رأي عُمان

البرامج الشبابية.. نحو جيل يواكب المتغيرات

 


يحظى الشباب بالنصيب الأوفر من اهتمام القيادة في سلطنة عمان؛ إيمانا منها بأهمية الدور الملقى على عاتقهم في بناء الحاضر والمستقبل. ويتجسد هذا الإدراك لمحورية دور الشباب في التنمية من خلال السياسات والبرامج الحكومية التي تهدف إلى تمكين الشباب في مختلف مجالات العمل وقطاعات الإنتاج، وإشراكهم في تحمل المهام القيادية والتنفيذية بعد أن يتم إعدادهم وتأهيلهم وفق خطط منهجية مدروسة، وفي معاهد وأكاديميات تدريب متخصصة.

وهذا التمكين أحد مرتكزات رؤية عمان المستقبلية؛ لذلك تولي الحكومة عناية خاصة لتوفير البيئات الحاضنة لتنمية الطاقات الشبابية، وتوجيهها نحو البناء والابتكار من خلال برامج ومبادرات مستمرة تتنوع في أهدافها ووسائلها، وتتكامل في رؤيتها نحو صناعة جيل قادر على مواكبة التحديات، واستيعاب متغيرات العصر.

وتأتي البرامج الصيفية لتعضد هذه الجهود برؤية متجددة ومحفزة تتيح للشباب والناشئة فرص استكشاف مهاراتهم، وتنمية قدراتهم في أجواء تجمع بين التعلم والتجربة والمرح.

وما من شك أن هذه البرامج تؤدي دورا مهما في بناء الأجيال باعتبارها أداة فعالة لشغل أوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة، خصوصًا في عطلة المدارس والجامعات؛ حيث تسهم هذه الأنشطة في تعزيز روح المبادرة والانضباط والعمل الجماعي. كما تفتح المجال أمام المشاركين للاحتكاك بخبرات جديدة، ومجالات معرفية متنوعة خاصة في التكنولوجيا، والابتكار، وريادة الأعمال، والعلوم الحديثة. إن تنفيذ هذه البرامج بالشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني يزيد من فاعليتها، ويعزز من جودة المحتوى المقدم، وتنوع فرص استفادة هذه الفئة على نطاق واسع.

كما تعكس البرامج إدراك الدولة أهمية الاستثمار في الإنسان منذ المراحل المبكرة، وتحقيق التوازن بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي خاصة في ظل التوجهات المستقبلية الرامية إلى التحول نحو الاقتصاد المعرفي، والاعتماد على التقنيات الحديثة. كذلك تسهم هذه البرامج في الكشف عن المواهب، وصقلها، وتوجيهها نحو المسارات الملائمة، بما يجعل منها رافدًا حقيقيًا لمؤسسات التعليم والتدريب والابتكار.

إن الفوائد العظيمة التي يجنيها الشباب من الملتقيات الصيفية لا تؤكد أهمية استمرارها، وشمولها مختلف الولايات وحسب، وإنما يجب أيضا العمل على تطوير البرامج المقدمة، وتنويع وسائلها المحفزة لاجتذاب أكبر شريحة من طلبة المدارس والمعاهد والجامعات.

وجعلها ساحات ومنابر لترسيخ مفاهيم التسامح والتفاهم، وتكريس مبادئ المواطنة والهوية والقيم الثقافية والحضارية في نفوس الشباب، وهو أمر بالغ الأهمية في عصر نشهد فيه استهداف الشباب بالأفكار الضالة، وتفتيت الثقافات الوطنية ما يستدعي تحصينهم بالقيم الأصيلة، وبخبرات وتجارب العصر.

وبهذا النهج المتكامل يمضي الشباب نحو أدوار ريادية أكثر فاعلية في صنع الحاضر، وبناء مستقبل يليق بطموحاتهم وتطلعات وطنهم.