طلبة يستثمرون الإجازة الصيفية لإطلاق مشاريع ريادية ناجحة
أفكار تستحق الدعم والاهتمام
الجمعة / 22 / محرم / 1447 هـ - 15:55 - الجمعة 18 يوليو 2025 15:55
يستثمر عدد من الطلبة إجازتهم الصيفية في تأسيس مشاريعهم الخاصة، معتبرين الإجازة فرصة لتجديد النشاط الذهني وصقل مواهبهم وإبداعاتهم، والبعد عن الروتين اليومي بإطلاق مشاريع ريادية ناجحة تعكس شغفهم وتحول أفكارهم إلى مهارة حقيقية تسهم في تنفيذ مشاريع تجارية صغيرة تدر أرباحًا مجزية، وتسهم في غرس قيم الاستثمار وريادة الأعمال لديهم.
'عُمان' سلطت الضوء على بعض المشاريع التي أطلقها الطلبة لاستغلال أوقات فراغهم بأفكار تستحق الدعم والاهتمام.
اختار الطالب مهاب بن خلفان العامري المقيد بـ(الصف التاسع) وشريكه عزام المعولي المقيد بـ(الصف الثامن) تحويل إجازتهما الصيفية إلى فرصة عمل وإبداع، فأطلقا معًا مشروعًا تجاريًا يحمل اسم FLW، وهو براند شبابي للملابس يعكس شغفهما بالتصميم بلمسات عصرية.
ويقول مهاب: استوحينا اسم المشروع من كلمة 'flow' التي ترمز للانسياب والتميز الفردي، فكل شخص له طريقته الخاصة في التألق، وجاءت فكرة المشروع من منطلق استغلال الإجازة الصيفية بعمل مفيد بدلاً من قضاء الوقت في التسلية فقط، فقررنا خوض تجربة عملية نكتسب منها مهارات في ريادة الأعمال، ولم تكن لدينا تجارب تجارية سابقة، لكن كنا نتبادل الأفكار دومًا، ونجرب أنشطة بسيطة معًا، وهذا أول مشروع نبدأه بشكل فعلي وجاد، فقمنا بالتخطيط الكامل بأنفسنا، من الاسم والشعار والتصاميم وخطة التسويق، لم نستعن بأحد في البداية، بل عملنا بشكل جماعي، وتشاركنا في القرارات بالتساوي دون تفوق أحد على الآخر، بعدها قمنا بجمع رأس المال من مدخراتنا الشخصية، ما عزز شعورنا بالمسؤولية والاعتماد على النفس.
حول المهارات والهوايات التي ساعدت في تنفيذ المشروع، يذكر مهاب في حديثه: لدي شغف في التصميم والتصوير، أما شريكي عزام فيتميز بالتنظيم والتسويق، ووزعنا الأدوار بيننا بحسب ميول كل واحد، وحرصنا على تطوير أنفسنا باستمرار، ومن التحديات التي واجهتنا بعض المشاكل الفنية، مثل وجود أخطاء في أول دفعة من الطباعة، واضطررنا لإعادة التصنيع، لكننا لم نيأس، بل اعتبرناها تجربة نتعلم منها.
أما عن تسويق المشروع، أضاف مهاب: نسوق لمشروعنا عبر منصة 'انستجرام'، ونركّز على جودة الصور والتصاميم، وتلقّينا تشجيعًا كبيرًا من الأهل والأصدقاء وحتى من متابعين لا نعرفهم شخصيًا، مشيرًا إلى أن المشروع أضاف له الكثير من الدروس، وأهمها أن النجاح لا يأتي دفعة واحدة، بل يحتاج إلى صبر واستمرارية وتنظيم.
وحول طموحه في المستقبل قال: نسعى إلى توسيع مشروعنا بإطلاق تصاميم جديدة، وأن يكون لدينا علامة تجارية معروفة على المستوى المحلي والعالمي، وأن يكون لدينا متجر إلكتروني خاص بنا في المستقبل، بالإضافة إلى المشاركة في المعارض الخاصة برواد الأعمال.
بين الفن والذوق
أبدعت الطالبة مرام بن عمار السليمية (الصف الثامن) في مشروعها المتعلق بالأعمال اليدوية والرسم والطبخ، حيث أشارت في حديثها: بدأت مشروعي عندما كنت في الصف الخامس، حيث كنت أحب الرسم و(DIY)، وأصنع القبعات باستخدام النول، وأجرب وصفات بسيطة في الطبخ، لكن لم أفكر في فتح مشروع حتى اقترحت والدتي الفكرة بحكم أنها ستفيدني في المستقبل، وبالفعل بدأت بالمشروع من البيت والمدرسة، فقمت بصنع رسومات وملصقات ودمى ورقية مرفقة ببيوتها وملابسها، بالإضافة إلى بيع بعض الحلويات التي أعدها في الصباح، وأعرضها على الطالبات بطريقة لطيفة ومشوقة.
وأضافت مرام: بجانب مهارة الطبخ كانت لدي مهارة الرسم وصناعة القبعات، حيث لاقت استحسان الكثير من الفتيات، وتابعت: رغم بساطة الأدوات، لم تكن المهمة سهلة دائمًا، فأكبر تحدٍ واجهته هو كثرة الطلبات، خصوصًا أن التسليم يكون في اليوم التالي، كنت أضطر إلى السهر لإنهاء الرسومات، كما أستيقظ باكرًا لتحضير الحلويات. خلال أيام المدرسة كنت أحرص ألا يؤثر مشروعي على دراستي، وشعرت بقيمة المال وأدركت كيف يتعب الآباء والأمهات من أجلنا.
وحول طموحها قالت: أحلم أن أفتتح محلًا صغيرًا يومًا ما، وأسميه: 'DIY by Maram'، وسأبيع فيه كل شيء أحبه وأصنعه بيدي.
مهارات داعمة
بين حب الساعات وشغف التجارة، يقول الطالب حمد بن مشعل الحارثي: مشروعي عبارة عن تجارة في ساعات اليد الرجالية، سواء بالقطعة أو بالجملة. بدأت الفكرة حين لاحظت اهتمامي الكبير بالساعات ومتابعتي الدائمة لحسابات مختصة في هذا المجال على مواقع التواصل الاجتماعي، وبتشجيع من عائلتي وبعض الأصدقاء بدأت مشروعي بمدخراتي الشخصية إلى جانب دعم والدي.
وأشار في حديثه إلى أبرز المهارات التي ساعدته في تنفيذ المشروع، وهي التصميم والتسويق الإلكتروني، إلى جانب شغفه بالتجارة، موضحًا أن كل شخص لديه مشروع أو هواية يجب أن يُوازن بين التجارة والدراسة.
أما عن التسويق فقال: أعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم يكن التفاعل سريعًا في البداية والإقبال كان ضعيفًا، ولكن مع الاستمرارية والمواصلة بدأ التفاعل والمتابعون ازداد عددهم.
وعن تطوير مشروعه قال: أطمح إلى توسيع مشروعي في المستقبل عبر تنويع السلع واختيار أشكال وألوان جذابة، إلى جانب تطوير مهاراتي من خلال التحاقي بدورات تسويق خلال الإجازة الصيفية والتعلم من تجارب الآخرين. كما أطمح إلى أن يكون لي براند خاص بي، وأتمنى التوسع في هذا المجال.
تنمية الفكر والاستثمار
من جانبه قال عبدالله بن أحمد السيابي، مدرب في الذكاء المالي: يمثل الوعي المالي لطلبة المدارس صمام الأمان لتحقيق إدارة مالية حقيقية لدى الناشئة. وقد نفذت وزارة التربية والتعليم عدة ندوات وملتقيات وحلقات تدريبية معنية بالوعي المالي لترسيخ مفاهيم الإدارة المالية وتنمية فكر الادخار والاستثمار لدى طلبة المدارس، وانعكس ذلك إيجابيًا من خلال رفع الوعي بأهمية المال وطرق التعامل معه وأهمية الادخار والاستثمار.
وأضاف السيابي: إن الإجازة الصيفية فرصة حقيقية لاكتساب المهارات، ومهارات التعامل مع المال من أبرز تلك المهارات التي على أولياء الأمور تعليمها لأبنائهم من خلال تدريبهم على وضع الميزانية الشخصية، وصياغة الأهداف المالية الشخصية، ومهارة التمييز بين الرغبات والحاجات، وتدريبهم على عدم الاندفاع إلى الشراء السريع، على سبيل المثال، ولا ننسى أهمية التعريف بالمحافظ الرقمية وطريقة عملها والاستفادة منها، سواء تلك المحافظ العالمية مثل 'أبل' أو المحلية مثل 'ثواني'.
ويمكن تحقيق تلك الأهداف من خلال إشراك الطلبة في ندوات متخصصة، أو معسكرات ودورات تدريبية محفزة لرفع الوعي المالي، وتشجيعهم على قراءة الكتب المتخصصة مثل كتاب 'الأب الغني والأب الفقير' للكاتب روبرت كايوساكي.
مشيرًا إلى أن تشجيع الطلبة على تنفيذ مشاريع تجارية صغيرة مهم، وعلى الأسرة التعاون ومساعدتهم على التنفيذ، مما يسهم في تحويل المعارف التي اكتسبها الطالب إلى مهارات حقيقية. ويمكن أن يحقق المشروع المنزلي أرباحًا مجزية، مما يسهم في غرس قيم الاستثمار وريادة الأعمال لدى الناشئة.
ويمكن أن يتم تدريب الطلبة من خلال انخراطهم في إدارة مشاريع صغيرة قائمة، للتعرف عن قرب وممارسة إدارة المشروع، وبالتالي يصبحون جاهزين لتنفيذ مشروع صغير خاص بهم.
'عُمان' سلطت الضوء على بعض المشاريع التي أطلقها الطلبة لاستغلال أوقات فراغهم بأفكار تستحق الدعم والاهتمام.
اختار الطالب مهاب بن خلفان العامري المقيد بـ(الصف التاسع) وشريكه عزام المعولي المقيد بـ(الصف الثامن) تحويل إجازتهما الصيفية إلى فرصة عمل وإبداع، فأطلقا معًا مشروعًا تجاريًا يحمل اسم FLW، وهو براند شبابي للملابس يعكس شغفهما بالتصميم بلمسات عصرية.
ويقول مهاب: استوحينا اسم المشروع من كلمة 'flow' التي ترمز للانسياب والتميز الفردي، فكل شخص له طريقته الخاصة في التألق، وجاءت فكرة المشروع من منطلق استغلال الإجازة الصيفية بعمل مفيد بدلاً من قضاء الوقت في التسلية فقط، فقررنا خوض تجربة عملية نكتسب منها مهارات في ريادة الأعمال، ولم تكن لدينا تجارب تجارية سابقة، لكن كنا نتبادل الأفكار دومًا، ونجرب أنشطة بسيطة معًا، وهذا أول مشروع نبدأه بشكل فعلي وجاد، فقمنا بالتخطيط الكامل بأنفسنا، من الاسم والشعار والتصاميم وخطة التسويق، لم نستعن بأحد في البداية، بل عملنا بشكل جماعي، وتشاركنا في القرارات بالتساوي دون تفوق أحد على الآخر، بعدها قمنا بجمع رأس المال من مدخراتنا الشخصية، ما عزز شعورنا بالمسؤولية والاعتماد على النفس.
حول المهارات والهوايات التي ساعدت في تنفيذ المشروع، يذكر مهاب في حديثه: لدي شغف في التصميم والتصوير، أما شريكي عزام فيتميز بالتنظيم والتسويق، ووزعنا الأدوار بيننا بحسب ميول كل واحد، وحرصنا على تطوير أنفسنا باستمرار، ومن التحديات التي واجهتنا بعض المشاكل الفنية، مثل وجود أخطاء في أول دفعة من الطباعة، واضطررنا لإعادة التصنيع، لكننا لم نيأس، بل اعتبرناها تجربة نتعلم منها.
أما عن تسويق المشروع، أضاف مهاب: نسوق لمشروعنا عبر منصة 'انستجرام'، ونركّز على جودة الصور والتصاميم، وتلقّينا تشجيعًا كبيرًا من الأهل والأصدقاء وحتى من متابعين لا نعرفهم شخصيًا، مشيرًا إلى أن المشروع أضاف له الكثير من الدروس، وأهمها أن النجاح لا يأتي دفعة واحدة، بل يحتاج إلى صبر واستمرارية وتنظيم.
وحول طموحه في المستقبل قال: نسعى إلى توسيع مشروعنا بإطلاق تصاميم جديدة، وأن يكون لدينا علامة تجارية معروفة على المستوى المحلي والعالمي، وأن يكون لدينا متجر إلكتروني خاص بنا في المستقبل، بالإضافة إلى المشاركة في المعارض الخاصة برواد الأعمال.
بين الفن والذوق
أبدعت الطالبة مرام بن عمار السليمية (الصف الثامن) في مشروعها المتعلق بالأعمال اليدوية والرسم والطبخ، حيث أشارت في حديثها: بدأت مشروعي عندما كنت في الصف الخامس، حيث كنت أحب الرسم و(DIY)، وأصنع القبعات باستخدام النول، وأجرب وصفات بسيطة في الطبخ، لكن لم أفكر في فتح مشروع حتى اقترحت والدتي الفكرة بحكم أنها ستفيدني في المستقبل، وبالفعل بدأت بالمشروع من البيت والمدرسة، فقمت بصنع رسومات وملصقات ودمى ورقية مرفقة ببيوتها وملابسها، بالإضافة إلى بيع بعض الحلويات التي أعدها في الصباح، وأعرضها على الطالبات بطريقة لطيفة ومشوقة.
وأضافت مرام: بجانب مهارة الطبخ كانت لدي مهارة الرسم وصناعة القبعات، حيث لاقت استحسان الكثير من الفتيات، وتابعت: رغم بساطة الأدوات، لم تكن المهمة سهلة دائمًا، فأكبر تحدٍ واجهته هو كثرة الطلبات، خصوصًا أن التسليم يكون في اليوم التالي، كنت أضطر إلى السهر لإنهاء الرسومات، كما أستيقظ باكرًا لتحضير الحلويات. خلال أيام المدرسة كنت أحرص ألا يؤثر مشروعي على دراستي، وشعرت بقيمة المال وأدركت كيف يتعب الآباء والأمهات من أجلنا.
وحول طموحها قالت: أحلم أن أفتتح محلًا صغيرًا يومًا ما، وأسميه: 'DIY by Maram'، وسأبيع فيه كل شيء أحبه وأصنعه بيدي.
مهارات داعمة
بين حب الساعات وشغف التجارة، يقول الطالب حمد بن مشعل الحارثي: مشروعي عبارة عن تجارة في ساعات اليد الرجالية، سواء بالقطعة أو بالجملة. بدأت الفكرة حين لاحظت اهتمامي الكبير بالساعات ومتابعتي الدائمة لحسابات مختصة في هذا المجال على مواقع التواصل الاجتماعي، وبتشجيع من عائلتي وبعض الأصدقاء بدأت مشروعي بمدخراتي الشخصية إلى جانب دعم والدي.
وأشار في حديثه إلى أبرز المهارات التي ساعدته في تنفيذ المشروع، وهي التصميم والتسويق الإلكتروني، إلى جانب شغفه بالتجارة، موضحًا أن كل شخص لديه مشروع أو هواية يجب أن يُوازن بين التجارة والدراسة.
أما عن التسويق فقال: أعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم يكن التفاعل سريعًا في البداية والإقبال كان ضعيفًا، ولكن مع الاستمرارية والمواصلة بدأ التفاعل والمتابعون ازداد عددهم.
وعن تطوير مشروعه قال: أطمح إلى توسيع مشروعي في المستقبل عبر تنويع السلع واختيار أشكال وألوان جذابة، إلى جانب تطوير مهاراتي من خلال التحاقي بدورات تسويق خلال الإجازة الصيفية والتعلم من تجارب الآخرين. كما أطمح إلى أن يكون لي براند خاص بي، وأتمنى التوسع في هذا المجال.
تنمية الفكر والاستثمار
من جانبه قال عبدالله بن أحمد السيابي، مدرب في الذكاء المالي: يمثل الوعي المالي لطلبة المدارس صمام الأمان لتحقيق إدارة مالية حقيقية لدى الناشئة. وقد نفذت وزارة التربية والتعليم عدة ندوات وملتقيات وحلقات تدريبية معنية بالوعي المالي لترسيخ مفاهيم الإدارة المالية وتنمية فكر الادخار والاستثمار لدى طلبة المدارس، وانعكس ذلك إيجابيًا من خلال رفع الوعي بأهمية المال وطرق التعامل معه وأهمية الادخار والاستثمار.
وأضاف السيابي: إن الإجازة الصيفية فرصة حقيقية لاكتساب المهارات، ومهارات التعامل مع المال من أبرز تلك المهارات التي على أولياء الأمور تعليمها لأبنائهم من خلال تدريبهم على وضع الميزانية الشخصية، وصياغة الأهداف المالية الشخصية، ومهارة التمييز بين الرغبات والحاجات، وتدريبهم على عدم الاندفاع إلى الشراء السريع، على سبيل المثال، ولا ننسى أهمية التعريف بالمحافظ الرقمية وطريقة عملها والاستفادة منها، سواء تلك المحافظ العالمية مثل 'أبل' أو المحلية مثل 'ثواني'.
ويمكن تحقيق تلك الأهداف من خلال إشراك الطلبة في ندوات متخصصة، أو معسكرات ودورات تدريبية محفزة لرفع الوعي المالي، وتشجيعهم على قراءة الكتب المتخصصة مثل كتاب 'الأب الغني والأب الفقير' للكاتب روبرت كايوساكي.
مشيرًا إلى أن تشجيع الطلبة على تنفيذ مشاريع تجارية صغيرة مهم، وعلى الأسرة التعاون ومساعدتهم على التنفيذ، مما يسهم في تحويل المعارف التي اكتسبها الطالب إلى مهارات حقيقية. ويمكن أن يحقق المشروع المنزلي أرباحًا مجزية، مما يسهم في غرس قيم الاستثمار وريادة الأعمال لدى الناشئة.
ويمكن أن يتم تدريب الطلبة من خلال انخراطهم في إدارة مشاريع صغيرة قائمة، للتعرف عن قرب وممارسة إدارة المشروع، وبالتالي يصبحون جاهزين لتنفيذ مشروع صغير خاص بهم.