التمثيل الخارجي
الأربعاء / 25 / صفر / 1447 هـ - 19:19 - الأربعاء 20 أغسطس 2025 19:19
فتح اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي الحالي أحمد بن عبدالله البلوشي ملفًا في غاية الأهمية أثناء تحليله لمباراة السيب والخابورة في ختام الأسبوع الأول لدوري النخبة.
تطرق البلوشي في تحليله إلى المشاركات الخارجية للأندية العمانية، خاصة وأننا مقبلون على مشاركة ثلاثة أندية عمانية في كأس التحدي الآسيوي وبطولة الأندية الخليجية.
من تابع الأندية الثلاثة (السيب والشباب والنهضة) خلال الجولة الأولى للدوري يدرك مدى الخطر الذي يحيط بها إذا لم تتدارك أمورها؛ فالدوري الذي لا يفرز أندية قادرة على المنافسة خارجيًا يُنظر إليه أنه منافسة محلية ضعيفة لا تستحق المتابعة.
٣٧ عامًا مرت على أول مشاركة للأندية العُمانية في البطولات الآسيوية، وأفضل مركز حققه السيب عندما أحرز أول لقب قاري للأندية العمانية متمثلًا في كأس الاتحاد الآسيوي، وقبله نادي عمان عندما حل وصيفًا في بطولة الأندية الآسيوية بمسماها السابق، وعجزت ٩ أندية أخرى شاركت في البطولات الآسيوية عن تحقيق النتائج الإيجابية.
وبما أن الاتحاد الآسيوي يعتمد في توزيع المقاعد القارية على تصنيف الدوري المحلي الذي يحتسب بناءً على نتائج الأندية ومدى التزامها بالمعايير التنظيمية والفنية، فقد انعكست النتائج التي حققتها الأندية العُمانية الـ١١ التي شاركت في البطولات الآسيوية بجميع مسمياتها خلال ٣٧ عامًا على تصنيف الدوري وعلى جاذبية الرعاة والتسويق. ولعل انطلاقة الدوري هذا الموسم بدون رعاية دليل واضح لما وصلنا إليه، حيث أثّرت نتائج أنديتنا على عدد المقاعد المخصصة لنا في البطولات الآسيوية وعلى فرصنا في استضافة الأحداث الرياضية، وكذلك المشاركة في اللجان القارية والدولية.
إن المشاركات الخارجية ليست مجرد فرصة تنافسية، بل ملف وطني تتداخل فيه اعتبارات كثيرة، وينظر لهذه المشاركات على أنها جزء من الدبلوماسية الرياضية، وتُستخدم كأداة ناعمة لتمثيل إقليمي، ولهذا، فإنه من المهم أن تضع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العُماني لكرة القدم مشاركة السيب والشباب في كأس التحدي الآسيوي والنهضة في البطولة الخليجية بعين الاعتبار، إذا أردنا أن تصل هذه الأندية بعيدًا في مشاركاتها الخارجية.
وإذا كانت المشاركات الآسيوية للسيب والنهضة في آخر ثلاثة مواسم خلت، جيدة نوعًا ما ورفعت على أثرها من تصنيف الدوري العُماني، وبات لنا مقعد ونصف المقعد في دوري أبطال آسيا ٢ الموسم القادم، فإن طموحاتنا تتعدى ذلك، ولا بد أن ننظر لهذه الأندية بمنظور مختلف، وأن تجد نفس الدعم والاهتمام الذي تحظى به المنتخبات الوطنية قبل كل مشاركة؛ لأن هذه الأندية تمثل سلطنة عُمان في المقام الأول.
ترك الأندية بإمكانياتها الحالية تواجه مصيرها أمر في غاية الصعوبة، ولن تستطيع هذه الأندية أن تصل بعيدًا في مشاركاتها الخارجية، وعلينا أن ندرك بأن التمثيل الخارجي ليس رفاهية، بل مسؤولية وتكامل بين جميع الأطراف المعنية.