العرب والعالم

موسكو تدك كييف بـ"هجوم هائل".. والدول الغربية تدين " بشدة "

ردا على التصعيد الروسي.. بروكسل تقترح فرض "عقوبات جديدة "

 

عواصم ' وكالات ': أعلنت روسيا اليوم الخميس انها لا تزال 'مهتمة' بمباحثات السلام لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا، وذلك بعد هجوم جوي قالت السلطات إنه أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل في كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال لوكالة فرانس برس إن 'القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها... تواصل ضرب الأهداف العسكرية' والمنشآت المرتبطة بها. أضاف 'في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف هو تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية'.
في الاثناء، قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان إن أردوغان أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مكالمة هاتفية اليوم الخميس بأن أنقرة مستعدة للمساعدة في ترتيب أي محادثات رفيعة المستوى بين أوكرانيا وروسيا.
وذكرت الرئاسة التركية أن أردوغان أخبر زيلينسكي أن تركيا ستواصل مساهمتها في أمن أوكرانيا بعد التوصل إلى السلام.
وفي سياق الهجمات الروسية على اوكرانيا اليوم ، اكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مقتل 15 شخصا على الأقل في الهجمات الجوية الروسية على كييف، وإصابة العشرات، فيما ذكرت صحيفة 'كييف إندبندنت' أن عدد القتلى تجاوز العدد الاولي.
ولم يقتصر الجيش الروسي في هجماته على استخدام الطائرات المسيرة فحسب، بل استخدم كذلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز وصواريخ كينجال (الخنجر) الفرط صوتية.
الى ذلك، تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء الهجمات الجوية التي شنتها روسيا على العاصمة الأوكرانية كييف خلال الليل.
واتهم وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، روسيا، عبر منصة 'إكس'، اليوم الخميس، باستهداف الدبلوماسيين عمدا.
وقال سيبيها إن هذا انتهاك لاتفاقية فيينا، ودعا إلى إدانة دولية للهجوم.
وأضاف سيبيها، الذي نشر أيضا صورا للأضرار التي لحقت بالمكاتب 'نعرب عن تضامننا مع زملائنا في الاتحاد الأوروبي، ونحن على استعداد لتقديم المساعدة'.
وتدافع أوكرانيا، التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، عن نفسها ضد الهجمات الروسية التي بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
تنديد غربي بالهجوم الروسي
من جهتها، ادانت الدول الغربية الهجوم الذي تعرضت له كييف اليوم ، واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الضربات الروسية على كييف ليل الأربعاء الخميس، والتي أسفرت عن مقتل 15شخصا وألحقت أضرارا بمقر بعثة التكتل، تظهر أن موسكو لن يثنيها شيء عن 'ترهيب' أوكرانيا.
وقالت فون دير لايين للصحافيين إن الهجوم 'كان الأكثر حصدا للأرواح في العاصمة منذ يوليو... هو أيضا اعتداء على بعثتنا'، مضيفة أنه 'يظهر أن الكرملين لن يثنيه شيء عن ترهيب أوكرانيا والقتل الأعمى للمدنيين، الرجال، النساء والأطفال، وحتى استهداف الاتحاد الأوروبي'.
و أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الخميس، عن فرض تدابير عقابية جديدة ضد روسيا، وذلك بعدما سقطت صواريخ روسية على مقربة مباشرة من مقر البعثة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في كييف.
وقالت فون دير لاين، للصحفيين في بروكسل، 'سنطرح قريبا الحزمة الـ 19 من العقوبات الصارمة'.
وأضافت فون دير لاين ' بالتوازي، نواصل العمل على ملف الأصول الروسية المجمدة للمساهمة في الدفاع عن أوكرانيا وإعادة إعمارها'.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عدم تضرر العاملين، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وقالت فون دير لاين، في منشور عبر منصة إكس، 'يجب على روسيا أن توقف هجماتها العشوائية على البنية التحتية المدنية على الفور، وأن تشارك في المفاوضات من أجل سلام عادل ودائم'.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستستدعي المبعوث الروسي لدى بروكسل على خلفية الهجوم الذي وقع صباح اليوم الخميس وألحق أضرارا بمقر البعثة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في كييف، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس.
وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في منشور عبر منصة إكس، اليوم الخميس، إنها ستستدعي السفير الروسي لدى الاتحاد المكون من 27 دولة.
وأضافت كالاس 'لا ينبغي أبدا استهداف أي بعثة دبلوماسية. وردا على ذلك، سنستدعي السفير الروسي لدى بروكسل'.
وعقب الهجوم على مقر البعثة، دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في منشور عبر منصة 'إكس'، إلى وقف الهجمات.
وقال بارو 'يجب أن يتوقف هذا. سنزيد الضغط لإنهاء هذه المذبحة'.
وأدان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في منشور عبر منصة إكس، الهجوم الروسي الأخير.
وقال ماكرون '629 صاروخا وطائرة مسيرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي رغبة روسيا في السلام. إرهاب وهمجية'.
وأدانت المفوضة الأوروبية لشؤون التوسع، مارتا كوس، الهجوم ووصفته بأنه 'دليل واضح على أن روسيا ترفض السلام وتختار الإرهاب'، وذلك في منشور عبر منصة 'إكس' يظهر نوافذ وأبوابا محطمة في مقر البعثة.
وفي السياق ذاته، اتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ'تخريب الآمال بتحقيق السلام' في أوكرانيا، بعد الهجوم الصاروخي الدامي على كييف.
وقال ستارمر إن 'بوتين يقتل الأطفال والمدنيين ويخرّب الآمال بتحقيق السلام. يجب أن يتوقف حمام الدم هذا'، مؤكدا أن الضربات التي أسفرت عن مقتل 15شخصا على الأقل بحسب السلطات الأوكرانية، أدت كذلك الى 'تضرر' مبنى المجلس الثقافي البريطاني في العاصمة.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن الاتحاد الأوروبي سيرد على الهجمات الروسية المستمرة ضد أوكرانيا.
وخلال لقائه نظيره الإستوني مارجوس تساهكنا في العاصمة الإستونية تالين، قال الوزير الألماني اليوم الخميس:'شهدنا الليلة الماضية بطريقة مروعة كيف أن روسيا هاجمت كييف مجددا وقصفتها، مما أسفر عن مقتل مدنيين وأطفال، كما تم استهداف بعثة الاتحاد الأوروبي'. وأضاف: 'لا يمكن أن يمر ذلك دون عواقب'.
وأوضح فاديفول أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقدر حتى الآن بشكل كاف الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء القتال، مضيفا أنه يتوقع أن تفكر الولايات المتحدة بجدية في فرض المزيد من العقوبات.
وأبدى فاديفول تحفظا مجددا بشأن مسألة جمع الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا، وهو ما تطالب به إستونيا، مشيرا إلى أن هذا الموضوع سيكون محل نقاش بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاجن. وقال: 'هناك مسائل قانونية معقدة يجب حلها، إضافة إلى تأثيرات هذه الخطوة على استقرار الأسواق المالية'.
وأكد أن الأصول الروسية قد جمدت بالفعل وأنه يجري الاستفادة من أرباحها، معتبرا ذلك 'من وجهة نظر ألمانيا الخطوة الحاسمة لأننا بذلك حرمنا روسيا من التصرف في هذه الموارد المالية. ورأى فاديفول المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي أن كل النقاشات الأخرى بهذا الشأن يجب أن يتم إجراؤها. وصرح بأن هذا الأمر ينطبق سواء على المستوى الداخلي في الحكومة الألمانية التي لم تشكل موقفا نهائيا بعد داخل مجلس الوزراء الألماني، أو داخل الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق ببوتين، قال فاديفول: 'لن ننخدع بسياسة المماطلة، وسنواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة، وبكافة أشكال الدعم، وبالمساندة السياسية في طريقها إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ناتو '.
روسيا تشن هجوما ضخما على كييف
من جانبها، قالت السلطات المحلية إن روسيا شنت هجوما ضخما بالطائرات المسيرة والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف، بما في ذلك ضربة نادرة في وسط المدينة، صباح اليوم الخميس، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة 48 آخرين.
ويعد هذا أول هجوم روسي كبير مشترك بالطائرات المسيرة والصواريخ على كييف منذ أسابيع، في الوقت الذي تواجه فيه جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات صعوبات في تحقيق تقدم.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا شنت هجمات في أنحاء البلاد، خلال الليل، باستخدام 598 طائرة مسيرة هجومية وخداعية و31 صاروخا من طرازات مختلفة، مما يجعلها واحدة من أكبر الهجمات الجوية منذ اندلاع الحرب.
وقال سلاح الجو إن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت وحيدت 563 طائرة مسيرة معادية وطرز أخرى خداعية و26 صاروخا في جميع أنحاء البلاد.
وفي وقت مبكر صباح اليوم الخميس، كانت فرق الانقاذ والسكان يعملون على جمع الحطام والزجاج المتناثر في شوارع وسط كييف، بينما قام آخرون بنقل جثث وجرحى، وفق ما شاهد صحافي في وكالة فرانس برس. وتسببت إحدى الضربات بأضرار بالغة في خمس طبقات من مبنى سكني وأدت الى شقه نصفين.
وشاهد صحافيو فرانس برس عمال انقاذ يرفعون الركام عن جثة شخص، قبل وضعها في كيس أسود ونقلها من المكان.
وتؤكد كييف أهمية الحصول على ضمانات أمنية من الغرب، خصوصا الولايات المتحدة، في إطار أي اتفاق سلام، بشكل يحول دون أن تعرضها لهجوم روسي جديد.
في المقابل، تتمسك روسيا بمطالب منها تخلي أوكرانيا عن مناطق تسيطر عليها موسكو أجزاء واسعة منها، والتخلي عن مسعاها للانضمام مستقبلا الى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وهو ما ترفضه كييف.
وفي الأشهر الأخيرة تمكّن الجيش الروسي الذي يسيطر على حوالي 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدّمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.