أعمدة

عهد جديد للكرة العمانية

عندما تسللت كرة القدم إلى قلوبنا واستحوذت على عواطفنا واهتماماتنا منذ الصغر كانت قمة فرحنا أن نلعب أدوارا متقدمة عندما نشجّع نادينا من أجل المنافسة على لقب دوري أو كأس.

كبُرت أحلامنا وأمنياتنا مع التطور السريع الذي نعيشه ولم يعد اهتمامنا فقط بنادينا المحلي أو فريقنا الأهلي إنما تجاوزنا الحدود وشجّعنا أندية عالمية وأصبح ارتباطنا بهذه الأندية أكبر من ارتباطنا السابق بنادينا الذي كنا نتابعه وهو يلعب على ملاعب رملية قبل أن تتحول إلى ملاعب عشبية.

كان المنتخب الوطني الأول لكرة القدم هو قمة فرحنا بعد أن كبرت أحلامنا برغم أن هذا الزمن تتشابك فيه الصورة مع الظل وتتحول التفاصيل فيه إلى قضايا رأي، فالكل أصبح مدربا ومحللا وناقدا وإعلاميا وصحفيا ومع ذلك ما زلنا نطمح لأن يلعب المنتخب الوطني أدوارا متقدمة برغم معرفتنا بواقعنا.

كرة القدم العمانية التي دخلت عهدا جديدا من التجديد مع مجلس الإدارة الجديد الذي يقوده سعادة السيد سليمان بن حمود البوسعيدي الذي انتُخب مؤخرا رئيسا للاتحاد العماني لكرة القدم وكانت جملة القرارات التي اتخذها المجلس في فترة زمنية قصيرة الهدف المعلن عنها التجديد وتصحيح المسار، وكان أبرز هذه القرارات الاستغناء عن الجهاز الفني للمنتخب الوطني الذي كان يقوده المدرب الوطني رشيد جابر واستبداله بجهاز فني آخر بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش لينضم لقائمة 28 مدربا أجنبيا سبق لهم تدريب المنتخب الوطني لعل وعسى أن يحقق ما عجز عنه الآخرون في تحقيق أمنية طال انتظارها.

التعاقد مع كيروش جاء قبل ساعات من قرعة الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 حيث ينافس منتخبنا 5 منتخبات أخرى تبلغ قيمتها السوقية 159.9 مليون يورو في الملحق وهي: السعودية (25.2 مليون يورو)، إندونيسيا (34.9 مليون يورو)، العراق (15.9 مليون يورو)، سلطنة عُمان (9.1 مليون يورو)، قطر (23.9 مليون يورو)، والإمارات (50.9 مليون يورو).

هذه الأرقام تبيّن الفارق الكبير بين المنتخبات الستة؛ ففي الوقت الذي تسعى فيه الدول لزيادة رقعة انتشار اللعبة وزيادة عدد ممارسيها حتى يكون الاختيار أوسع نجد أنفسنا في حيرة من أمرنا وأنديتنا تحرم أجيالا متعاقبة من الظهور وعدم الاهتمام من خلال إيقاف نشاطها الكروي، ومع ذلك نبحث عن بصيص أمل بأن يكون لنا حضور في المونديال وكأن كيروش الذي درّب في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية (حسب سيرته الذاتية) يملك العصا السحرية التي فشل فيها كل المدربين السابقين، وأن يساهم في تحقيق رؤية الاتحاد الجديد الذي نقف معه ونشد من أزره وأن نستعيد بصيصا من الأمل في التصفيات القادمة وأن يحقق المنتخب الوطني الحلم الذي طال انتظاره.