لافروف: روسيا مستعدة لـ"مناقشة الجوانب السياسية" لتسوية مع أوكرانيا
إردوغان لبوتين: تركيا تؤيد عملية سلام في أوكرانيا تجمع كل الأطراف
الأربعاء / 25 / صفر / 1447 هـ - 17:58 - الأربعاء 20 أغسطس 2025 17:58
عواصم ' وكالات': قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الأربعاء إن موسكو مستعدة لمناقشة الجوانب السياسية لتسوية مع أوكرانيا.
وأضاف أن روسيا مستعدة لإجراء محادثات بأي صيغة كانت، والارتقاء بمستوى الوفود المشاركة في المفاوضات.
لكنه جدد إصرار موسكو على أن يكون أي اجتماع بين الزعيمين الروسي والأوكراني تتويجا لهذه المفاوضات، وأن يجري التحضير له بعناية فائقة.
وحذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء من أن بحث أي ضمانات أمنية غربية لأوكرانيا من دون إشراك روسيا يمثّل 'طريقا إلى المجهول'.
وتأتي تصريحات لافروف في الوقت الذي يناقش فيه قادة الجيوش بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) تفاصيل أي ضمانات أمنية لأوكرانيا في ظل الجهود الرامية لوضع حد للعملية العسكرية الروسية.
لكن لافروف حذّر من أن 'بحث الضمانات الأمنية بشكل جدي من دون روسيا الاتحادية.. طريق إلى المجهول'. وأضاف 'لا يمكن أن نوافق بأن يتم الآن اقتراح حل مسائل أمنية جماعية من دون إشراك روسيا الاتحادية'.
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بالدخول إلى أوكرانيا قبل ثلاثة سنوات ونصف، وأدى النزاع الذي أعقب ذلك إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم.
وأفاد الرئيس الأمركي دونالد ترامب الذي تحدّث الاثنين مع نظيره الروسي إن بوتين وافق على لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقبل ببعض الضمانات الأمنية الغربية لأوكرانيا.
وأوضح لافروف بأن كل ما قاله بوتين أثناء الاتصال مع ترامب هو أنه 'سيفكر في مسألة رفع مستوى' المباحثات بشأن أوكرانيا.
وأكد بأن أي قمة بين بوتين وزيلينسكي 'يجب أن يتم التحضير لها بشكل دقيق' حتى لا يؤدي الاجتماع إلى 'تدهور' الوضع.
كما اتّهم لافروف القادة الأوروبيين الذين زار بعضهم البيت الأبيض الاثنين بالقيام بـ'محاولات خرقاء' لتغيير موقف الرئيس الأمريكي حيال أوكرانيا. وقال 'لم نسمع أي أفكار بنّاءة من الأوروبيين هنا'.
كما أفاد لافروف بأن 'موقف (الغرب) القائم على المواجهة، موقف مواصلة الحرب، لا يجد من يتفهمه في الإدارة الأميركية الحالية التي.. تسعى للمساعدة في اجتثاث الأسباب الأساسية للنزاع'.
وتعد مسألة الأمن ما بعد الحرب من مصادر القلق الرئيسية بالنسبة لأوكرانيا بعد أكثر من ثلاث سنوات على العملية الروسية.
ولطالما شددت موسكو على أنها لن تقبل بانضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي كما عارضت فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا.
إردوغان لبوتين: تركيا تؤيد عملية سلام في أوكرانيا من جهة ثانية، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الأربعاء إن بلاده ستدعم عملية سلام في أوكرانيا تشارك فيها 'جميع الأطراف'، بحسب الرئاسة التركية.
وأكّد إردوغان خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع بوتين أنه يتابع مجريات عملية السلام وأن تركيا... تدعم التوجهات الرامية إلى إرساء سلام دائم بمشاركة جميع الأطراف' قاصدا أوكرانيا من دون أن يسميها.
وأضافت الرئاسة التركية في بيانها أن بوتين 'شكر الرئيس إردوغان على استضافته محادثات سلام'.
ومنذ مايو الماضي، استضافت تركيا محادثات بين كييف وموسكو في إسطنبول ثلاث مرات لم تحقق أي اختراق واقتصرت نتائجها على اتفاقات لتبادل أسرى حرب.
ومنذ بداية الحرب الروسية الاوكرانية، نجحت أنقرة في الحفاظ على علاقات جيدة مع الجانبين.
وفي حين امتنعت عن الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا، أصرّت على وحدة أراضي أوكرانيا.
روسيا تستعد لخفض الانفاق تحت ضغط الإنفاق الحربي
وفي الشأن الروسي، قال مسؤولون واقتصاديون إن روسيا تعتزم زيادة الضرائب وخفض الإنفاق في مسعاها للحفاظ على الإنفاق الدفاعي مرتفعا، في وقت يعاني فيه اقتصادها تحت وطأة تمويل الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام في أوكرانيا.
ونفى الرئيس فلاديمير بوتين كون الحرب تدمر الاقتصاد الروسي، لكن العجز في الميزانية يتسع مع تزايد الإنفاق، في حين تتراجع الإيرادات من النفط والغاز جراء العقوبات الغربية.
ولم تؤد محادثات طال انتظارها بين بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا الأسبوع الماضي إلى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي منح موسكو، التي تفضل التحرك مباشرة نحو تسوية سلمية، دفعة استراتيجية، لكنه أربك حساباتها فيما يتعلق بالإنفاق.
وينكمش الاقتصاد الروسي، مع تحذير بعض المسؤولين من مخاطر الركود، ورغم أن أسعار الفائدة بدأت في الانخفاض من أعلى مستوياتها في 20 عاما، فقد اتسع عجز الموازنة إلى 4.9 تريليون روبل (61 مليار دولار)، مما يشير إلى أن روسيا ستواجه صعوبة في الوفاء بالتزاماتها الحالية ومواصلة تمويل الحرب بالوتيرة الحالية.
وقال أناتولي أرتامونوف، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الاتحاد في أواخر يوليو تموز 'نظرا للتقديرات الأكثر تشاؤما للمؤشرات الاقتصادية والتراجع في عائدات النفط والغاز، فسيتعين علينا البدء بشكل عاجل في تعزيز المالية العامة'.
وتضاعف إنفاق الميزانية تقريبا من حيث القيمة الاسمية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير شباط 2022، وهي زيادة مالية كبيرة عززت التضخم وأجبرت البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة إلى 21 بالمئة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في تكاليف الاقتراض للشركات.
ومن المتوقع أن يبلغ الإنفاق الإجمالي على الدفاع والأمن القومي 17 تريليون روبل في عام 2025، وهو أعلى مستوى منذ الحرب الباردة، وهو ما يمثل 41 بالمئة من إجمالي الإنفاق ويجعل قطاع الدفاع المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي مع انخفاض الناتج الاقتصادي غير العسكري.
وقال بوتين في يونيو حزيران إن روسيا تعتزم خفض الإنفاق العسكري، لكن المسؤولين لا يزالون يتوقعون زيادته في الفترة الراهنة.
وقال أرتامونوف 'لا يمكننا خفض الإنفاق على الدفاع... وعلى الأرجح سوف نضطر إلى زيادته'.
وتتضمن ميزانية 2025، التي سيجري تقديمها في سبتمبر، إنفاقا على الدفاع والأمن بنسبة ثمانية بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن مصدرا حكوميا روسيا قال إن الرقم الفعلي أعلى قليلا.
وأضاف المصدر أنه لن يكون هناك خفض في الإنفاق الدفاعي في عام 2026، لكن من الممكن حدوث ذلك عام 2027 إذا توقفت الأعمال القتالية.
تضارب اراء السياسين الالمان في ارسال قوات برية لأوكرانيا
من جهة اخرى، عارض رئيس حكومة ولاية سكسونيا الألمانية، ميشائيل كريتشمر، إرسال قوات برية ألمانية لأوكرانيا.
وقال نائب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي في تصريحات لمجلة 'دير شبيجل' الألمانية: 'لا ينبغي الحديث من الأساس عن إرسال جنود ألمان للقتال في أوكرانيا'، معربا عن قناعته بأن ألمانيا لا تستطيع ضمان الأمن في أوكرانيا، وأضاف: 'الجيش الألماني يفتقر إلى الشروط اللازمة لذلك'.
وعقب قمة أوكرانيا في واشنطن، تدور مناقشات حول مسألة توفير ضمانات أمنية موثوقة لكييف بعد اتفاق سلام محتمل مع روسيا. وتعتبر هذه الضمانات شرطا أساسيا لتقديم أوكرانيا تنازلات لروسيا في المفاوضات.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده لمساهمة الولايات المتحدة في الضمانات الأمنية، لكنه لم يفصح عن إجراءات واضحة في هذا الشأن حتى الآن. وقال ترامب أمس إنه يفترض أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى أوكرانيا لضمان سلام محتمل. وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم حلفائها جوا على سبيل المثال. واستبعد ترامب نشر قوات برية أمريكية في أوكرانيا.
ووفقا لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، تعمل ألمانيا وشركاؤها بجد على تفاصيل توفير ضمانات أمنية موثوقة لأوكرانيا. وقال الوزير اليوم في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: 'لم يتحدد بعد شكل الإسهام الألماني في الضمانات الأمنية، وسيتعين تحديده
لاتفيا تسعى إلى تسريع بناء الدفاعات على الحدود مع روسيا وبيلاروس.
بالمقابل ، أعرب نائب بارز بالبرلمان الألماني عن توقعه بأنه سوف يتم إرسال جنود من بلاده لحفظ السلام حال التوصل لوقف دائم لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وفقا لما جاء في مقابلة معه صباح اليوم الأربعاء.
وقال توماس رويفكامب، رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني (بوندستاج) إن خبرات الأوروبيين والأوكرانيين سيئة فيما يتعلق بالتزامات روسيا، ومن ثم هناك حاجة إلى الردع العسكري الفعال.
ونقلت قناة 'دبليو دي آر' عن رويفكامب قوله: 'ويعني ذلك أيضا أن الجنود الألمان سيضمنون في المستقبل، بعد إبرام اتفاق سلام مع روسيا، أن يتم الحفاظ على السلام بصورة دائمة'.
وبالنسبة لأمثلة الدعم الذي يمكن أن يوفره الجيش الألماني، ذكر رويفكامب المساعدة في اللوجيستيات وتدريب الجنود الأوكرانيين والدفاع الجوي.
وأضاف: 'هناك مجموعة كاملة من القدرات العسكرية لدينا في الجيش الألماني التي من شأنها أن تضمن السلام بصفة دائمة في أوكرانيا'.
لاتفيا تسعى إلى تسريع بناء الدفاعات على الحدود
وفي سياق آخر، حث رئيس لاتفيا إدجارس رينكيفيتش على تسريع بناء الدفاعات على طول حدود بلاده مع روسيا وبيلاروس، معللا السبب في ذلك إلى مخاطر أمنية من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي زيارة إلى الحدود بالقرب من زابورجي مرتديا زيا عسكريا، تم إطلاع رينكيفيتش على خطط بناء الأسوار والحواجز الخرسانية والموانع المضادة للدبابات، برفقة قائد الجيش في لاتفيا كاسبارس بودانس ورئيس حرس الحدود جونتيس بوجاتس.
وأضاف الرئيس أنه في ضوء الأحداث في أوكرانيا، يتعين على لاتفيا أن تكون مستعدة لكافةالسيناريوهات في السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن الحدود تبدو مختلفة بشكل جوهري عما كانت عليه قبل عامين، لكنه قال إن هناك المزيد مما يتعين القيام به، سواء فيما يتعلق باستكمال السياج بأجهزة استشعار وكاميرات المراقبة أو تركيب حواجز خرسانية مضادة للدبابات.
وأيد أيضا خططا لتوسيع الشريط الحدودي من 12 إلى 42 مترا.
روسيا تقصفت ميناء في أوكرانيا وتسيطر على مزيد من المناطق السكنية
وعلى الارض، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم الأربعاء إن قواتها قصفت بنية تحتية لميناء يستخدم لتزويد القوات الأوكرانية بالوقود.
ولم يُحدد البيان الميناء. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق إن روسيا قصفت محطة توزيع غاز في منطقة أوديسا الجنوبية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على مناطق نوفوهيورهيفكا وبانكيفكا في شرق أوكرانيا.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 93 طائرة مسيرة وصاروخين خلال الليل مضيفة أنها أسقطت منها 62 طائرة مسيرة وصاروخا وسجلت استهداف 20 موقعا.
وأفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية بوقوع 'ضربة ضخمة بطائرات مسيرة' على منطقة أوديسا جنوب البلاد أسفرت عن إصابة شخص واندلاع حريق كبير في منشأة للوقود والطاقة.
وقال مسؤولون في منطقة إزمايل التابعة لأوديسا إن البنية التحتية لميناء المدينة تعرضت لأضرار.
وفي وقت سابق اليوم قالت يوليا سفيريدينكو رئيسة وزراء أوكرانيا إن ما لا يقل عن 14 شخصا، بينهم أسرة تضم ثلاثة أطفال، أصيبوا في هجوم روسي خلال الليل على منطقة سومي بشمال البلاد.
وجاءت الضربة في وقت يكثف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهوده لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال مسؤولون محليون في المنطقة عبر تطبيق تيليجرام إن روسيا أطلقت 15 طائرة مسيرة على منطقة أوختيركا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.
ونشرت رئيسة الوزراء على موقع إكس أن أعمار الأطفال المصابين في الهجوم هي خمسة أشهر وأربع وست سنوات مشيرة إلى أن الهجوم وقع على حي سكني.
وأضافت 'روسيا تواصل التعبير عن مخاوفها من خلال أعمال الإرهاب في أنحاء أوكرانيا حيث تستهدف مرة أخرى منازل الأسر وأطفالها النائمين'.
وأكدت روسيا مرارا أنها لا تهاجم المدنيين أو البنية التحتية المدنية.
وكثفت روسيا هجماتها على قطاع الطاقة الأوكراني هذا الأسبوع. وتسبب هجوم في نشوب حرائق في مستودع نفط تابع لشركة النفط الحكومية الأذربيجانية (سوكار) كما ألحق هجوم آخر أضرارا بمنشأة لنقل الغاز في منطقة بولتافا في وسط البلاد.
ودأبت موسكو على مهاجمة مستودعات نفط ومرافق تخزين وقود منذ بداية الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022. وقالت وزارة الطاقة إن منشآت الطاقة الأوكرانية تعرضت للهجوم 2900 مرة منذ مارس 2025.