ندوة "ظفار في ذاكرة التاريخ العُماني" تسبر أغوار الإرث الحضاري والإنساني للمحافظة
بـ 33 ورقة عمل لخبراء من داخل سلطنة عمان وخارجها
الاثنين / 8 / ربيع الأول / 1447 هـ - 18:39 - الاثنين 1 سبتمبر 2025 18:39
(عمان): تنطلق في الرابع عشر من سبتمبر الجاري أعمال ندوة علمية تحمل عنوان 'ظفار في ذاكرة التاريخ العُماني'، تنظمها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في قاعة البساتين بمنتجع ميلينيوم في ولاية صلالة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وتُعد هذه الندوة محطة معرفية جديدة ضمن سلسلة الندوات العلمية التي دأبت الهيئة على تنظيمها، وتهدف إلى قراءة المناطق العُمانية في سياقاتها التاريخية والحضارية والإنسانية الأوسع.
وتسلط الندوة العلمية الضوء على محافظة ظفار إحدى أبرز المناطق العُمانية التي امتزج فيها التاريخ بالجغرافيا، والحضارة بالهوية، لتشكّل عبر قرون من التفاعل البشري والسياسي والثقافي معبرا حضاريا راسخا في الذاكرة العُمانية.
وتتجاوز الندوة التي يقام إفتتاحها برعاية صاحب السمو السيّد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، البعد الأكاديمي إلى كونها حدثا وطنيا يعيد التأكيد على أهمية المحافظة ومكانتها التاريخية في السياق العُماني العام، وفي هذا الإطار، تسعى الندوة إلى ترسيخ دور ظفار في الوعي الجمعي الوطني، وتعريف الأجيال بدورها المحوري في صناعة التاريخ، لتبقى هذه الأرض، أرض اللبان، شاهدًا حيًا على عراقة الماضي وامتداد الهوية العُمانية في عمق الزمن.
وتتوزع أوراق العمل ـ البالغ عددها 33 ورقة ـ على مدى ثلاثة أيام وعلى خمسة محاور رئيسة تشمل التاريخي والسياسي، والاقتصادي والاجتماعي، والثقافي والعلمي، والوثائق والمخطوطات، والرواية الشفوية، لتكون الندوة مرآة شاملة تعكس أوجه الحياة والتاريخ في ظفار.
ومن بين الموضوعات التي تتناولها الجلسات السبع للندوة الأحداث السياسية والمعاهدات التاريخية، الشخصيات المؤثرة، الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، أنظمة الأفلاج والموارد المائية، دور المرأة، الإنتاج العلمي والأدبي، التحصينات الدفاعية والمواقع الأثرية، إضافة إلى ما تحتفظ به الوثائق والمخطوطات من شواهد وروايات تُغني الذاكرة الجمعية للمنطقة.
ويؤكد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، أن هذه الندوة تأتي استمرارًا لجهود الهيئة في توثيق التاريخ العُماني من خلال ندوات متخصصة سبق أن تناولت ولايات ومناطق مثل مسندم والبريمي والظاهرة وجنوب الشرقية وشمال الباطنة، مضيفًا أن محافظة ظفار تحتل مكانة خاصة بما تزخر به من إرث حضاري وإنساني متجذّر، يتجلى في شواهدها التاريخية ومفرداتها الثقافية الممتدة عبر آلاف السنين.
وأضاف 'الضوياني' أن ظفار، التي صدّرت اللبان إلى المعابد المصرية والبابلية والكنائس الشرقية، كانت وما زالت ملتقى للحضارات، تربطها طرق التجارة العالمية وتاريخ حافل بالانفتاح على الشرق والغرب، ما يجعلها مصدرًا غنيًا لإعادة قراءة الهوية العُمانية في أفقها الإنساني الأرحب.