المنوعات

الولايات المتحدة تستعد لظاهرة الكسوف الكلي

1046374
 
1046374
واشنطن «د.ب.ا»: - يستعد فلكيون من المواطنين من جميع أنحاء الولايات المتحدة للانضمام إلى أطقم من علماء الفلك لمتابعة ظاهرة تحدث مرة واحدة في عمر أي إنسان تتعلق بالشمس والقمر وهى ظاهرة الكسوف. وفي 21 أغسطس، يتوقع أن يوجه الملايين من الناس أنظارهم إلى السماء في وضح النهار لمتابعة الحدث السماوي المرتقب: وهو الكسوف الكلي للشمس الذي يبدأ حوالي الساعة 9 صباحا على الساحل الغربي (1700 بتوقيت جرينتش) وينتهي على الساحل الشرقي الأمريكي بعد نحو أربع ساعات. وقال توماس زوربوشن، وهو مسؤول في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، إن الجميع، من فلكيين - سواء كانوا متخصصين أم هواة - إلى علماء الأرصاد الجوية وحراس المنتزهات ومسؤولي النقل الاتحاديين يستعدون لما وصفها بأنها «ستكون لحظة كونية عندما تتحدث الطبيعة إلينا بطريقة صامتة». وفى الحادي والعشرين من شهر يونيو، وقبل شهرين بالضبط من الحدث، تجمع مسؤولون في واشنطن لإطلاق حملة توعية تضمنت تقديم معلومات حول مكان رؤية ظاهرة الكسوف، وكيفية رؤيتها وما يمكن توقعه. وقالوا إن ظاهرة الكسوف تحدث كل ستة أشهر تقريبا، ولكن هذا الكسوف سوف يكون حدثا خاصا لأنه سيكون قد مر 99 عاما على حدوث كسوف من هذا القبيل في جميع أرجاء الولايات المتحدة القارية. وسوف يكون الكسوف مرئيا إلى حد ما في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأجزاء من أمريكا الوسطى والجنوبية، ولكن نطاقا يبلغ اتساعه 100 كيلومتر، والمعروف باسم (المسار الكلي للكسوف)، سوف يتيح المشهد الأكثر إثارة للاهتمام - ومن المتوقع أن تتدفق حشود من البشر إلى البلدان والمدن الواقعة على طول هذا المسار). وتظهر خريطة، أعدتها وكالة ناسا،هذا المسار الذي يمر قطريا من ولاية أوريجون في شمال غرب المحيط الهادئ إلى ولاية كارولينا الجنوبية على ساحل المحيط الأطلسي. والمسار، الذي يمر خلال 14 ولاية، هو المكان الذي سوف يسقط فيه ظل القمر المظلم. وسوف يرى الناس في يوم 21 أغسطس القمر يحجب الشمس تماما لمدة دقيقتين ونصف تقريبا. وفي حين أن الحافة الخارجية لظل القمر سوف تصل إلى الساحل الغربي في حوالي الساعة 9 صباحا، لن يبدأ (الكسوف الكلي) في ولاية أوريجون حتى الساعة 16ر10 صباحا. وسوف ينتهي الكسوف الكلي بعد حوالي 90 دقيقة في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، وبعد مرور أكثر من ساعة، سوف ينحسر الظل القمري كلية عن الولايات المتحدة تماما، وفقا لوكالة ناسا. ومستوى الضوء في مسار الكسوف الكلي سوف يعادل تقريبا الضوء في ليلة يكون فيها القمر بدراً، مما يجعل الحيوانات تصمت والحرارة تنخفض عدة درجات. وقال مارتن نوب، من الإدارة الاتحادية للطرق السريعة إن حوالى 12 مليون شخص يعيشون بطول (مسار الكسوف الكلي)، ويعيش 200 مليون شخص آخر في مناطق تبعد مسافة يوم واحد بالسيارة عن مسار الكسوف الكلي. ويستعد نوب ومسؤولون حكوميون آخرون للأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يبدون اهتماما كبيرا بمتابعة ظاهرة الكسوف، لأنه بالكاد كان أي شخص على قيد الحياة اليوم، موجودا في آخر مرة حدث فيها كسوف من هذا القبيل في الولايات المتحدة.. والتوقيت هو أيضا عامل، نظرا لأن شهر أغسطس هو شهر مفضل لقضاء الإجازات . وهناك فنادق، في مسار الكسوف الكلي، تم حجز غرفها لمدة عامين. وقال المسؤولون أن الأشخاص الذين يبدون ميلا أكثر للمناطق المفتوحة قد يتوجهون إلى أحد المتنزهات الوطنية الـ20 التي تقع في مسار الكسوف الكلي. كما يعمل جهاز المتنزهات الوطنية الأمريكية على الترويج لمتنزهاته كأماكن جيدة لمشاهدة ظاهرة الكسوف خارج المدينة. وقال زوربوشن، المسؤول بوكالة ناسا، في مؤتمر صحفي في الحادي والعشرين من شهر يونيو، إن كل هذا الاهتمام قد يعنى أن ظاهرة كسوف 21 أغسطس سوف تحظى بمتابعة عدد من الأشخاص أكبر ممن تابعوا أي كسوف حدث في الماضي. وقال زوربوشن «سيكون من الصعب مقاومة إغراء مشاهدة هذه الظاهرة وأضاف «شعوري الشخصي هو أنه سيكون الحدث الأكثر مشاهدة، ولكن لا أستطيع إثبات ذلك». ويستعد العلماء لهذا الحدث السماوي منذ سنوات، وقالوا إنهم سوف يستخدمون أعدادا كبيرة من أجهزتهم في شكل أقمار اصطناعية وتلسكوبات أرضية لمراقبة المشهد السماوي. وقالوا إن من بين الأطقم الكثيرة، التي ستراقب ظاهرة كسوف الشمس، رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية. وتصدر وكالة ناسا تحذيرات من النظر مباشرة إلى الشمس بدون نظارات خاصة. وقال مسؤولو الوكالة إنه تم توزيع خمسة آلاف نظارة خاصة لمتابعة ظاهرة الكسوف على المكتبات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كما تشجع الوكالة الناس على صنع عارض للكسوف باستخدام صندوق من الورق المقوى. على الرغم من الخطر، إلا أن مسؤولي الوكالة يريدون أن يرى الناس ظاهرة الكسوف. وقال بريان كارلستروم، من جهاز المتنزهات الوطنية، إن الحدث سيكون يوما مشهودا للجميع وفرصة للناس لخوض تجربة ربما يقومون بسردها لأحفادهم يوما ما.