مشروعات استراتيجية تعزز السياحة والاستثمار بقريات
الثلاثاء / 9 / ربيع الأول / 1447 هـ - 16:48 - الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 16:48
'عمان': تشهد ولاية قريات حراكًا تنمويًا يعكس توجه الحكومة نحو تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، انسجامًا مع مستهدفات 'رؤية عُمان 2040'.
وتتوزع مشاريع نوعية واستراتيجية على مختلف القطاعات، بما يدفع عجلة الاقتصاد، ويوفر فرص العمل، ويعزز من مكانة قريات كوجهة سياحية واستثمارية واعدة.
وقال سعادة الشيخ طلال بن سيف الحوسني -والي قريات: إن عملية التنمية مستمرة بوتيرة متسارعة في الولاية، حيث يجري العمل على تنفيذ جملة من المشاريع الحيوية، منها المرحلة الأولى من مشروع حي الساحل، ويُعد الأول من نوعه في الولاية ويقام على مساحة تتجاوز 1.3 مليون متر مربع، بتكلفة تقدر بحوالي 385 مليون ريال عماني. ويتضمن المشروع بناء العديد من الوحدات السكنية والفنادق، ويساهم في تشغيل الباحثين عن العمل، ويساعد في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية بالولاية. وأكد سعادته أن هذا المشروع يعكس توجه سلطنة عُمان نحو التنمية المتوازنة التي تواكب العصر مع الحفاظ على الهوية التراثية.
وأضاف سعادته أن بلدية مسقط قامت بطرح مناقصة لتطوير منتزه هوية نجم، وهو أحد المشاريع الرائدة في محافظة مسقط، ويوفر المشروع أماكن مناسبة للتخييم ومرافق عامة لخدمة الزوار وغيرها.
وأشار سعادته إلى أن محافظة مسقط تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز القطاع السياحي في ولاية قريات، وذلك من خلال تنفيذ عدد من المشاريع، حيث افتتح منتجع غاف في منطقة ضباب مؤخرًا، وتم تفعيل الأنشطة المائية وأنشطة المغامرات بسد وادي ضيقة، ويضم المشروع خيارات متعددة من الأنشطة المخصصة لمختلف الفئات بما فيها القوارب الدائرية وقوارب الدواسات وقوارب ألواح التجديف والدراجات الجبلية. ويجري العمل على تطوير الواجهة البحرية وممشى الكريب وتطوير متنزه هوية نجم ومشروع حي الساحل، إلى جانب الترويج للاستثمار في المخيمات السياحية بمناطق فنس وبمه وضباب. وبالإضافة إلى إطلاق منصة بوابة قريات الإلكترونية التي توفر معلومات شاملة للزوار.
ومن المشاريع النوعية الأخرى في ولاية قريات مشروع إنشاء محطة تنقية مياه سد وادي ضيقة بطاقة إنتاجية تبلغ 65 ألف متر مكعب يوميًا، فضلاً عن رصف طرق جديدة داخلية وفق الخطة السنوية لبلدية مسقط في قريات، وافتتاح مشروع جسر وادي المسفاة الذي يربط الطريق بين دوار منطقة دغمر ودوار مركز الولاية، ويجري العمل على تنفيذ مشروع الرصيف البحري وتحسين كاسر الأمواج في ميناء الولاية.
كما تم تنفيذ مشاريع توصيل المياه في مختلف مناطق ولاية قريات، وجار تنفيذ أخرى في قرية حيل الغاف ومنطقة حي الظاهر.
وأشار سعادته إلى أن الولاية شهدت تطورًا ملحوظًا في مستوى الخدمات والبنية الأساسية خلال السنوات الأخيرة، حيث حظيت بسلسلة من المشروعات المهمة، شملت رصف الطرق الداخلية وتجميل الواجهة البحرية بقرية الساحل، وإنشاء مماشٍ رياضية لتعزيز الصحة العامة. كما تم بناء مدارس جديدة وتوسعة القائم منها لمواكبة النمو السكاني'.
وأضاف سعادته أن سد وادي ضيقة أسهم بدور حيوي في استقرار الإمدادات المائية وتقليل آثار الفيضانات، فضلاً عن تعزيز النشاط الزراعي في الولاية. وفي الجانب البلدي، افتُتح مؤخرًا مبنى بلدية مسقط الجديد بمنطقة الشهباري، الذي يعد من أكبر المنشآت الخدمية في قريات، ويضم أكثر من 120 مكتبًا مجهزًا وفق أحدث المعايير الفنية والتقنية.
وبيّن سعادته أن المشاريع التنموية بالولاية تعتمد على شراكة استراتيجية بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث يتم تنفيذ مشروع 'حي الساحل' بالتعاون بين شركة قريات للتطوير وشركة المدينة العقارية، إلى جانب محطة تحلية المياه بطاقة 200 ألف متر مكعب يوميًا وتستخدم تقنية التناصح العكسي. ويهدف المشروع إلى تلبية الطلب المتزايد على المياه في المنطقة، ويُعد مثالاً على التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مجال البنية الأساسية.
وأشار سعادته إلى أن المجتمع المحلي يتفاعل بشكل ملحوظ مع المبادرات التنموية والمشروعات المجتمعية، مما يعكس وعيا متزايدا بأهمية المشاركة في تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة، كما أن للمواطنين مشاركة فاعلة في تخطيط المبادرات وفي تحديد أولويات المشاريع التنموية، مما يضمن توافقها مع احتياجاتهم الفعلية.
وأكد سعادته أن مكتب والي قريات أطلق عدة مبادرات لدعم التوظيف وريادة الأعمال، منها التنسيق مع دائرة العمل لتوفير فرص وظيفية للباحثين عن عمل ومخاطبة الشركات والمشاريع القائمة بالولاية، بالإضافة إلى مبادرة 'إتقان' التي ينفذها فريق قريات الخيري لتأهيل وتدريب أبناء قريات في مختلف المجالات بما يتماشى مع متطلبات العصر.
وفي مجال تمكين الشباب، بيّن سعادته أن مكتب والي قريات يعمل كحلقة وصل بين الشباب والجهات المعنية، حيث يقوم برفع احتياجات الشباب في الولاية إلى تلك الجهات والمشاركة في تنفيذ المبادرات الوطنية التي تهدف لتمكينهم في مجالات ريادة الأعمال والرياضة والثقافة والعمل التطوعي. ودعم الجمعيات والفرق التطوعية، وتسهيل حصولها على التراخيص وتقديم الدعم اللوجستي والمشاركة في فعالياتها والتنسيق لعقد ورش أو ندوات توعوية في الولاية. إضافةً إلى عقد بعض الورش التدريبية لموظفي الجهات الحكومية بقريات.
وفي حديثه عن التحديات، أشار سعادته إلى أن الولاية تواجه تحديات مرتبطة بالنمو السكاني وتفاوت الخدمات بين القرى، مما يتطلب تطوير مخططات سكنية جديدة وإدخال القرى البعيدة عن مركز الولاية والتي تعاني من ضعف الخدمات الأساسية ضمن خطط المشاريع الخدمية الحكومية بشكل تدريجي.
كما كشف سعادته عن خطة لإقامة لقاء سنوي مع الجهات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعرض خطط التنمية المستقبلية ومناقشة فرص الاستثمار.