"منظور عمان" تجسيد لوني لجمال البيئة العمانية الأصيلة
الخميس / 4 / ربيع الأول / 1447 هـ - 15:22 - الخميس 28 أغسطس 2025 15:22
تصوير- فيصل البلوشي
يقف رجل كبير في السن وتلتف به أشجار 'الورد المحمدي' ذات اللون الزهري المشع، تعلو وجهه ابتسامة عريضة، تجذبك وأنت تضع قدمك في ساحة معرض الفن التشكيلي 'منظور عمان' بالجمعية العمانية للفنون، لتقودك تلك اللوحة لمزيد من التأمل في كل التفاصيل التي تبعث طاقة الفرح للزائرين للمعرض.
لوحة بين مجموعة من اللوحات المرسومة بالألوان المائية، لعشرة فنانين عمانيين، تعتلي المعرض الذي افتتح مساء أمس، والذي يحوي على 22 عملا فنيا هو قصة مختلفة المعالم والملامح تجتمع تحت إطار واحد هو 'البيئة العمانية' بأشكالها وجمالياتها.
اختارت الفنانة رقية البريكية موسم الورد، ليكون مضمون لوحتها، لاسيما بعد أن أصبح هذا الموسم هذا العام بوصلة القاصي والداني في سلطنة عمان، وخطف أنظار السواح والمواطنين، لتتشكل لوحات واقعية عبرت عن جمال الورد في بيئة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، لتكون لوحة البريكية هي صورة من صور هذا الجمال أضفت لها لمسات من ريشتها وفكرة تعبيرية عن الفرح المرتسم على كل قاطف للورد.
على يمين المعرض تعتلي لوحات الفنان التشكيلي سالم السلامي، والتي تمتاز بألفتها مع كل متذوق للفن، يمكنك أن تترجم الكثير من المعاني حين تقف أمام لوحات السلامي والتي تتضح فيها مقدرته الفذة في المزج بين الجمال الطبيعي والمعماري بلمسة فريدة ومتفردة في لوحاته الفنية.
ويأخذك المعرض من بيئة عمانية لأخرى، حيث تقف أمام روعة البحر في لوحات الفنانة التشكيلية شيخة الريامية، حيث ترسو السفن على شواطئ البحر في مدينة عمانية ساحلية، وتتشكل صور الجمال العمراني في أفق ملتصق بالسماء، لتجد أن المشهد الذي أمامك هو مزيج بين الواقعية والانطباعية باستخدام لمسة الفنان الفريدة.
أما في لوحات الفنانة التشكيلية زهراء العجمية فأنت أمام أصالة المعمار الإسلامي، ممزوجا بلغة الزهور التي توحي بالطبيعة الغناء في أرض تجد فيها كل بيئة بطابعها المتفرد هو عنوان لسمة واضحة لما تمتاز به سلطنة عمان.
وفي لوحات الفنانة التشكيلية نسرين العبرية فأنت تستطيع أن ترى صورة العماني المرتبط ببيئته الغناء، ولا تكتفي العبرية بنسج هذه الصورة فقط، بل هي تتعداها بالتركيز على تفاصيل أداء ريشتها التي تجذب الزائر لأعمالها.
وتختار الفنانة التشكيلية شيخة الكلبانية صورة من صور السيريالية التي تمزج مكنونات بلدنا عمان، بروعة وبهاء المعمار، ويأخذك الفنان التشكيلي سليمان الجهوري في جولة بين أروقة القرى العمانية، لتظهر فيها صور الفن المعماري والحضري بألوانه المنسجمة مع لون الأرض، وهو أيضا ما تمتاز به لوحات الفنان التشكيلي أمجد السيابي، مع حضور اللون بارزا وطاغيا مع ترابط بينه وبين عناصر اللوحات.
ودون الحاجة لقراءة اسم الفنان على لوحات تشع بمعاني الأصالة العمانية، وتفاصيل الأزياء التقليدية، وحضور البيئة والمعمار والطبيعة، يمكنك إدراك أنك في حضرة لوحات الفنان التشكيلي أنور سونيا الذي تحضر في أعماله قصص مسيرة حافلة بالعطاء للفن.
وفي لوحات الفنانة التشكيلية مريم الحاتمية تجد حضور الأحياء البرية والبحرية التي هي أحد أبرز العناصر التي تمتاز بها سلطنة عمان، فيما تتقاطع العناصر في لوحات الفنان التشكيلي خالد المقبالي، فمن موروث عمراني وتاريخي إلى جمال طبيعي مع حضور الزخرفة لتجتمع في جمال فني عبرت عنه لوحات المقبالي.
ويعد المعرض مساحة فنية لالتقاء الفنانين ببعضهم البعض، ولقائهم بالجمهور، كما أنه انعكاس لروح البيئة العمانية التي يترجمها الفن بعطائه الذي يبعث رسائل للعالم كله.
تجدر الإشارة إلى أن معرض 'منظور عماني' يستمرفي فتح أبوابه للزوار حتى التاسع من سبتمبر المقبل، ومتاح لكل زائر متذوق للفن، والجمال اللوني.