نوفيلا "السفر الى كعكة القمر" لزياد خداش: حديث الأمس والآن وغدا وسحرية بناء السرد
الخميس / 21 / محرم / 1447 هـ - 19:40 - الخميس 17 يوليو 2025 19:40
'أنا مش هايل'، بنطق سليم ودون تأتأة، لم يجد (زياد-هايل) مجالا لتفسير اطمئنانه على أمه، فيرحل بسبب هذه مغامرة السفر عبر الزمن. وهل لذلك الرحيل دلالة ما على استحالة العودة إلى الزمن الماضي؟
هل عاد زياد خداش إلى الماضي 76 عاما كي يحذّر أهل بلدته الأصلية بيت نبالا (وبالتالي فلسطين) مما تخطط له العصابات الصهيونية من احتلال للبلاد وطرد أهل بلدته وشعب فلسطين فقط وفقا لنصيحة عاطف أبو دية المقيم النبالي اللاجئ والمقيم في عمان، بعدم الخروج من بيت نبالا، وعدم قبول خدمات وكالة الغوث (الأونروا)؟ أم إنها عودة رمزية للإيحاء بأزمان أخرى؟
ربما يمكن طرح جدل يتعلق بأن الفلسطينيين لم يفاجأوا، حيث يمكن استنتاج ذلك مما ظهر من وعي الأستاذ مصطفى الذي علم بتخطيط العصابات التي تتسلح، وهذا يزيد من احتمالية أن رسالة الكاتب موجهة لفلسطينيي اليوم، حيث يسعى أحفاد قادة العصابات إلى دفع الشعب الفلسطيني إلى الهجرة من غزة بشكل خاص.
في نص يمزج ما بين السيرة والبناء الروائي، بأسلوب فانتازيّ جذاب مشوق، سافر بنا الكاتب الفلسطيني زياد خداش في رحلة زمن تخييلية، عائدا إلى بيت نبالا، ليبني مجتمع القرية من جديد، من خلال ما عرفه من تاريخ عائلته وبلدته الشفوي، مختارا العام السابق لنكبة فلسطين، أي العام 1947؛ ففي الرابع من يوليو منه، تهبط مركبة السفر عبر الزمن إلى محيط مدرسة القرية، لتبدأ رحلة التجوال في شوارع القرية. كانت الزيارة عبر الزمن من خلال بوابات نجمية، عند أقدام الهرم باكا، زمن الذهاب والإياب، بحيث يسمح له لمدة يومين من خلال التنسيق مع هيفاء صديقته المصرية المحبة له ولفلسطين من خلال علاقات والدها الذي على صلة ما مكان البوابات، مصطحبا معه ملابس كالقمباز، ولوازم تناسب عام 1947 حتى لا يبدو غريبا عن الناس.
اختار زياد التحدث أولا مع الأستاذ مصطفى سليمان الذي عُرف عنه الوعي والوطنية ومساعدة الناس. توقع وجوده في المسجد فجرا. حين يعرفه، يخبره بسرّه، وأنه قادم من المستقبل من عام 2024، ويريه المحمول. يتفهم الأستاذ مصطفى، ويعده أن يريه بيت نبالا، وأهله بالطبع، ونصحه بأن يصبح شخصية أخرى، هي شخصية هايل من عاقر، وأن يتحدث بتأتاة. يستغرب الأستاذ معرفة زياد بـ'الزوبعة' وهي مجموعة مقاومين. يرى زياد أهله، في ذلك الزمن، حين كانوا أطفالا وفتيانا. يتأمل زياد هؤلاء ويتجول، وبسبب التلفون المحمول، يتم اعتقاله من قبل سلطة الاحتلال البريطاني ليتم الإفراج عنه في 11/7/1948، قبل يومين من احتلال العصابات للقرية. وهكذا لم يستطع زياد العودة إلى الزمن الحاضر، وهناك يجد نفسه مهاجرا، ولاجئا إلى أن يكبر، ويرحل من خلال الفانتازيا مرة أخرى، لكن هذه المرة من العالم بكل أزمانه لكنه يظل ذكرى.
زيارة
إذا كان ما ذكرناه عن رسالة نوفيلا 'السفر إلى كعكة القمر' لزياد خداش، بنصح أهل بلده بيت نبالا-الفلسطينيين بالبقاء وعدم الخروج من بيوتهم أمرا مهما، فإن التفكير فيما بناه الكاتب من سرد روائي عام وسرد خاص لعالم القرية أمر مهم، يدفعنا إلى تحليل البناء الروائي. أما السرد الروائي العام، فقد أبدع الكاتب حين جعله موزعا ما بين الزمن الحاضر، وبين الرحلة في الزمن، حيث اكتمل السرد خلال هذا الإطار الزمني.
أما السرد الخاص، فقد قدم الكاتب لوحات مشهدية من مجتمع بيت نبالا، فقد عادت القرية لتصحو مع أذان الفجر، والمدرسة، ورائحة خبز الطوابين، ووصف البيوت، وموقع القرية، وسكة الحديد، والمقهى.
وهذا الأستاذ مصطفى سليمان وخليل خداش (الجد) ويوسف أمين والد محمد أمين قريبه، وقرقور الذي على البركة، وعبدالقادر الذي سيكون أول شهيد من جماعة 'الزوبعة'، ثم يرى مصطفى والد الكاتب عندما كان ابن 8 سنوات، ووالدته مريم ابنة الثلاث سنوات مع والدتها ذيبة. ثم العم محمود حيث يحضر زواجه. يمر حديث عن المشاكل الاجتماعية بين العائلات، وطقس الاستماع للأخبار السياسية من الراديو الوحيد في القرية، (لجنة الأنسكوب للتقصي عام 1947 التي قاطعها الفلسطينيون). وخلال التجول يرى الكامب الإنجليزي الذي تأسس عام 1941، الذي يحرسه جنود عرب وضابط إنجليزي، ويعمل فيه اليهودي مرخاي حارسا. يلتقي بشخصية نسوية قوية هي العتلة. تداول النص مصطلحات تراثية مثل المطحنة والقبعة والقوطة والسحجة، في سياق ما شاهد. كذلك استحضر الكاتب طقس استحمام النساء في منطقة العين، وحتى لا يقترب أحد فإن وضع كومة الأشواك تكون الإشارة إلى أنهن يستحممن.
أما فضاء البلدة، فشهادنا ما ذكر من ساحات، وما استدعى من أماكن وأحداث مثل وادي الصرار ورواية جرف السيول لحليمة السيد. ثم لنجد يافا والرملة المدينتين اللتين يبيع النباليون منتوجاتهم فيهما، ثم الجلزون ورام الله.
فنيا:
استدعى الكاتب هنا ما عرفه من تاريخ شفوي من كبار السن، وبالطبع فإن العالم الروائي وبناء الشخصيات والأحداث في بيت نبالا يرتبط بالفترة الزمنية للزيارة الخاطفة، والتي كانت ليومين، ثم إن تعرّض هايل-زياد للأسر يفسّر البناء الروائي للمجتمع النبالي، حيث تم التركيز على الإطار العام، من حيث رحلة الزمن، والتي يدخلها الكاتب-زياد ولكن دون أن يخرج منها، ربما لاهتمام الكاتب برسالة النوفيلا. ربما كانت هناك فرصة لبناء أكثر لعالم بيت نبالا من خلال المعتقل، لكن يبدو أن المعتقل شكّل صدمة له بسبب عدم القدرة إلى العودة إلى الزمن الحاضر، ونحن هنا إنما نحاول تفسير الشكل لا منح إجابات مطلقة.
صحيح أن البناء يبدأ من حيث بداية السرد، وفكرة البوابات النجمية، لكن في الواقع فإن السفر هنا هو أسلوب بحد ذاته. أي أن الإطار العام هو مدخل للسرد. لقد كان السفر عبر الزمن، هو أسلوب الكاتب للعودة إلى الزمن الماضي.
تم السفر من خلال لغة طبيعية بعيدة عن التكلف والثقل، استطاع من خلال 90 صفحة توصيل وصف الرحلة، ومآلات الشخصيات ومصير الوطن.
من خلال تفاصيل صغيرة أضفت حيوية على النص، مثل عادة قلب العين لدى زياد في الزمن الحاضر التي تذكرهم بعادة هايل (الذي هو زياد)، شكلت ما يمكن أن يكوّن دائرة روائية، كذلك الحديث عن الخصوصية في العلاقة الحميمية، حيث إن ما يسمع عنه هايل في رحلته عبر الزمن هو ما عرفه من قبل في حياته الحاضرة، فيكون من روى له الحادثة هو بطلها نفسه.
لعل وصف وقوع أواني المطبخ من اللاجئين وهم يتهجرون، كان قمة في الخيال، ما جعلنا نعيش الرحلة، والتأثر عن قرب بها. أما أوقات وتواريخ المواسم، فكان على الكاتب التدقيق أكثر فيها.
مآلات:
مآلات الشخصيات حسب أعمارها عام 1947، يبني بحد ذاته دائرة روائية من حيث البدايات والنهايات، وما ارتبط بها خلال الرحلة القصيرة.
يبني الأستاذ مصطفى خيمة هائل-زياد، قرب خيمة أهل زياد، حيث يكون مصير اللاجئين من بيت نبالا العيش في قريتي شبتين وقبية، ثم يتم جلبهم بشيء من الجبر إلى مخيم الجلزون، حيث فضلوا البقاء فيه.
وهكذا يشهد هايل- زياد مشاهدة الجلزون ما بعد عام 1948، وصولا لزواج الأب والأم عام 1963، حيث كان الوالد طالبا في جامعة دمشق، وولادته هو عام 1964، حيث من خلال الفانتازيا يرى نفسه حين يولد. أما العم مصطفى العشريني وسؤاله عن مصير فلسطين ومصيره، ويعلمه زياد، فيسعد لمصيره من عيش كريم وتخرجه في الجامعة الأمريكية بعد عام على النكبة أي عام 1949، وانتمائه للحزب القومي الاجتماعي الذي ينعاه الأمين العام في عمان، ويحزن لمصير وطنه، رغم أنه لربما توقع ذلك.
ترحل جدته ذيبة التي تتوفى عام 1959، ويرحل جده عام 1983، وعمه وأمه وأبيه، وآخرون بعيدا عن قريتهم بيت نبالا.
صدرت النوفيلا عن دار مرفأ للثقافة والنشر بيروت 2025
صورة الغلاف تظهر مشهدا من رحلة 4 لاجئين وخامسهم محمولا على الكتفين.
هل عاد زياد خداش إلى الماضي 76 عاما كي يحذّر أهل بلدته الأصلية بيت نبالا (وبالتالي فلسطين) مما تخطط له العصابات الصهيونية من احتلال للبلاد وطرد أهل بلدته وشعب فلسطين فقط وفقا لنصيحة عاطف أبو دية المقيم النبالي اللاجئ والمقيم في عمان، بعدم الخروج من بيت نبالا، وعدم قبول خدمات وكالة الغوث (الأونروا)؟ أم إنها عودة رمزية للإيحاء بأزمان أخرى؟
ربما يمكن طرح جدل يتعلق بأن الفلسطينيين لم يفاجأوا، حيث يمكن استنتاج ذلك مما ظهر من وعي الأستاذ مصطفى الذي علم بتخطيط العصابات التي تتسلح، وهذا يزيد من احتمالية أن رسالة الكاتب موجهة لفلسطينيي اليوم، حيث يسعى أحفاد قادة العصابات إلى دفع الشعب الفلسطيني إلى الهجرة من غزة بشكل خاص.
في نص يمزج ما بين السيرة والبناء الروائي، بأسلوب فانتازيّ جذاب مشوق، سافر بنا الكاتب الفلسطيني زياد خداش في رحلة زمن تخييلية، عائدا إلى بيت نبالا، ليبني مجتمع القرية من جديد، من خلال ما عرفه من تاريخ عائلته وبلدته الشفوي، مختارا العام السابق لنكبة فلسطين، أي العام 1947؛ ففي الرابع من يوليو منه، تهبط مركبة السفر عبر الزمن إلى محيط مدرسة القرية، لتبدأ رحلة التجوال في شوارع القرية. كانت الزيارة عبر الزمن من خلال بوابات نجمية، عند أقدام الهرم باكا، زمن الذهاب والإياب، بحيث يسمح له لمدة يومين من خلال التنسيق مع هيفاء صديقته المصرية المحبة له ولفلسطين من خلال علاقات والدها الذي على صلة ما مكان البوابات، مصطحبا معه ملابس كالقمباز، ولوازم تناسب عام 1947 حتى لا يبدو غريبا عن الناس.
اختار زياد التحدث أولا مع الأستاذ مصطفى سليمان الذي عُرف عنه الوعي والوطنية ومساعدة الناس. توقع وجوده في المسجد فجرا. حين يعرفه، يخبره بسرّه، وأنه قادم من المستقبل من عام 2024، ويريه المحمول. يتفهم الأستاذ مصطفى، ويعده أن يريه بيت نبالا، وأهله بالطبع، ونصحه بأن يصبح شخصية أخرى، هي شخصية هايل من عاقر، وأن يتحدث بتأتاة. يستغرب الأستاذ معرفة زياد بـ'الزوبعة' وهي مجموعة مقاومين. يرى زياد أهله، في ذلك الزمن، حين كانوا أطفالا وفتيانا. يتأمل زياد هؤلاء ويتجول، وبسبب التلفون المحمول، يتم اعتقاله من قبل سلطة الاحتلال البريطاني ليتم الإفراج عنه في 11/7/1948، قبل يومين من احتلال العصابات للقرية. وهكذا لم يستطع زياد العودة إلى الزمن الحاضر، وهناك يجد نفسه مهاجرا، ولاجئا إلى أن يكبر، ويرحل من خلال الفانتازيا مرة أخرى، لكن هذه المرة من العالم بكل أزمانه لكنه يظل ذكرى.
زيارة
إذا كان ما ذكرناه عن رسالة نوفيلا 'السفر إلى كعكة القمر' لزياد خداش، بنصح أهل بلده بيت نبالا-الفلسطينيين بالبقاء وعدم الخروج من بيوتهم أمرا مهما، فإن التفكير فيما بناه الكاتب من سرد روائي عام وسرد خاص لعالم القرية أمر مهم، يدفعنا إلى تحليل البناء الروائي. أما السرد الروائي العام، فقد أبدع الكاتب حين جعله موزعا ما بين الزمن الحاضر، وبين الرحلة في الزمن، حيث اكتمل السرد خلال هذا الإطار الزمني.
أما السرد الخاص، فقد قدم الكاتب لوحات مشهدية من مجتمع بيت نبالا، فقد عادت القرية لتصحو مع أذان الفجر، والمدرسة، ورائحة خبز الطوابين، ووصف البيوت، وموقع القرية، وسكة الحديد، والمقهى.
وهذا الأستاذ مصطفى سليمان وخليل خداش (الجد) ويوسف أمين والد محمد أمين قريبه، وقرقور الذي على البركة، وعبدالقادر الذي سيكون أول شهيد من جماعة 'الزوبعة'، ثم يرى مصطفى والد الكاتب عندما كان ابن 8 سنوات، ووالدته مريم ابنة الثلاث سنوات مع والدتها ذيبة. ثم العم محمود حيث يحضر زواجه. يمر حديث عن المشاكل الاجتماعية بين العائلات، وطقس الاستماع للأخبار السياسية من الراديو الوحيد في القرية، (لجنة الأنسكوب للتقصي عام 1947 التي قاطعها الفلسطينيون). وخلال التجول يرى الكامب الإنجليزي الذي تأسس عام 1941، الذي يحرسه جنود عرب وضابط إنجليزي، ويعمل فيه اليهودي مرخاي حارسا. يلتقي بشخصية نسوية قوية هي العتلة. تداول النص مصطلحات تراثية مثل المطحنة والقبعة والقوطة والسحجة، في سياق ما شاهد. كذلك استحضر الكاتب طقس استحمام النساء في منطقة العين، وحتى لا يقترب أحد فإن وضع كومة الأشواك تكون الإشارة إلى أنهن يستحممن.
أما فضاء البلدة، فشهادنا ما ذكر من ساحات، وما استدعى من أماكن وأحداث مثل وادي الصرار ورواية جرف السيول لحليمة السيد. ثم لنجد يافا والرملة المدينتين اللتين يبيع النباليون منتوجاتهم فيهما، ثم الجلزون ورام الله.
فنيا:
استدعى الكاتب هنا ما عرفه من تاريخ شفوي من كبار السن، وبالطبع فإن العالم الروائي وبناء الشخصيات والأحداث في بيت نبالا يرتبط بالفترة الزمنية للزيارة الخاطفة، والتي كانت ليومين، ثم إن تعرّض هايل-زياد للأسر يفسّر البناء الروائي للمجتمع النبالي، حيث تم التركيز على الإطار العام، من حيث رحلة الزمن، والتي يدخلها الكاتب-زياد ولكن دون أن يخرج منها، ربما لاهتمام الكاتب برسالة النوفيلا. ربما كانت هناك فرصة لبناء أكثر لعالم بيت نبالا من خلال المعتقل، لكن يبدو أن المعتقل شكّل صدمة له بسبب عدم القدرة إلى العودة إلى الزمن الحاضر، ونحن هنا إنما نحاول تفسير الشكل لا منح إجابات مطلقة.
صحيح أن البناء يبدأ من حيث بداية السرد، وفكرة البوابات النجمية، لكن في الواقع فإن السفر هنا هو أسلوب بحد ذاته. أي أن الإطار العام هو مدخل للسرد. لقد كان السفر عبر الزمن، هو أسلوب الكاتب للعودة إلى الزمن الماضي.
تم السفر من خلال لغة طبيعية بعيدة عن التكلف والثقل، استطاع من خلال 90 صفحة توصيل وصف الرحلة، ومآلات الشخصيات ومصير الوطن.
من خلال تفاصيل صغيرة أضفت حيوية على النص، مثل عادة قلب العين لدى زياد في الزمن الحاضر التي تذكرهم بعادة هايل (الذي هو زياد)، شكلت ما يمكن أن يكوّن دائرة روائية، كذلك الحديث عن الخصوصية في العلاقة الحميمية، حيث إن ما يسمع عنه هايل في رحلته عبر الزمن هو ما عرفه من قبل في حياته الحاضرة، فيكون من روى له الحادثة هو بطلها نفسه.
لعل وصف وقوع أواني المطبخ من اللاجئين وهم يتهجرون، كان قمة في الخيال، ما جعلنا نعيش الرحلة، والتأثر عن قرب بها. أما أوقات وتواريخ المواسم، فكان على الكاتب التدقيق أكثر فيها.
مآلات:
مآلات الشخصيات حسب أعمارها عام 1947، يبني بحد ذاته دائرة روائية من حيث البدايات والنهايات، وما ارتبط بها خلال الرحلة القصيرة.
يبني الأستاذ مصطفى خيمة هائل-زياد، قرب خيمة أهل زياد، حيث يكون مصير اللاجئين من بيت نبالا العيش في قريتي شبتين وقبية، ثم يتم جلبهم بشيء من الجبر إلى مخيم الجلزون، حيث فضلوا البقاء فيه.
وهكذا يشهد هايل- زياد مشاهدة الجلزون ما بعد عام 1948، وصولا لزواج الأب والأم عام 1963، حيث كان الوالد طالبا في جامعة دمشق، وولادته هو عام 1964، حيث من خلال الفانتازيا يرى نفسه حين يولد. أما العم مصطفى العشريني وسؤاله عن مصير فلسطين ومصيره، ويعلمه زياد، فيسعد لمصيره من عيش كريم وتخرجه في الجامعة الأمريكية بعد عام على النكبة أي عام 1949، وانتمائه للحزب القومي الاجتماعي الذي ينعاه الأمين العام في عمان، ويحزن لمصير وطنه، رغم أنه لربما توقع ذلك.
ترحل جدته ذيبة التي تتوفى عام 1959، ويرحل جده عام 1983، وعمه وأمه وأبيه، وآخرون بعيدا عن قريتهم بيت نبالا.
صدرت النوفيلا عن دار مرفأ للثقافة والنشر بيروت 2025
صورة الغلاف تظهر مشهدا من رحلة 4 لاجئين وخامسهم محمولا على الكتفين.