رائد إبراهيم يفجر أزمة في صحار .. وكيوة يذهب ضحيتها!
اعتبرها بوابة عودته للمنتخب الوطني
الاحد / 29 / صفر / 1447 هـ - 15:20 - الاحد 24 أغسطس 2025 15:20
كتب - فيصل السعيدي
فوجئ الوسط الرياضي في سلطنة عمان بنبأ استقالة المدرب الجزائري مصطفى كيوة من منصبه مدربا للفريق الكروي الأول بنادي صحار، وذلك بعد جولة واحدة فقط من انطلاق منافسات دوري النخبة لحساب الموسم الكروي الجديد ٢٠٢٥ / ٢٠٢٦ م.
وبالرغم من الفوز اللافت الذي اغتنمه صحار خارج قواعده على حساب مضيفه الرستاق بأربعة أهداف لهدفين إلا أن كيوة أبلغ مجلس إدارة نادي صحار نيته عدم استكمال رحلته في فترته الثانية مع الفريق الأول بعد موسم ٢٠١٨ / ٢٠١٩، معللا الأمر بعدم إبلاغه من قبل مجلس إدارة النادي بحسم صفقة رائد إبراهيم مما اعتبرها تقليلا لشأنه وانتهاكا صارخا لصلاحياته كمدرب كرة قدم، وبهذا الصدد علق المدرب الجزائري قائلا: صفقة رائد إبراهيم تمت دون علمي بعد يوم واحد فقط من فوزنا على الرستاق في الجولة الافتتاحية لدوري النخبة،على الرغم من أن مجلس إدارة النادي قد اجتمع معي قبل انطلاق الدوري بنحو أسبوعين وعرضوا علي التعاقد مع اللاعبين رائد إبراهيم وخليل العلوي بحجة تدعيم عناصر الفريق الأول بلاعبي خبرة ولكنني في المقابل لم أؤيد الفكرة ورفضت فكرة التعاقد مع هذين اللاعبين رفضا قطعيا لعدم قناعتي بمستوياتهما الفنية خلال الآونة الأخيرة، لأتفاجأ لاحقا بإبرام صفقة التعاقد مع رائد إبراهيم وكأن المسألة عناد ومكابرة وتحد من نوع خاص لفرض الرأي وفرد العضلات!.
وفي السياق ذاته أردف كيوة قائلا: فشل الطرفين في التوصل لحلول توافقية بعد إعلان حسم صفقة التعاقد مع رائد إبراهيم إذ تمسكت برغبتي في إنهاء رحلتي مبكرا مع نادي صحار هذا الموسم نظرا لتباعد وجهات النظر بيني وبين مجلس إدارة النادي التي أصرت على استقطاب عناصر خبرة في الفريق، في الوقت الذي سعيت فيه جاهدا لبناء فريق شاب لا يزيد معدل أعماره عن ٢٠ عاما، وهذا كان هدفي منذ البداية الذي اتفقت من أجله مع مجلس إدارة النادي أثناء إمضائي على كشوفات انتقالي لتدريب نادي صحار.
وأضاف كيوة: مع مرور الوقت تنكرت إدارة النادي لأهدافي التي رسمتها وأرسيت دعائمها منذ شهرين والتي أثمرت عن فوز لافت على حساب الرستاق في افتتاحية النسخة الجديدة لمسابقة دوري النخبة، لقد تجاهلوا الأخذ بمشورتي في التوقيع مع اللاعب الدولي السابق رائد إبراهيم وضربوا برأيي عرض الحائط وكأن وجودي لا يشكل فرقا في حسم الصفقات، وهنا كان لا بد أن أتخذ موقفا حاسما وأضع حدا نهائيا لمثل هذه التدخلات الفنية في عملي، التي اعتبرها تجاوزا صارخا وتعديا سافرا لحقوقي وصلاحياتي كمدرب كرة قدم.
واسترسل المدرب الجزائري بقوله: بطبيعة الحال أرفض مثل هذه التدخلات والممارسات التي لا أجد لها أي مبرر أو مسوغ على الإطلاق سوى الرغبة في فرد العضلات وفرض الرأي على المدرب بشكل أو بآخر،وهو ما يندرج تحت طائلة الإمعان في ممارسات النفوذ الإداري غير المقبول وغير المبرر، لاسيما أنني لم أقبل بهذه الصفقة منذ البداية واعترضت عليها بكل ما أملك ولكن لا حياة لمن تنادي!.
وبهذا يفتتح كيوة مسلسل مقصلة المدربين الاعتيادية كل موسم، مقدما اعتذاره بشكل رسمي عن مواصلة المشوار مع الفريق الكروي الأول بنادي صحار لحساب الموسم الكروي ٢٠٢٥ / ٢٠٢٦م.
مسيرته كلاعب وكمدرب
يذكر أن المدرب الجزائري مصطفى كيوة ( ٥٧ عاما) يملك خبرات ميدانية واسعة كلاعب وكمدرب، حيث سبق أن لعب لنادي مولودية الجزائر لمدة ثلاثة مواسم وتحديدا من ١٩٨١ إلى ١٩٨٤، وبعدها دافع عن ألوان نادي سور الغزلان الجزائري لمدة أربعة مواسم من ١٩٨٤ حتى ١٩٨٨، قبل أن يلعب في صفوف نادي خميس الخشنة الجزائري لمدة موسمين من ١٩٨٨ حتى ١٩٩٠، ومن ثم طرق أبواب الاحتراف الأوروبي الخارجي حيث مثل نادي جوليانو الإيطالي خلال الفترة من ١٩٩٠ إلى ١٩٩٣ وحينها كان الفريق ينشط في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي، وبعدها انتقل إلى مواطنه نادي مونتي بالو الإيطالي الذي دافع عن ألوانه لمدة ثلاثة مواسم في دوري الدرجة الثالثة وتحديدا خلال الفترة من ١٩٩٣ إلى ١٩٩٦، قبل أن يتقمص ألوان نادي فيدنسا الذي كان ينشط أيضا في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي خلال الفترة من ١٩٩٦ إلى ١٩٩٨، وبعدها استقر به المقام في نادي سولينيا الإيطالي الذي دافع كيوة عن ألوانه لمدة أربعة مواسم متتالية وتحديدا من ١٩٩٨ إلى ٢٠٠٢، وتلك كانت محطته الأخيرة كلاعب كرة قدم.
وبعدها اتجه كيوة لسلك التدريب حيث أطلق مسيرته التدريبية مع نادي ديفنسا الإيطالي تحت ١٧ عاما، ممسكا بزمام العارضة الفنية لتدريب هذا الفريق لمدة موسمين من ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٤، وبعدها حط الرحال في نادي رديف مونتيبالو بارما الإيطالي حيث قاد الفريق لمدة ثلاثة مواسم وتحديدا من ٢٠٠٤ حتى ٢٠٠٧، قبل أن يعود أدراجه لنادي ديفنسا ويشرف على تدريب الفريق الأول لمدة موسمين من ٢٠٠٧ إلى ٢٠٠٩ م.
ومن ثم راود كيوة حنين العودة إلى موطنه الجزائر وسجل محطته التدريبية الأولى له محليا بقيادته الفريق الأول لنادي جمعية وهران الجزائري لمدة موسم واحد وتحديدا موسم ٢٠٠٩ / ٢٠١٠، وفي الموسم التالي ٢٠١٠ / ٢٠١١ أشرف كيوة على تدريب الفريق الأول لنادي مولودية قسطنطينة الجزائري، ومن ثم استقر به المقام في نادي مستقبل القصرين التونسي موسم ٢٠١١ / ٢٠١٢، قبل أن يوقع على كشوفات تدريبه لنادي أولمبيك الكاف التونسي لمدة موسمين من ٢٠١٢ حتى ٢٠١٤ م.
وبعدها حزم كيوة حقائب العودة إلى موطنه الجزائر بعدما تلقى عرضا لتدريب الفريق الأول لنادي اتحاد الشاوية الجزائري الذي أتم لاحقا اتفاقه معهم وأشرف على تدريبهم موسم ٢٠١٤ / ٢٠١٥، قبل أن يشد الرحال لتدريب نادي الخابورة العماني موسم ٢٠١٥ / ٢٠١٦ مساهما ببلوغ الفريق نهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم وحلوله وصيفا خلف صحم المتوج بلقب البطولة آنذاك.
ورفعت التجربة التدريبية الناجحة مع نادي الخابورة أسهم كيوة التدريبية فانتقل بعدها لتدريب نادي المريخ السوداني العريق موسم ٢٠١٦ / ٢٠١٧، ومن ثم عاد أدراجه إلى سلطنة عمان وأشرف على تدريب الفريق الكروي الأول بنادي صحار في فترته الأولى معهم موسم ٢٠١٨ / ٢٠١٩، قبل أن يحط الرجال مجددا في نادي فيدنسا الإيطالي الذي تولى تدريبه موسم ٢٠٢١ / ٢٠٢٢، وعاد بعدها ليسجل ظهوره الثاني مع نادي الخابورة خلال منافسات الموسم الكروي المنصرم ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ وساهم في قيادة الفريق لاحتلال المركز الرابع في سلم جدول الترتيب النهائي لفرق الدوري برصيد ٣١ نقطة.
بوابة العودة للأحمر
من جهته ثمن اللاعب الدولي الأسبق رائد إبراهيم خطوة التعاقد مع نادي صحار معتبرا إياها بوابة عودته لصفوف المنتخب الوطني الأول لكرة القدم.
وقال اللاعب البالغ من العمر ( ٣٣ عاما) في حديث مقتضب أدلى به لـ«عمان» في أعقاب توقيع عقد انتقاله لصفوف الفريق الكروي الأول لنادي صحار: سعيد جدا بانتقالي لنادي صحار، وآمل أن أكون على قدر آمال وتطلعات جماهير النادي وأن أترجم الثقة التي أولاها لي مجلس إدارة النادي بقيادة الرئيس حمدان الشيراوي سعيا لتحقيق الأهداف المنشودة التي رسمها في الموسم الحالي.
وتابع النجم الدولي الأسبق: لا شك أن انتقالي لنادي صحار تعتبر بمثابة خطوة إيجابية في مسيرتي الكروية أهدف من خلالها للعودة الجادة لصفوف المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لاسيما وأن منتخبنا حاليا في خضم مرحلة الإعداد لمباراتي الملحق الحاسمتين أمام قطر والإمارات شهر أكتوبر وآمل أن أكون جزءا من هذه الرحلة.
وأضاف: أتطلع لتقديم الإضافة الفنية المرجوة مني في نادي صحار لتشفع لي العودة برأس مرفوع لصفوف الأحمر، وهذا الطموح يعد بمثابة حق مشروع لأي لاعب، إذ لطالما كانت أبواب المنتخب الوطني مفتوحة لجميع اللاعبين، وفي الواقع سارت المفاوضات بشكل طبيعي مع نادي صحار وقد أقنعني أحد اللاعبين بخطوة الانتقال لنادي صحار، وحينما جلست مع إدارة النادي اقتنعت بخطة العمل الواضحة لديهم واقتنعت بخططهم وأفكارهم وأهدافهم خلال المرحلة القادمة.
وتعليقا حول انقطاعه الطويل عن ممارسة كرة القدم وعودته المفاجئة من بوابة نادي صحار أجاب رائد إبراهيم: التحقت بصفوف نادي عبري بداية الموسم الماضي وفي الموسم عينه انتقلت بنظام الإعارة لنادي الاتحاد منتصف الموسم وتحديدا خلال فترة الانتقالات الشتوية، وقبلها واجهت ظروفا عصية حدت من ممارستي للعبة كرة القدم بشكل طبيعي، حيث تكبدت معاناة المطالبة بمستحقاتي المالية المتراكمة من أندية ظفار وعمان التي ماطلت بمستحقاتي في هذا الشأن ووصل الأمر إلى أروقة المحاكم مع نادي ظفار وما زلنا في معترك التقاضي وعواصفه التي لم تهدأ بعد.
وتعقيبا حول تجربته مع نادي فاليتا المالطي الذي لعب في صفوفه لمدة موسمين من ٢٠١٧ إلى ٢٠١٩ علق رائد إبراهيم قائلا: استفدت كثيرا من تجربتي مع نادي فاليتا المالطي على مدى موسمين، لقد كانت بمثابة تجربة مثمرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث علمتني التعامل مع الضغوطات وصقلت فيني أسس وقواعد الاحتراف الكروي الممنهج، واحتكيت مع لاعبين كبار غرسوا فيني قواعد الانضباط التكتيكي مما جعلها تجربة استثنائية لا تنسى تعلمت منها الكثير وأضافت لمسيرتي الكروية.
إلى ذلك خاض رائد إبراهيم ٩١ مباراة دولية بقميص منتخب الوطني الأول لكرة القدم سجل خلالها ٦ أهداف منذ أن استهل رحلة الدفاع عن ألوان الأحمر عام ٢٠١٢، علما بأنه تدرج في صفوف فريق الشباب بنادي الطليعة موسم ٢٠٠٥ / ٢٠٠٦، وبعدها بموسم لعب لفريق الشباب بنادي العروبة، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول بنادي العروبة الذي دافع عن ألوانه لمدة ستة مواسم وتحديدا من موسم ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٣ مسجلا ٨ أهداف في ٥٠ مباراة.
وبعدها وقع رائد إبراهيم على كشوفات انتقاله لصفوف نادي فنجاء لمدة أربعة مواسم من ٢٠١٣ إلى ٢٠١٧ مسجلا ستة أهداف في ٢٣ مباراة، ومن ثم حط الرحال في نادي فاليتا المالطي الذي أحرز له هدفين في ٤٠ مباراة على مدار موسمين مثل فيهما صفوف النادي المالطي وتحديدا من ٢٠١٧ حتى ٢٠١٩ م، قبل أن يوقع لنادي ظفار موسم ٢٠١٩ / ٢٠٢٠، لتدخل بعدها مسيرته الكروية نفقا مظلما مليئا بالاضطرابات والقلاقل.
وذكر رائد إبراهيم أن مجموع مستحقاته المالية مع نادي ظفار تبلغ ١٢ ألف ريال عماني، مشيرا في الوقت ذاته إلى توصله لتسوية مالية مع نادي عبري حصل بموجبها على ٨٠٠ ريال عماني، في حين لم يحصل على راتبين مع نادي الاتحاد يبلغ مجموعهما ١٢٠٠ ريال عماني.