الاقتصادية

تعزيز التكامل الصناعي بين سلطنة عُمان والسعودية عبر لقاءات ثنائية تدعم التبادل التجاري والاستثمارات النوعية

تبادل تجاري بقيمة 2.18 مليار ريال ونمو الصادرات الصناعية بنسبة 35.7% بين البلدين

 

كتب – خليل بن أحمد الكلباني - تصوير: شمسة الحارثية

نظمت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالتعاون مع هيئة تنمية الصادرات السعودية اليوم بمسقط لقاءات ثنائية بين المصانع العُمانية ورواد الأعمال مع نظرائهم من الجانب السعودي ركزت على عدد من القطاعات الحيوية شملت قطاعات البناء والأغذية والتعبئة والتغليف، والقطاع الطبي.
تعزيز التكامل الصناعي
والتقى معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالبعثة التجارية السعودية المشاركة، مؤكدا عمق العلاقات الأخوية التي تجمع سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات الثنائية تمثل رافدا مهمًا لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي بين البلدين، وأوضح معاليه أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا لتهيئة بيئة أعمال جاذبة للاستثمارات المشتركة، بما يفتح المجال أمام إقامة مشاريع نوعية تعزز التكامل الصناعي وتدعم جهود البلدين في تحقيق مستهدفات “رؤية عُمان 2040” ورؤية المملكة 2030.
وشهد اللقاء توقيع عدد من مذكرات التعاون بين شركات عُمانية ونظيراتها من الجانب السعودي، هدفت إلى تطوير شراكات استراتيجية في مجالات متعددة، وتبادل الخبرات، وفتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية، بما يسهم في تعزيز التكامل الصناعي وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
كما ناقش اللقاء سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، لا سيما في المشاريع القائمة، بمشاركة المصانع العُمانية والسعودية وأصحاب وصاحبات الأعمال من الجانبين، وذلك في إطار التنسيق المستمر بين القطاع الخاص في البلدين لاستكشاف الفرص الاستثمارية المجدية، واستعراض متطلبات تعزيز التجارة البينية، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة ودعم مسيرة النمو الاقتصادي في البلدين، لتحقيق مستهدفات “رؤية عمان 2040” ورؤية المملكة 2030، اللتين تحملان في جوهرهما أهدافًا وطموحات مشتركة بتنويع الاقتصاد وتحفيز الابتكار، وتعزيز الاستثمارات في القطاعات الحيوية.
وأكد المهندس خالد بن سليم القصابي، مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن هذه اللقاءات تمثل منصة مهمة لتفعيل مستهدفات الاستراتيجية الصناعية موضحا أن “التعاون مع المملكة العربية السعودية الشقيقة يفتح مجالات واسعة لبناء شراكات صناعية نوعية، وتطوير مشاريع قادرة على المنافسة إقليميا ودوليا، ونحن نعمل على أن تكون هذه اللقاءات نقطة انطلاق نحو تكامل صناعي مستدام يعزز القيمة المضافة للمنتجات الوطنية، ويعتمد على الابتكار والتقنيات الحديثة، بما يرسخ مكانة عُمان كوجهة صناعية واعدة في المنطقة”.
فرص وتحديات التعاون
من جانبه قال عبد الله بن هلال البرواني من مدينة خزائن الاقتصادية: مشاركتنا في هذا اللقاء تهدف بشكل رئيسي إلى بحث سبل التعاون مع المؤسسات السعودية لجلب وتوطين هذه الصناعات في سلطنة عُمان، لدينا اليوم عدة قطاعات في مجال الصناعة نعمل على استقطاب منتجاتها وخدماتها إلى سلطنة عُمان لما لها من قبول واسع ورؤية مستقبلية واعدة خاصة في قطاعات البناء، والصناعات الغذائية والصناعات التحويلية.
وأضاف: من جهة أخرى نحن نستفيد من قرب السوق السعودي والتجارب والتحديات التي يواجهها المستثمر هناك، بهدف توفير بيئة استثمارية أكثر ملاءمة تتفادى تلك التحديات وتقدم حلولا عملية، حيث إن اللقاء كان فرصة مهمة للتعرف بشكل أوسع على واقع القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية، ونأمل أن تتحول هذه اللقاءات إلى استثمارات فعلية تنقل إلى سلطنة عُمان.
من جانب آخر قال محمد بن صبر الوهيبي رائد أعمال عماني: كان لنا لقاء مثمر مع عدد من الشركات السعودية في مسقط وكان لقاء ناجحا، حيث إننا نعمل في مجال الصناعة وتحديدا في مجالات التعبئة والتغليف، وتبادلنا معهم الكثير من الأفكار والمنتجات واستفدنا من تجاربهم، وهم أيضا استفادوا من تجربتنا في سلطنة عُمان، كما شاهدنا بعض المنتجات التي تُصنع في المملكة العربية السعودية ووجدنا أنه من الممكن تصنيعها في سلطنة عُمان، مما يفتح المجال أمام فرص تعاون صناعي حقيقي.
وأضاف: نتطلع لأن نكون قناة لبعض المنتجات الصناعية السعودية في السوق العُماني وفي المقابل نطمح كذلك إلى زيارة المملكة العربية السعودية للاطلاع عن قرب على المنتجات التي تُصنع هناك ولا تزال غير موجودة لدينا في سلطنة عُمان بهدف توطينها ونقل خبراتها إلى السوق المحلي.
كما قال رائد بن يوسف الدوسري من مصنع قطع غيار المطاط في المملكة العربية السعودية: مجالنا هو تصنيع قطع غيار الشاحنات وقطع الغيار الصناعية المصنوعة من المطاط، وكذلك أدوات السلامة، حيث تم التواصل مع عدد كبير من رجال الأعمال وكثير منهم أبدوا اهتماما واضحا، كما كانت هناك لقاءات واجتماعات مصغرة تم خلالها مناقشة فكرة إنشاء منصات مشتركة بين السوق العُماني والسوق السعودي، بما يسهم في تعزيز التعاون التجاري بين البلدين.
كما تم التواصل مع بعض شركات الشحن ووجدنا اهتماما كبيرا من جانبهم لبحث سبل تسهيل الإجراءات المتعلقة بالتصدير سواء من ناحية الإجراءات القانونية أو الجمركية، كما لمسنا حرصًا واضحا على العمل على تجاوز العقبات التي قد تواجه المصدرين والمستوردين من الجانبين، وأضاف: كان لنا لقاء مع عدد من ممثلي غرفة تجارة وصناعة عُمان وكان هناك اهتمام بالغ من قِبلهم، ورغبة جادة في تسهيل الإجراءات التجارية بين البلدين، كما استمعوا إلى بعض المقترحات التي طرحناها خلال اللقاء.
أما فيما يخص التحديات فالحقيقة أن أبرز تحدٍ نواجهه حاليا هو ارتفاع تكلفة الشحن بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وهي المشكلة الوحيدة التي نراها في الوقت الحالي، ونأمل أن يتم العمل على إيجاد حلول عملية لها خلال الفترة المقبلة.
يشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ماضية في تحقيق أهداف الاستراتيجية الصناعية 2040 كإطار وطني لتعزيز التكامل الصناعي وتوسيع مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني، من خلال دعم الصناعات التحويلية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية والدولية، وتشكل اللقاءات الثنائية مع المملكة العربية السعودية خطوة عملية لترجمة هذه الاستراتيجية إلى واقع ملموس، بما يعزز من تنافسية المنتجات الوطنية ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الصناعي بين البلدين.
وبلغ نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين 2.18 مليار ريال عُماني بنهاية ديسمبر من العام 2024م، وشهدت الصادرات الصناعية العُمانية نموًا بارزًا إلى المملكة العربية السعودية بنسبة 35.7% لتبلغ 538 مليون ريال عُماني بنهاية النصف الأول من العام 2025م مقارنة بنفس الفترة من عام 2024م.