الأحمر يبحث عن فوز من بوابة قرغيزستان في بطولة وسط آسيا
الصبحي والمشيفري والغساني ينضمّون للمنتخب .. واستدعاء جمعة الحبسي
الاثنين / 8 / ربيع الأول / 1447 هـ - 14:43 - الاثنين 1 سبتمبر 2025 14:43
متابعة - وليد أمبوسعيدي ووليد العبري
يدخل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مساء غداً الثلاثاء مواجهة مرتقبة أمام نظيره منتخب قرغيزستان، في ثاني مبارياته ضمن بطولة كأس أمم اتحاد وسط آسيا، وذلك بعد أن استهل مشواره بتعادل إيجابي ثمين أمام أوزبكستان بهدف لمثله على أرضية الملعب الأولمبي بالعاصمة طشقند، وقد وقع هدف الأحمر اللاعب ناصر الرواحي مبكرًا في الدقيقة الرابعة، ليمنح منتخبنا أفضلية معنوية في مستهل البطولة، قبل أن يدرك أصحاب الأرض التعادل في الشوط الثاني، لتنتهي المواجهة باقتسام النقاط وسط أداء مقنع من كتيبة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش.
وتحمل مواجهة غداً أمام قرغيزستان أهمية مضاعفة للمنتخب العُماني، إذ ينظر إليها الجهاز الفني على أنها محطة مثالية لمواصلة البناء وتصحيح بعض الأخطاء التي برزت في المباراة الافتتاحية، إضافة إلى تأكيد الجاهزية الذهنية والبدنية قبل الدخول في أجواء التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026؛ فالمكاسب الفنية التي خرج بها الأحمر من مباراة أوزبكستان أعطت انطباعًا إيجابيًا لدى الجهازين الفني والإداري، غير أن الطموح الأكبر هو ترجمة هذا الأداء إلى نتائج إيجابية ملموسة تضع المنتخب في مسار قوي منذ البداية.
من جانبه، يدخل منتخب قرغيزستان بقيادة مدربه أورمات عبدالحكيموف اللقاء هو الآخر بدوافع كبيرة بعد تعادله في الافتتاح أمام تركمانستان بهدف لمثله، حيث يسعى منتخب قرغيزستان لتحقيق نتيجة إيجابية غداً تعزز حضوره في البطولة، ما يجعل المواجهة مرشحة لأن تكون قوية ومفتوحة على كافة الاحتمالات، ومن المتوقع أن يلجأ منتخبنا إلى التنظيم الدفاعي المتوازن، مع الاعتماد على سرعة الأطراف وتحركات خط الوسط في بناء الهجمات المرتدة السريعة، خصوصًا بعد أن أظهر اللاعبون في المباراة الأولى قدرة عالية على الالتزام التكتيكي ومجاراة المنتخب الأوزبكي الذي يتمتع بخبرة طويلة.
ويعول كيروش على مجموعة من العناصر التي أثبتت جدارتها في افتتاح البطولة، من بينها الحارس إبراهيم المخيني الذي تألق في التصدي لعدة فرص خطيرة، والمدافع ثاني الرشيدي الذي ظهر بثبات كبير في الخط الخلفي، إلى جانب فاعلية الثنائي جميل اليحمدي وناصر الرواحي في الخط الأمامي، فضلًا عن تحركات عبدالله فواز في صناعة اللعب، كما يُنتظر أن يكون للرواحي كلمة جديدة بعد هدفه الأول، في ظل تصاعد انسجامه مع المجموعة وقدرته على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.
ويأمل البرتغالي كارلوس كيروش أن يترجم اللاعبون هذه الروح إلى فوز ثمين يعزز الثقة في مشروعه الجديد، ويبعث برسالة واضحة بأن المنتخب يسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ أهدافه الكبرى؛ فالمباراة لا تمثل مجرد اختبار عابر في البطولة، بل تعد بروفة حقيقية قبل مواجهتي أكتوبر المقبلتين في تصفيات المونديال، حيث يسعى الأحمر للوصول إلى أعلى درجات الجاهزية البدنية والفنية والنفسية.
وتحمل مواجهة قرغيزستان في طياتها الكثير من التحدي والإثارة، وتضع منتخبنا أمام فرصة ذهبية لتعزيز حضوره في البطولة، وإثبات أن ما قدمه أمام أوزبكستان لم يكن وليد صدفة، بل هو انعكاس لعمل متواصل وخطط واضحة يقودها جهاز فني طموح ولاعبون يملكون الرغبة في كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة العُمانية.
انضمام المحترفين
شهدت بعثة منتخبنا الوطني الأول اليوم انضمام أربعة من المحترفين خارج سلطنة عُمان، وهم عصام الصبحي وعبدالرحمن المشيفري ومحسن الغساني، حيث التحقوا اليوم بتدريبات المنتخب بعد فراغهم من ارتباطاتهم الرسمية مع أنديتهم الخارجية، ليشكلوا إضافة نوعية لكتيبة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش في مواجهة قرغيزستان غداً ، ويحمل هذا الثلاثي خبرات وتجارب متنوعة من محطات احترافية مختلفة، إذ يلعب عبدالرحمن المشيفري في صفوف نادي إس كيه آرتيس برنو التشيكي، بينما ينشط محسن الغساني مع نادي بانكوك يونايتد التايلندي الذي يعد من أبرز الأندية في الدوري التايلندي الممتاز، في حين يواصل المهاجم عصام الصبحي مشواره مع نادي القوة الجوية العراقي، حيث يقدم مستويات لافتة جعلته من الأسماء الموثوقة في خط الهجوم، كما أقر الجهاز الفني لمنتخبنا استدعاء المدافع جمعة الحبسي للالتحاق ببعثة المنتخب بدلًا من اللاعب خالد البريكي الذي كان من المفترض أن يلتحق بالمنتخب اليوم رفقة بقية اللاعبين، ولكن بداعي الإصابة التي تعرض لها مع نادي إس كيه آرتيس التشيكي، قرر الجهاز الفني استبداله بالحبسي.
ويمثل وصول اللاعبين إلى معسكر المنتخب في طشقند دفعة معنوية قوية، خصوصًا أنهم يملكون خبرة المنافسات القارية وأسلوب اللعب الاحترافي، ما يعزز الخيارات التكتيكية للجهاز الفني ويوفر بدائل متعددة في مختلف الخطوط، ومن المنتظر أن يسهموا في رفع النسق الهجومي وتكثيف العمل الدفاعي بما ينسجم مع توجه كيروش في إعداد فريق متكامل قادر على مجاراة خصومه في البطولة والتحضير بشكل أفضل لتصفيات كأس العالم المقبلة.
في المقابل، تحوم الشكوك حول جاهزية الظهير الأيمن أمجد الحارثي الذي تعرض لإصابة عضلية في مباراة الافتتاح أمام أوزبكستان، التي أجبرته على مغادرة أرضية الملعب، وتشير التقارير الطبية إلى احتمالية غيابه عن مواجهة قرغيزستان، إلا أن القرار النهائي سيظل رهن تقييم الجهازين الطبي والفني، سواء بالمشاركة في اللقاء المقبل أو تأجيل عودته حتى مباراة تركمانستان.
عقدة قرغيزستانية
ويظهر منتخبنا غداً للمرة الثانية في بطولة اتحاد وسط آسيا حينما يواجه منتخب قرغيزستان في الجولة الثانية من أجل الوصول للنقطة الرابعة وتعزيز حظوظه في بلوغ نهائي النسخة الثانية من البطولة، حيث ينتظره منافس شكّل عقدة له في السنوات الأخيرة.
وبعد مواجهة منتخب قرغيزستان وتركمانستان في الجولة الأولى والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، انتقد أورمات عبدالحكيموف استاد جار حيث قال عقب المباراة: لقد واجهنا مشكلة كبيرة في عملية نقل الكرة بالسلاسة المعتادة بسبب سوء أرضية الملعب، لقد سيطرنا على المباراة وخلقنا فرصًا أكبر على المرمى، ولكن بالنهاية انتهت المباراة بالتعادل 1-1.
ويستضيف استاد جار أيضًا غداً مواجهة منتخبنا وقرغيزستان وهو الظهور التاريخي الثاني لمنتخبنا على هذا الملعب بعد أن لعب عليه مواجهة أولى بتاريخ 29 مايو 2014 أمام أوزبكستان انتهت بفوز الأحمر بهدف نظيف. وقال أورمات عن لقاء منتخبنا: لقد لعبنا معهم عدة مرات في السنوات الأخيرة ونعرف إمكانياتهم جيدًا، ولكن الوضع مختلف قليلًا هذه المرة حيث تأهلوا للمرحلة القادمة من التصفيات ويقودهم مدرب له سمعته الإيجابية في القارة الآسيوية.
ويقود عبدالحكيموف منتخب قرغيزستان خلفًا للروسي ماكسيم ليسيتسين الذي أشرف على المنتخب في المرحلة الثالثة من تصفيات مونديال 2026، كما عمل عبدالحكيموف مساعدًا للسلوفاكي ستيفان تاركوفيتش الذي واجه منتخبنا 3 مرات متتالية وتمكن من التفوق عليه.
ويبرز في منتخب قرغيزستان اللاعب جويل كوجو الذي تحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة الماضية أمام تركمانستان حيث سجل هدف منتخب بلاده، ولعب 26 مباراة مع منتخب بلاده وسجل 10 أهداف، وهو معدل لافت للاعب ينتمي إلى أحد المنتخبات المتوسطة في آسيا، ولعب كوجو لأول مرة مع المنتخب في شهر يونيو 2023 في بطولة اتحاد وسط آسيا أمام إيران، وانضم كوجو المولود في العاصمة الغانية أكرا في 21 أغسطس 1998 لأول مرة إلى نادي آلاي في مدينة أوش ولفت الأنظار بأهدافه المتتالية، وهو حاليًا يلعب في نادي نيفيتشي الأوزبكي معارًا من نادي استقلال طهران الإيراني، حيث شارك مع الأخير في دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم الماضي.
فك العقدة
مواجهة غداً هي السابعة بين المنتخبين على كافة الأصعدة، حيث كانت البداية في تصفيات أمم آسيا 2000 وفاز منتخبنا بثلاثية سجلها قاسم مسعود في مناسبتين وهدف لراشد بن عبدالله الوهيبي في التصفيات التي قادها المدرب الوطني عبدالرحيم الحجري واليوغسلافي رادي، وحلّت قرغيزستان ضيفًا على منتخبنا في لقاء ودي عام 2008 وفاز الأحمر بقذيفتي إبراهيم صابر ويونس مبارك، حيث قاد منتخبنا يومها المدرب الأوروجوياني خوليو سيزار ريباس.
ولعبا معًا 4 مرات خلال أقل من عام، حيث فاز منتخبنا بهدف أرشد العلوي في بطولة اتحاد وسط آسيا في يونيو من عام 2023 في اللقاء الذي أقيم في 20 يونيو من العام ذاته باستاد باختاكور المركزي، حيث واجه الأحمر صعوبات قبل الفوز في اللقاء الذي قاده المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش.
بعد ذلك بدأت رحلة المعاناة لمنتخبنا أمام قرغيزستان حيث عجز عن الفوز عليه في ثلاث مباريات رسمية؛ المواجهة الأولى بتاريخ 21 نوفمبر 2023 حينما خسر في بيشكيك بهدف نظيف بالجولة الثانية من التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 وأمم آسيا 2027 باستاد دولين عمرزاكوف في العاصمة طشقند، ثم التقى المنتخبان في 25 يناير 2024 باستاد عبدالله بن خليفة بالعاصمة القطرية الدوحة ببطولة أمم آسيا الماضية، وأيضًا عجز المنتخب عن الفوز حيث انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1، وهي النتيجة التي أخرجت الأحمر مبكرًا من البطولة، وهو الخروج الذي شكّل صدمة كبيرة للجماهير العمانية، كما أنها كانت الظهور الأخير حينها للمدرب الكرواتي برانكو بعد أن أمضى مع الأحمر 1471 يومًا خاض من خلالها 50 مباراة دولية حيث بلغت نسبة الفوز أكثر من 50% بعدما حقق الفوز في 25 مباراة بينما تعادل 11 مرة وخسر في 14 مناسبة، منها ثلاث مرات أمام السعودية ومرتين أمام قطر ومباراة أمام أستراليا واليابان والعراق وتونس وألمانيا والأردن وأوزبكستان وأمريكا وقرغيزستان.
وبالرغم من تغيير برانكو والتعاقد مع المدرب التشيكي يارسلاف تشيلهافي، استقبل الأحمر منتخب قرغيزستان في 11 يونيو 2024 على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي بهدف الثأر وحسم الصدارة، ولكنه فشل في ذلك، حيث تقدم الضيوف بهدف في الشوط الأول واحتاج منتخبنا إلى مساعدة من الحارس توكوتاييف الذي سجل هدفًا في مرماه بالخطأ حتى يسجل التعادل، لتنتهي المباراة بالتعادل ويفشل المنتخب في فك العقدة لثالث مباراة على التوالي مع منتخب يحتل التصنيف 104 عالميًا.