النفط تحت ضغط الإنتاج.. والأسواق تترقب اجتماع أوبك بلس
الاثنين / 8 / ربيع الأول / 1447 هـ - 16:48 - الاثنين 1 سبتمبر 2025 16:48
«وكالات»: تواصل أسعار النفط العالمية تذبذبها وسط ضغوط متزايدة من مؤشرات ضعف الطلب وارتفاع الإنتاج، مقابل اضطرابات مستمرة في جانب الإمدادات، وبينما تؤثر الرسوم الجمركية والسياسات النقدية الأمريكية على حركة السوق، يبقي المستثمرون أعينهم على نتائج اجتماعات أوبك المقبلة وتطورات الاقتصاد الصيني والأمريكي، بحثا عن إشارات واضحة لمسار السوق في الفترة المتبقية من العام.
تذبذب مستمر في الأسواق
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر نوفمبر القادم 70 دولارًا أمريكيًّا و52 سنتًا، وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 45 سنتًا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر سبتمبر الجاري بلغ 71 دولارًا أمريكيًّا و20 سنتًا للبرميل، مرتفعًا دولارًا أمريكيًّا و83 سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر أغسطس الماضي.
على الصعيد العالمي ارتفعت أسعار النفط اليوم، إذ تغلب تأثير المخاوف بشأن ارتفاع الإنتاج وتأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الطلب على اضطراب الإمدادات الناجم عن تكثيف الضربات الجوية الروسية-الأوكرانية والضغط بفعل تراجع الدولار.
وصعد خام برنت 31 سنتا، أو 0.46 بالمائة، ليصل إلى 67.79 دولار للبرميل. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 32 سنتا، أو 0.5 بالمائة، إلى 64.33 دولار للبرميل.
ومن المتوقع أن يكون التداول هادئا بسبب إجازة رسمية أمريكية، وسجّل الخامان في أغسطس أول انخفاض شهري لهما منذ أربعة أشهر، وتراجعا ستة بالمائة أو أكثر نتيجة زيادة تحالف أوبك بلس للإنتاج.
وقال أولي هانسن المسؤول عن استراتيجية السلع الأولية في ساكسو بنك «انخفض النفط الخام في أغسطس وبدأ سبتمبر دون اتجاه واضح في إطار النطاقات المحددة».
وأضاف هانسن: إن اجتماع أوبك بلس في السابع من سبتمبر يحظى باهتمام بالغ. ولا تزال الأسواق قلقة بشأن تدفقات النفط الروسي، إذ انخفضت الشحنات الأسبوعية من موانئها إلى أدنى مستوى لها في أربعة أسابيع عند 2.72 مليون برميل يوميا، وفقًا لبيانات تعقب الناقلات التي استشهد بها محللو إيه.إن.زد في مذكرة.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز يوم الجمعة أن من غير المرجح أن تكتسب أسعار النفط قوة دافعة كبيرة عن المستويات الحالية هذا العام، إذ يزيد ارتفاع الإنتاج لدى كبار المنتجين من خطر حدوث فائض في الإنتاج، كما أن تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر على نمو الطلب.
وسجّل إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام مستوى قياسيا مرتفعا في يونيو، وارتفع بمقدار 133 ألف برميل يوميًا إلى 13.58 مليون برميل يوميا، وفقًا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة يوم الجمعة.
وسيعطي تقرير سوق العمل الأمريكي هذا الأسبوع قراءة مهمة لصحة الاقتصاد الأمريكي وسيختبر ثقة المستثمرين في أن خفض أسعار الفائدة سيأتي قريبا، وهي وجهة نظر رفعت من شهيتهم للأصول ذات المخاطر العالية مثل السلع الأولية.
وقبل صدور البيانات، هبط الدولار اليوم إلى أدنى مستوى له في خمسة أسابيع، مما يجعل النفط أرخص للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
انتعاش محدود في البورصات
على صعيد الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم مدعومة بمكاسب أسهم الرعاية الصحية بعد أن أظهرت بيانات أن عقار ويجوفي لإنقاص الوزن من شركة صناعة الأدوية الدنماركية نوفو نورديسك يقدم فوائد أفضل لحماية القلب من علاجات منافسة من إيلي ليلي ومقرها الولايات المتحدة.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.26 بالمائة عند 551.56 نقطة، بعد أول خسارة أسبوعية له في أربعة أسابيع يوم الجمعة.
وكانت أسهم الرعاية الصحية من بين أفضل القطاعات أداء.
وارتفعت أسهم شركة نوفو نورديسك، رابع أكبر شركة رعاية صحية على مؤشر ستوكس، بنسبة 3.1 بالمائة بعد أن قالت الشركة: إن عقارها الرائد لإنقاص الوزن ويجوفي يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة بنسبة 57 بالمائة مقارنة بعقاري مونجارو وزيباوند المنافسين من شركة إيلي ليلي.
وأوضحت الشركة أنها خلصت إلى ذلك عبر مقارنة واقعية للمرضى الذين يعانون من زيادة الوزن والبدانة المفرطة ولديهم أمراض قلبية ولكن ليس السكري.
وصعدت أسهم قطاع الدفاع 1.2 بالمائة، مع ارتفاع سهم شركة (بي.إيه.إي) سيستمز البريطانية اثنين بالمائة، إذ قالت النرويج: إنها اختارت بريطانيا كشريك استراتيجي لها لشراء فرقاطات جديدة، في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 10 مليارات جنيه إسترليني (13.51 مليار دولار).
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، قضت محكمة استئناف أمريكية يوم الجمعة بأن معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير قانونية، رغم السماح باستمرار تنفيذها حتى منتصف أكتوبر للسماح بمزيد من الطعون.
على صعيد متصل تراجع المؤشر الياباني إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع اليوم مع تراجع أسهم قطاع الرقائق، مقتفيًا أثر عمليات بيع قادتها أسهم التكنولوجيا في وول ستريت يوم الجمعة، وهبط المؤشر الياباني 1.24 بالمائة ليصل إلى 42188.79 نقطة عند إغلاق التداول، بعد أن هوى في وقت سابق بأكثر من اثنين بالمائة إلى أدنى مستوى له منذ الثامن أغسطس.
وجاء القسم الأكبر من خسارة المؤشر الياباني الذي بلغ 530 نقطة بسبب انخفاض سهمين من الأسهم ذات الوزن الثقيل، إذ خسر سهم شركة تصنيع معدات اختبار الرقائق والموردة لإنفيديا أدفانتست 7.9 بالمائة أو 244 نقطة، بينما انخفض سهم مجموعة سوفت بنك المستثمرة في الشركات الناشئة التي تركز على الذكاء الاصطناعي 4.8 بالمائة أو 155 نقطة. وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقًا 0.39 بالمائة.
وقال يونوسوكي إيكيدا رئيس قطاع أبحاث الاقتصاد الكلي في نومورا: يبدو لي أن هذا رد فعل مبالغ فيه على (أداء) سوق نيويورك يوم الجمعة، والذي كان في الأساس إعادة توازن للمحافظ في نهاية الشهر عن طريق بيع جميع الأسهم التي تفوقت في الأداء في أغسطس، وخاصة الأسماء التقنية الكبيرة.
وانخفض سهم إنفيديا 3.3 بالمائة يوم الجمعة، متراجعًا لليوم الثاني بعد أن خيّبت الأرباح التي أعقبت جرس إغلاق يوم الأربعاء التوقعات العالية للسوق.
وتأثرت أسهم إنفيديا أيضا بتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يقول: إن شركة علي بابا الصينية طورت شريحة جديدة لمنافسة منتجات إنفيديا. وقفز سهم علي بابا 18.8 بالمائة اليوم الاثنين في هونج كونج. وخسر مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات أكثر من ثلاثة بالمائة يوم الجمعة.
ومن بين أسهم الرقائق الأخرى التي قادت المؤشر الياباني للانخفاض في الجلسة الأحدث، انخفض سهم ديسكو 7.7 بالمائة وفقد سهم سوسيونكست 6.3 بالمائة وتراجع سهم فوروكاوا إلكتريك 5.5 بالمائة.
وشكلت هذه الأسهم بالإضافة لسهمي أدفانتست ومجموعة سوفت بنك، أقل الأسهم أداء على المؤشر الياباني.