراتين، حيث تعادل في المباراة الافتتاحية أمام أوزبكستان بهدف لمثله، وحقق الفوز الدرامي المثير على قرغيزستان بنتيجة ٢-١ في الجولة الثانية بفضل ثنائية عصام الصبحي في الدقائق الأخيرة، ليضع نفسه في قلب المنافسة على بطاقة التأهل. ويملك منتخبنا نفس رصيد النقاط مع منتخب أوزبكستان الطامح هو الآخر إلى خطف الصدارة، مع فارق الأهداف الذي قد يكون كلمة الحسم في حال فاز المنتخبان، حيث يواجه المنتخب الأوزبكي منافسه القيرغيزستاني عند الساعة السادسة والنصف مساء، ما يجعل كل هدف يسجله الأحمر أمام تركمانستان بمثابة خطوة مضاعفة نحو النهائي. ويدخل المنتخب المباراة مكتمل الصفوف تقريبًا، باستثناء الشكوك حول جاهزية الظهير أمجد الحارثي الذي تعرض لإصابة عضلية في لقاء الافتتاح أمام أوزبكستان، فيما اكتملت صفوف الفريق بوصول المحترفين عصام الصبحي (القوة الجوية العراقي)، وعبدالرحمن المشيفري (إس كيه آرتيس برنو التشيكي)، ومحسن الغساني (بانكوك يونايتد التايلندي)، الذين منحوا المنتخب إضافة نوعية في الخطوط الأمامية والدفاعية على حد سواء.
ورغم أن منتخب تركمانستان لم يُحقق النتائج المأمولة في البطولة حتى الآن، إلا أنه يبقى منتخبًا يمتلك عناصر قوية بدنيًا قادرة على مقارعة الخصوم، خصوصًا في الألعاب الهوائية والكرات الثابتة التي تشكل سلاحه الأبرز. كما يعتمد المنتخب التركماني بشكل كبير على الكرات الطويلة والهجمات المرتدة السريعة، وهو ما يجعله خصمًا مزعجًا إذا ما وجد المساحات. وبالنظر إلى مشاركاته السابقة، فقد اعتاد هذا المنتخب على مفاجأة منافسين أكبر منه في التصنيف، ما يجعل مواجهته تتطلب حذرًا وتركيزًا مضاعفًا من لاعبي الأحمر لتفادي أي سيناريو قد يعقد حسابات التأهل.
وتاريخيًا، تميل الكفة بشكل واضح لصالح منتخبنا الوطني في مواجهاته السابقة مع تركمانستان، حيث التقى المنتخبان في أربع مباريات رسمية، خرج الأحمر فائزًا في ثلاث منها مقابل خسارة وحيدة. وكانت البداية في تصفيات كأس العالم 2018 عندما فاز منتخبنا في مسقط بثلاثة أهداف لهدف في سبتمبر 2015 على أرضية ملعب استاد السيب، قبل أن يخسر في لقاء العودة بعشق آباد في نوفمبر من العام ذاته بنتيجة ٢-١ على ملعب 'كوپتداغ'. وبعدها جاء اللقاء الأبرز في كأس آسيا 2019 بالإمارات، حين قدم الأحمر واحدة من أجمل مبارياته في البطولة وفاز بثلاثة أهداف لهدف على استاد محمد بن زايد بأبوظبي، ليؤكد أفضليته على تركمانستان في المحفل القاري. أما آخر مواجهة رسمية بينهما فكانت في النسخة الماضية من كأس أمم اتحاد وسط آسيا، والتي أقيمت على أرضية استاد باختاكور المركزي في طشقند يوم 17 يونيو، وخرج منها منتخبنا فائزًا بهدفين دون رد.
وتمنح هذه السجلات المنتخب دفعة معنوية إضافية وتؤكد أن الأفضلية التاريخية تميل لصالحه، لكنها في الوقت نفسه تعني أن المباراة لن تكون سهلة، فالمنافس التركماني يتميز بالقدرة البدنية العالية والاعتماد على الكرات الطويلة، وهو ما يتطلب تركيزًا مضاعفًا من خط دفاعنا بقيادة ثاني الرشيدي.
أما على صعيد المدرب كارلوس كيروش، فإن خبرته في التعامل مع تركمانستان ليست جديدة، فقد سبق له أن واجههم أثناء قيادته لمنتخب إيران في التصفيات الآسيوية وخرج بنتائج إيجابية، وهو ما يمنحه غدًا قراءة أوضح لأسلوب المنافس وكيفية استغلال ثغراته. ويبحث المدرب البرتغالي عن ثاني انتصاراته في البطولة وتأكيد حضوره الرسمي بعد الفوز الأخير على قرغيزستان، وستكون مباراة غدًا بمثابة اختبار جديد لقدرته على الموازنة بين القوة الدفاعية والفعالية الهجومية.
وتبدو روح اللاعبين في أوجها بعد الفوز الأخير، إذ تحدث أكثر من لاعب عن أهمية هذا الانتصار في رفع المعنويات وبث الثقة داخل المجموعة، مع تأكيدهم أن الطموح لا يتوقف عند حدود الفوز، بل يتعداه إلى السعي لتقديم عرض قوي يؤكد أن المنتخب جاهز للخطوة المقبلة في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. وقد تكون العقلية الجديدة التي زرعها كيروش لدى لاعبي منتخبنا السلاح الأهم أمام تركمانستان، خاصة وأن فارق الأهداف قد يكون العامل الحاسم في صراع الصدارة.
وتمثل مواجهة غدًا اختبارًا صريحًا لقوة شخصية الأحمر تحت قيادة كيروش، وفرصة لتأكيد التفوق التاريخي وتحقيق انتصار جديد يعزز الطموحات. فوز عريض سيعني على الأرجح العبور إلى النهائي الكبير المرجح أن يكون أمام إيران، فيما قد تفتح خسارة أي نقطة حسابات معقدة. وبين هذه وتلك، يبقى الأمل حاضرًا بأن يقدم الأحمر عرضًا يليق بسمعته ويؤكد أن الروح الجديدة التي ظهرت في لقاء قرغيزستان لم تكن مجرد ردة فعل مؤقتة، بل خطوة أولى نحو مشروع أكبر يتطلع إليه الجميع.
ويشارك منتخبنا الوطني في بطولة كأس أمم اتحاد وسط آسيا بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، بتشكيلة مكونة من: الحارس إبراهيم المخيني، وعلي البوسعيدي، وغانم الحبشي، وثاني الرشيدي، ومحمود المشيفري، وعاهد المشايخي، ومصعب المعمري، وعبدالله فواز، وناصر الرواحي، وجميل اليحمدي، ومحمد الغافري، ومصعب الشقصي، وزاهر الأغبري، وأحمد الكعبي، وصلاح اليحيائي، وطلال الرشيدي، وأحمد الخميسي، وسلطان المرزوق، وعصام الصبحي، ومحسن الغساني، وأحمد الريامي، وبلال البلوشي.
المدرب السادس
سيكون كارلوس كيروش المدرب السادس الذي يقود الأحمر أمام هذا المنتخب، حيث سبقه من قبل خمسة مدربين منهم أربعة أوروبيين وآخر من أمريكا الجنوبية.
المباراة الأولى تاريخيًا كانت 18 مايو 2008، حيث كان الأحمر حينها يستعد لمواجهة اليابان في طوكيو لحساب الجولة الثالثة لتصفيات كأس العالم 'جنوب أفريقيا 2010' بقيادة المدرب الأوروغوياني خوليو سيزار ريبارس. وأقيمت المواجهة في المجمع الرياضي بنزوى وفاز منتخبنا بهدفين لهدف سجلهما عماد الحوسني، بينما سجل هدف تركمانستان رستم شاباروف. ولعب منتخبنا حينها بتشكيلة مكونة من بدر جمعة في حراسة المرمى، ونبيل عاشور، وأشرف عيد، وعصام فايل في خط الدفاع، وسالم الحبسي ظهيرًا أيسر، وطلال خلفان ظهيرًا أيمن، وأحمد حديد، وأحمد كانو، ومحمد مبارك الهنائي في خط الوسط، وعماد الحوسني، وإسماعيل العجمي في خط الهجوم، وشارك في الشوط الثاني هاشم صالح، ويعقوب عبدالكريم، ومحمد المشايخي، وفيصل حمد.
كما لعب المنتخبان لأول مرة في لقاء رسمي من خلال مواجهتين، الأولى في مسقط والثانية في عشق آباد، في المرحلة المزدوجة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 وتصفيات أمم آسيا 2019، وقاد منتخبنا يومها المدرب الفرنسي بول لوجوين. المباراة الأولى لُعبت في استاد السيب الرياضي بتاريخ 3 سبتمبر 2015 وفاز منتخبنا 3-1 عبر رائد إبراهيم وعماد الحوسني وهدف عكسي من الدفاع التركماني، بينما سجل المنتخب الضيف هدفًا وحيدًا. وفي مباراة الإياب التي أقيمت بتاريخ 17 نوفمبر 2015 فقد وضعت لمسيرة لوجوين التاريخية مع المنتخب بعد أن خسر الأحمر ٢-١ في استاد 'كوبتداغ' بالعاصمة التركمانية عشق آباد وسجل للأحمر محمد الغساني. بعد تلك المباراة انتهت مسيرة لوجوين بعد أن أمضى مع منتخبنا أكثر من أربع سنوات (2011-2015)، وجلس تحت الإدارة الفنية للأحمر قرابة 1621 يومًا، ولعب الأحمر تحت قيادته قرابة 85 مباراة ما بين رسمية وودية.
المدرب الثالث الذي قاد المنتخب أمام تركمانستان هو الإسباني خوان لوبيز كارو، حيث لعب مباراة ودية وحيدة في أغسطس 2016 بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وانتهت بفوز الأحمر عبر هدف عبدالعزيز المقبالي. أما الظهور الخامس لمنتخبنا أمام تركمانستان فقد قاده المدرب الهولندي الراحل بيم فيربيك في 17 يناير 2019 باستاد محمد بن زايد بأبوظبي في بطولة أمم آسيا 2019، وحقق منتخبنا فوزًا بثلاثة أهداف لهدف عبر أحمد كانو ومحسن الغساني ومحمد المسلمي، وكان هذا الانتصار الأهم للأحمر في النهائيات، حيث تأهل حينها لأول مرة إلى مرحلة الإقصائيات. وهو آخر انتصار دولي لفيربيك الذي فارق الحياة بعدها بـ 11 شهرًا في هولندا بعد صراع مع المرض.
أما آخر مباراة جمعت المنتخبين فكانت في بطولة اتحاد وسط آسيا الماضية في يونيو 2023 باستاد باختاكور المركزي في العاصمة الأوزبكية طشقند، حيث فاز منتخبنا الوطني بهدفي عبدالرحمن المشيفري وعصام الصبحي، وقاده يومها المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش ليكون المدرب الخامس الذي يواجه تركمانستان في تاريخ الأحمر. وفي مجمل المواجهات السابقة بين منتخبنا ومنافسه، فاز الأحمر في خمس مباريات وخسر واحدة، وسجل هجومه 12 هدفًا يتقدمهم عماد الحوسني بهدفين، بينما هز الهجوم التركماني شباك الأحمر خمس مرات.
كما لعب كارلوس كيروش من قبل مباراتين أمام منتخب تركمانستان حينما كان مدربًا للمنتخب الإيراني في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا، حيث أُجبر على التعادل 1-1 في عشق آباد قبل أن يتمكن من الفوز في طهران بثلاثة أهداف مقابل هدف.